شهدت مدينة تعز نوعاً من الهدوء الحذر خلال ال48 ساعة الماضية، مع سماع أصوات متقطعة لإطلاق النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة كان آخرها - وحسب شهود عيان- إطلاق نار فجر أمس من أسلحة متوسطة على ساحة الحرية من قبل الحرس الجمهوري المتمركز بمستشفى الثورة. وعزا البعض الهدوء النسبي الذي تشهده المحافظة إلى وجود لجنة التحقيق والمشكلة من قبل القائم بأعمال رئيس الجمهورية الفريق الركن/ عبدربه منصور هادي، وخاصة فيما يتعلق بالقصف العشوائي الذي استهداف المدينة لعدة أسابيع متتالية وراح ضحيته عشرات القتلى وأعداد مضاعفة من الجرحى. وكانت اللجنة المكونة من الإخوة "عبدالقادر هلال ومحمد القاسمي وحمود الصوفي وعبدالله حسن خالد" قد اجتمعت خلال الأيام الماضية بالعديد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية بالمحافظة بهدف وضع الحلول والخروج من الأزمة التي تمر بها المحافظة. وحسب مصادر "أخبار اليوم" فإن الأطراف المحاورة للجنة قد اشترطت في بداية اللقاء سرعة تغيير مدير أمن المحافظة العميد/ قيران وكذا قائد الحرس الجمهوري، إضافة إلى رفع المظاهر العسكرية والمستحدثة بالمدينة والعودة إلى ثكناتها العسكرية. وأفادت ذات المصادر عن جهود حثيثة تبذل من قبل اللجنة وهذه الإطراف، وخاصة فيما يتعلق بتفعيل بنود المبادرة السابقة والتي تقدم بها عدد من رجال أعمال تعز وبعض وجهائها بغرض إعادة السكينة إلى تعز، غير أن أياً من بنودها لم يفعل على أرض الواقع. إلى ذلك وضمن سلسلة المسيرات اليومية الصباحية والمسائية التي تشهدها محافظة تعز، فقد انطلقت عصر أمس من جولة ديلوكس مسيرة نسائية، مروراً بعدة شوارع بالمدنية حتى الوصول إلى شارع مستشفى الثورة، حيث كسرت المتظاهرات ترسانة القوة العسكرية لقوات النظام أثناء مرورهن من أمام الدبابات والأسلحة الثقيلة والمتمرتسة بذات المكان. وطالبن أثناء مسيرتهن بطرد سفيري "الرياض" و"واشنطن" على خلفية موقف بلديهما من الثورة الشبابية الشعبية باليمن، كما طالبن بمحاكمة أركان النظام ورموزه ومرتكبي محرقة ساحة الحرية, كما نددن بالقصف العشوائي الذي تشهده مدنية تعز. وفي ذات السياق شهدت المحافظة صباح أمس أيضاً مسيرة جماهيرية حاشدة طافت معظم شوارع المدينة قبل وصولها إلى ساحة الحرية للمطالب ذاتها التي ينادي بها الشباب في مسيرتهم اليومية، وخاصة فيما يتعلق بسرعة الحسم الثوري.