منطقة "يرامس" تعتبر من المناطق القديمة والهامة في محافظة أبين بمديرية خنفر، فسطح هذه المنطقة عبارة عن سلاسل جبلية عالية، يخترقها وادي "حسان" الذي يعتبر من الأودية الكبيرة في اليمن، والذي تحيط بجوانبه أراضٍ زراعية خصبة والتي تزرع العديد من المحاصيل الزراعية الهامة، ومنها "القطن الطويل التيلة" الذي يعتبر من أفخر الأنواع على مستوى الجمهورية، والفول السوداني، وبعض أنواع الخضار والفواكه والحبوب، والتكوين السكاني والحضري لهذه المنطقة عبارة عن عدد من القرى الكبيرة ومنها "أبوعامر، المعر، الجول، أمسواد، الروضة"، وأكثر من عشرين قرية ممتدة على طول وادي حسان "وتنتشر في بواديها تجمعات البدو الرحل الذين يمارسون حرفة الرعي وتربية النحل. صحيفة "أخبار اليوم" زارت المنطقة ونقلت همومها وأوضاعها في مضمون السطور التالية: • البداية: عندما فكرنا للذهاب إلى منطقة "يرامس" لإجراء هذا الاستطلاع، عرفنا أن الطريق وعرة وفكرنا في وسيلة للاتصال، لكننا عرفنا أنه لا توجد شبكة اتصالات وعرفنا أيضاً أنها محرومة من كافة مقومات الحياة الضرورية مثل "الماء، الكهرباء، الاتصالات، الطرق، المراكز الصحية"، ففكرنا في الوسيلة الأسهل، وهي الاستعانة بالأستاذ/ عبدالكريم المرزوقي –الذي يعتبر أحد أبناء هذه المنطقة- وكان قد تأثر بالوجه الآخر من كلمة "يرامس" وكتب مقدمة شعرية، مهداة لصحيفة "أخبار اليوم": حن يا نوب واجني من الزهر الرحيق ×× واصنع عسل صافي إذا هديته يليق ومنه دواء شافي لذي قلبه يضيق ×× هدية للمنبر الحر والقلم الرشيق ل"أخبار اليوم" بانهديه مع الشكر العميق ×× يرامس رحبي فالضيف له ماضي عريق أهلاً وسهلاً بصوت الحق والحبل الوثيق • الطريق وعرة والرحلة عذاب: الطريق إلى منطقة "يرامس" ظلت ولا تزال وعرة منذ عهد الثورة إلى عهد الوحدة، ففي أي عهد ستصل الطريق إلى منطقة "يرامس"، وسائل المواصلات غير مريحة، الرحلة إلى محطة الوصول الأولى "جعار" عذاب في عذاب، رحلة وحيدة موعدها الصباح الباكر، فبعدها يتأجل السفر إلى اليوم الآخر. الأمراض موجودة والمستشفى غير موجود: عندما يصل المريض إلى مستشفى الرزاي وتظهر عنده أمراض الملايا مباشرة يسأله الدكتور/ أنت من يرامس؟.. البعوض الناقل للملاريا مستوطن في المنطقة والترسبات موجودة بشكل كبير، ولكن الذي هو غير موجود المستشفى، فمن أبناء "يرامس" كوادر طبية متخصصة ومؤهلة فمتى يجمعهم مستشفى يحمل اسم "مستشفى يرامس العام"؟!. لا يعرف الأهالي غير ضوء الشمس: المنطقة لم تشاهد أي نور أو أي ضوء غير ضوء الشمس في النهار، بعدها يأتي الليل المظلم، وعلى هذا تعود المواطن اليارمسي منذ عشرات السنين لم تصل إلى المنطقة غير الوعود والتي هي أيضاً مظلمة ولم تر النور أو أي شعاعاً للأمل سوى الوعود العرقوبية. المياه النقية معدومة: المياه النقية معدومة في المنطقة ولا تزال رحلة البحث عنها مستمرة.. المياه مالحة وملوثة في يرامس والأهالي يريدون أن يشاهدوها وهي تتدفق بشكل قوي مثلما يشاهدون في الآبار الخاصة بين أسوار المسؤولين". المنطقة محرومة: الصحيفة التقت بالشيخ/ ناصر العوباني، فقال: نشكر "أخبار اليوم" على هذا الاستطلاع، فمنطقة يرامس غنية عن التعريف، فتاريخها قديم، ولكن الشيء الذي هو بحاجة إلى التعريف هو أن هذه المنطقة لا تزال محرومة من المشاريع الهامة لحياة المواطن مثل الطرقات الكهرباء الاتصالات المدارس والمياه وأيضاً بناء الدفاعات والدروع لحماية الأراضي الزراعية من الانجراف، ونناشد عبر صحيفة "أخبار اليوم" الدولة بالبدء في العمل "بسد وادي حسان" من أجل رد الاعتبار لمكانة المنطقة الزراعية والتي كانت الرافد الأساسي للمحافظة بالمنتجات الزراعية وأيضاً مساحة المنطقة نؤهلها بأن تكون مديرية.. فنحن منتظرون إعلان بدء الإشارة الخضراء للسير إلى الأمام في تنفيذ المشاريع بدلاً من إشارة الوقوف الحمراء التي ظلت واقفة عند مدخل المنطقة وبانتظار الضغط على الزر من قبل مسؤول كبير بحكم محافظ المحافظة اللواء الزوعري. وتحدث العميد/ الخضر حسن مرزوق قائلاً: "يرامس أرض الخير والعطاء، كان المواطن في هذه المنطقة يعتمد على ذاته في المأكل والمشرب، ولكن الظروف القاسية والحرمان من أبسط الخدمات والتي جعلت أبناء هذه المنطقة يهجرونها جسداً، ولكن قلوبهم وعقولهم لا تزال متصلة بسقط الرأس، تركنا المنطقة قبل أكثر من "25" عاماً ولا تزال كما هي عليه وفي الأخير نقول إن أبناء يرامس الذي لا يزالون متمسكين بالأرض لن يتركوها حتى ولو أمتصوا الماس من جذور النباتات، لأنهم تعلمو الصلابة والثبات من صلابة جبالها الشامخة.