أنعش سقوط النظام الليبي وسيطرة الثوار الليبيين على طرابلس, قلب الثورة اليمنية, وخصوصاً في مدينة تعز, التي نزلت إلى الشوارع مساء أمس الأول للابتهاج بحرية ليبيا, والمطالبة بحسم الثورة. وأعلن شباب الثورة في تعز , مرحلة الحسم الثوري , والتصعيد الأخير بإسقاط النظام, بدءاً من مدينة تعز. واستحدث شباب الثورة ساحة حسم جديدة, في منطقة حوض الأشراف , مقابل مبنى الخطوط الجوية اليمنية, مؤكدين أنهم لن يبرحوا المكان إلا بسقوط نظام صالح. وشهدت "ساحة الحسم", عدداً من الفعاليات منذ منتصف أمس الأول , كما أقام الثوار صلاة فجر الاثنين , ومأدبة الإفطار فيها , بدلاً عن ساحة الحرية . وطالب شباب الحسم الثوري بتعز , كافة شباب المدينة الانضمام إليهم, وعدم تفويت الفرصة الذهبية الحالية , التي سقط فيها الديكتاتور معمر القذافي, لإسقاط نظام الرئيس صالح. كما شهدت مدينة تعز مساء أمس مسيرة جماهيرية حاشدة, انطلقت من شارع جمال وسط المدينة, وحطت في ساحة الحرية. ونددت المظاهرة, التي رافقها إطلاق للألعاب النارية، ابتهاجاً بسقوط ثالث ديكتاتور عربي, ب"حكم العسكر", تخاذل أحزاب اللقاء المشترك من حسم الثورة, التي رفضت السماح لشبابها من المشاركة في "ساحة الحسم الجديدة". واستنكر شباب الثورة في تعز, المواقف المتخاذلة لأحزاب اللقاء المشترك, من الثورة اليمنية, رغم كل الظروف المواتية حالياً, وإضاعتها لفرص كثيرة كان بالإمكان إسقاط النظام فيها. وأكد مجلس شباب الثورة المستقل بتعز- في بيان له حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه- أن أحزاب اللقاء المشترك , أثبتت عجزها وفشلها في رسم مسار الثورة. وقال المجلس في البيان "نًذكّركم أولاً بأنكم أعلنتم انضمامكم للثورة الشبابية السلمية بعد انطلاقة شرارتها بعشرة أيام, ولقد تعاملنا مع انضمامكم بنوايا حسنة وتركنا لكم الفرصة تلو الأخرى ابتداءً من يوم جمعة (الكرامة), ثم محرقة ساحة الحرية بتعز, ثم إعلان المجلس الانتقالي, ثم المجلس الوطني، ولكنكم في كل فرصة لم تكونوا عند حسن ظن شباب الثورة بكم , وأثبتم عجزكم وفشلكم في رسم مسار الثورة". ووجه شباب الثورة بتعز "الدعوة الأخيرة " لأحزاب المشترك, بالانضمام إلى شباب الثورة في تصعيدهم الذي بدأوه, ولن يتراجعوا عنه حتى إسقاط النظام, داعين إياهم لإثبات حسن النوايا تجاه الثورة والوطن, ما لم فإن شباب الثورة سوف يعلنونها ثورة ضد النظام وضدكم (أنتم أحزب اللقاء المشترك). من جهة أخرى, حلق الطيران العسكري فوق سماء المدينة صباح أمس الاثنين, في الوقت الذي ما زالت اتفاقية التهدئة لم تنفذ بكاملها, وما يزال التوتر الأمني كما كان عليه في السابق. ويتخوف كثيرون من انفجار الوضع مجدداً في المدينة , حيث تعمل قيادات أمنية عُليا, على إفشال اتفاق التهدئة الأخير. وقال مصدر في لجنة التهدئة ل"أخبار اليوم" إن هناك من يتمنى استمرار الانفلات الأمني في مدينة تعز , حتى يستمر ظهورهم في الواجهة. وأشار المصدر إلى أن قيادات أمنية , كانت قد رفضت التوقيع على اتفاقية التهدئة الأخيرة , تعمل جاهدة على تغذية النعرات , وإشعال الصراع مجدداً. وألمح المصدر إلى أن قيام تلك القيادات الأمنية سببه "التزام