نظم تحالف "صحفيون وناشطون من أجل التغيير والحرية" صباح أمس الثلاثاء حلقة نقاشية بعنوان (تناول وسائل الإعلام لأحداث الثورة اليمنية وأخلاقيات الصحافة) وذلك برعاية كل من نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين، حيث تحدث الزميل/ منصور الجرادي عن الخطاب الإعلامي الرسمي اليمني أثناء الثورة وأخلاقيات الصحافة، مشيراً إلى أن الخطاب الرسمي ركز في مجمله على مواجهة حركة الاحتجاجات والاعتصامات من زوايا مختلفة، فهو وإن اعترف بأحقية بعض مطالب الشباب وضرورة الاستجابة لهم فقد تحدث أيضاً على عدم مشروعية التظاهرات والاعتصامات لعدم حصولها على تراخيص من وزارة الداخلية وكونها تقوم بقطع الطرقات وتعطيل المصالح العامة إضافة إلى تحميلها مسؤولية تخريب الأملاك العامة والخاصة. وأشارت إلى أن الإعلام الرسمي اتجه كثيراً إلى تحميل المعتصمين والمعارضة مسؤولية قتل وجرح المتظاهرين الذين سقطوا في الأحداث، فضلاً عن توجيه رسالة خارجية مركزة مفادها اتهام المتظاهرين والمعتصمين بالانتماء إلى القاعدة وبالتالي تخويف المجتمع الدولي من سقوط اليمن في أيدي القاعدة وكذا دول الجوار من نشوب حرب أهلية بالإضافة إلى إطلاق تحذيرات متكررة عن انقسام اليمن وتوجيه عبارات التخوين والتكذيب. وتحدث الجرادي عن تخلي الإعلام الرسمي عن وظيفته الأساسية المتمثلة في إجلاء الحقائق إلى إصدار الفتاوى والتهم وتعمد تشويه صورة الثوار من خلال وصف ساحات التغيير بأنها ساحات تغرير وكذا المعتصمين بأنهم مخربون وقطاع طرق وقال الجرادي ( حشد الأعلام كل وسائله وأمواله وبرامجه من أجل الحديث عن شخص واحد هو الرئيس وأغفل الحديث عن الشعب واحتياجاته ومعاناته، وقام بتوظيف جميع البرامج المتخصصة في النيل من الثوار بما فيها البرامج الرياضية ) مشيراً إلى اختطاف النظام لخطاب الإعلام الرسمي وإصدار جميع البيانات والتصريحات من غرفة في دار الرئاسة فضلاً عن اختطاف وكالة الأنباء اليمنية سبأ في غرفة في التوجيه المعنوي. وأضاف في حديثه ( يبدو أن الإعلام الرسمي قد أصبح مقاتلاً بالفعل أكثر منه مدافعاً أو مشخصاً للواقع) متطرقاً إلى استخدام الإعلام اليوم للترويج عبر رسائل الموبايل لمساندي الرئيس وتظل تصل الرسائل بطريقة تنتهك الخصوصية حتى الساعة الثانية والثالثة فجراً، متحدثة عن وصول الوفود المساندة للرئيس. ومنوهاً إلى تغليب الرأي الواحد بالصيغة الرسمية لا بل برأي الحزب الحاكم، منوهاً إلى عدد من التحديات التي يواجهها الإعلام الرسمي والمتمثلة في الرقابة المسبقة والتوجيه من خلف الكواليس وعدم استقلالية وغياب الحرية وانشغاله بالحاكم، بالإضافة إلى عدم قدرته على التخلي عن عباءة الشمولية التي ظلت تحكمه منذ عقود. وتحدثت الإعلامية/ الهام الوجيه في ورقتها المعنونة بأخلاقيات الإعلام الخارجي للثورة اليمنية تحدثت عن أخلاقيات المهنة، مشيرة إلى أن الحياد والاستقلالية والحقيقة المجردة ما هي إلا خرافات وأساطير وانتقدت بعض الممارسات غير المسؤولة وبعض الأخطاء المهنية. وتناولت الوجيه تعامل الإعلام الخارجي مع الثورة في اليمن وقالت إن بعض وسائل الإعلام الخارجي مازالت تسمي ما يحدث في اليمن احتجاجات أو مظاهرات وليست ثورة, مشيرة إلى أن بعضها وقع في فخ الكذب غير المتعمد نتيجة التغطية المباشرة على الهواء وتحت ضغط السبق الصحفي, متهمة الإعلام الخارجي بالتقصير في التعمق في الأحداث أثناء تغطيته للثورة اليمنية كما أنه تعامل معها بانتقائية وبالتالي لم تحظ الثورة اليمنية بالتركيز والاهتمام مثلما حظيت به بعض الثورات العربية الأخرى, إلى جانب إهمال الإعلام الخارجي معاناة المواطن اليمني وحجم المأساة والأزمة الإنسانية التي يعيشها في ظل الصراع الدائر والثورة المستمرة. وذكرت الوجيه أن الأخبار الخاصة بالمبادرة الخليجية خير دليل على انعدام الحذر والتباين والتجاهل في أحسن الحالات ورأت الزميلة/ سميه القواس في ورقتها التي تطرقت إلى دور وسائل الأعلام الأهلية والحزبية في الثورة اليمنية أن بعض وسائل الإعلام الحزبية والأهلية بدأت نحو تغطية أحداث على حساب الثورة والبعض الآخر أصبح يتعامل مع الثورة كأحداث روتينية يومية, مشيرة إلى وجود فجوة بين مسار الثورة وبين التغطية الإعلامية التي كان من المفترض أن تواكب الثورة. وذكرت سمية، الظروف السيئة التي عملت فيها وسائل الإعلام الأهلية والحزبية في تغطية أحداث الثورة ومنها المصادرة والحرق والقصف لمقراتها واعتقال منتسبيها، فضلاً عن انقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار والانفلات الأمني فيما توفرت كل الوسائل والإمكانيات لوسائل الإعلام الحزبية والأهلية المنحازة للسلطة والتي أدت مهمتها في الدفاع عن السلطة. وتناولت تركيز الإعلام الحزبي والأهلي على الخطاب السياسي وبالتالي طغى حضور الفعل السياسي على الفعل الثوري في وسائل الإعلام، معتبرة تركيز اهتمام الإعلام الحزبي والأهلي بالظاهرة السياسية على حساب الوقائع السياسية الثورية على الأرض تعد أول الزلات وأخطرها في الإعلام المواكب للثورة.