القبائل الموالية للثورة" بالاتفاق الذي وقعته مع محافظ المحافظة، دوناً عن الاتفاقات السابقة, التي تزعمها اللواء/ محمد القاسمي وعبدالقادر هلال. وقال المصدر: إن القيادات الأمنية تريد إظهار محافظ تعز أمام أبناء المحافظة, بموقع "الفاشل" والذي لا كلمة له, وتدعم كثيراً من الخارجين عن القانون من أجل خرق اتفاق التهدئة. وقالت مصادر مؤكدة للصحيفة إن عشرات السيارات الحكومية التي تم سرقتها من مدينة تعز وخصوصاً شارع جمال , كان وراؤها رجال أمن بلباس مدني, وأنهم مدفوعون من قبل قيادات أمنية وشخصيات نافذة موالية للنظام. وما يزال الحرس العائلي متمركزاً في شارع الستين, رغم انسحاب القبائل الموالية للثورة. وتحدثت أنباء أمس عن إرسال تعزيزات وآليات مختلفة من معسكرات الحرس في صنعاء إلى مدينة تعز. وفي هذا السياق أفادت مصادر "أخبار اليوم" أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى معسكر "الجند" مغرب أمس ومكونة 4 ناقلات عملاقة، كل ناقلة محملة بكونتيرة من هذه الأسلحة، وذلك برفقة 12 طقماً عسكرياً من قوات الأمن المركزي والحرس والشرطة العسكرية. ونوهت المصادر إلى أن الأطقم العسكرية باشرت بإطلاق النار بشكل عشوائي في مفرق "الذكرة" مغرب أمس لتفريق الازدحام الذي كان سائداً في الشارع، ما مكنهم من المرور بهذه الأسلحة بسرعة كبيرة إلى معسكر الجند. ومساء أمس أكدت هذه المصادر وصول 50 سيارة همر وأطقم جديدة مكتوب عليها "القيادة العامة" إلى معسكر الجند, منوهة إلى أن كل سيارتين تم تحريكها على متن كل ناقلة بعد ساعات من وصولها باتجاه محافظة عدن، ورجح المصدر أن تكن هذه القوات من مكافحة الإرهاب, منوهاً إلى أن سيارتين نوع "مونيكا" بزجاج عاكس رافقت هذه القوات، غير مستبعد أن يكونوا خبراء ومختصين بالمجال العسكري. من جانب آخر وتحت شعار "الوفاء لأهل الوفاء" نظمت حركة مناضلات ثورة اليمن بساحة الحرية أمس وبالتعاون مع الصفحة الرسمية لساحة الحرية بتعز وحركة شباب "11" فبراير مأدبة إفطار جماعي لجيران الساحة الحرية وحفلاً تكريمياً بالمناسبة، تقديراً لمواقفهم النبيلة في دعم شباب الثورة. وفي سياق متصل يرابط المئات من الثائرين من شباب ساحة الحرية في شارع حوض الأشراف أمام مبنى اليمنية وتناول المرابطون طعامي السحور والإفطار في ذات المكان كنوع من التصعيد السلمي وللمطالبة بسرعة الحسم الثوري. إلى ذلك عقد مجموعة من العسكريين مساء أمس اجتماعاً موسعاً لمناقشة العديد من القضايا التي تهم المحافظة, وقال العقيد مهندس/ أحمد فؤاد نعمان -المنسق العام للمجلس العسكري الثوري للدفاع والأمن لمحافظة تعز- إن الاجتماع ضم العديد من العسكريين من المؤسستين العسكرية والأمنية المنضمين بتشكيلاتهم لثورة الشباب الشعبية السلمية بهدف وضع التصورات والآليات المناسبة بما يخدم ثورة الشباب ويعجل بالحسم على غرار الثورة الليبية وإسقاط من وصفهم ببقية عصابة الحرس العائلي وأزلامهم. وناشد العقيد/ نعمان أبناء القوات المسلحة والأمن والمتقاعدين بلعب دور في الحفاظ على المنشآت العامة والخاصة وحماية مناطقهم بالمحافظة، بما يخدم مصلحة اليمن وأبنائها ويسهم بالخروج من الأزمة التي يعاني منها الجميع بمحبة وسلام.