دأبت العناصر المسلحة في مدينتي الكود وزنجبار بمحافظة أبين بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد من قبل الجيش إلى استهداف المواطنين الأبرياء واعتقالهم وتعذيبهم. أخبار اليوم وفي ظل متابعاتها لمجريات الأحدث الجارية في محافظة أبين التقت المواطن/ محمد فضل سالم من أبناء مدينة الكود التي ارغمته تلك العناصر بترك منزله إلا أنه رفض ذلك مما استدعاها برميه بقنبلة يدوية أصيب خلالها بجروح ونقل على إثرها إلى عدن للعلاج.. وهاكم الحصيلة: سأم حياة النزوح، وقال لنفسه لا والله لن نذل ونهان، ونترك أرضنا التي فيها عزنا وكرامتنا، فقطع على نفسه عهداً بالعودة إلى أبين، تحديداً إلى منطقة الكود حيث منزله المليء بالذكريات الجميلة، وذهب ليقيم فيه، كان ذلك الأخ/ محمد فضل سالم مريثي المشهور "بفضيلي" وقد ضرب أروع الأمثلة في الاعتزاز بالنفس، وبالشجاعة وحب الوطن الذي يهون في سبيل تحريره كل غالي ثمين، والذي بدونه ليست الحياة أهلاً لأن تعاش، ليوجه رسالة إلى أبناء أبين الذين وصفهم بالصور الخالية، ليقدموا ثمناً غالياً في سبيل الكرامة دون تراجع وبروح وثابة ونفس أبية تسمو إلى الرفعة، لقد كانت المعادلة واضحة جلية عند الفضيلي بأن طريق العز مصحوب بالعزيمة ولا يوصل إليه سوى طريق واحد هو طريق البطولة والرجولة وليس طريق النزوح والهوان، فمضى إلى غايته في عصر ذابت فيه النفوس وأقمحلت ولسان حاله يردد قول المتنبي:" فأطلب العز في لظى وذر الذل ولو كان في جنان الخلود". الاعتقال يقول الفضيلي: "مضى على عودتي إلى بيتي في منطقة الكود أكثر من أسبوعين وفي ليلة السبت الماضي الساعة "10" مساءً تفاجأت بسيارة "شاص" تقف أمام بيتي ترجل منها أربعة أفراد من عناصر القاعدة، وكانوا غرباء ليسوا من أبين، ثم اقتادوني أنا وابن أخي إلى مبنى الأمن السياسي بأبين وقاموا باحتجازنا هناك وقالوا بأنهم سيحققون معنا في الصباح، وعند طلوع النهار بدأوا معنا التحقيق وقالوا أنتما مخبران تعملان لصالح الجيش، وكانوا أربعة أفراد بينهم رجل باكستاني ومعهم الحارس الذي أمضى الليل لحراستنا وكان رجلاً ضخماً يحمل سيفين، سيفاً بيده، وآخر معلقاً برقبته، وطلبوا منا التعهد على مغادرة الكود، فقلت لهم لماذا؟، قالوا لأن الجيش يكتشف مواقعنا بناءً على معلوماتكم الاستخبارية، فقلت لهم نحن لسنا مخبرين، بل جئنا لنقيم في بيتنا وأنتم من يجب أن يغادر أبين لأنكم غرباء، فقالوا نحن نريد تطهيركم من الكفرة، فقلت لهم الكفرة في فلسطين، أما هؤلاء هم جيشنا وأخواننا يدافعون عن الوطن الذي دمرتموه أنتم، فقال نحن نريد تطبيق شريعة الله، فولت لهم وهل شريعة الله تأمركم بتدمير المساجد وقتل الناس الأبرياء وتشريدهم؟! فقالوا: هؤلاء كفرة فقلت لهم ومن فوضكم عنا نحن أهل أبين ولماذا، بلادنا وحدها؟ فقالوا لا تكثر من الأسئلة وقاموا بارغامي على التعهد بالخروج من الكود. التدمير يواصل الفضيلي:"عدت بعدها إلى البيت في الكود بعد أن أفرجوا عني وبعد يومين جاءت العناصر الإرهابية "القاعدة" وقالوا لماذا لم تغادر؟ فقلت هذا بيتي ولن أبرح مكاني ثم تراجعوا إلى الخلف ونزع أحدهم قنبلة وألقاها باتجاهنا فانبطحت، وأصابتني بعض الشظايا في الصدر وفي اليد، لكن الحمدلله لم تكن مميته، وبعد نصف ساعة جاء صديق لي اسمه أنيس الدمدمي ومعه الأخ/ علي أسعد وقاما بإسعافي إلى مكان خصص للإسعافات الأولية وهناك قال الأطباء، توجد شظايا بالصدر وقد تكون خطيرة إذهبوا به إلى عدن حالاً، ثم توجهنا إلى الشيخ/ أحمد صالح بن علي ابن شيخ منطقة الكود وقال بن علي: هذه سيارتي اسعفوه بها إلى عدن وأنا مستعد لتحمل كل تكاليف العلاج، ووصلنا إلى مستشفى النقيب بعدن وأنا أشكر صديقي أنيس الدمدمي والأخ/ علي أسعد وناصر حاتم وسالم دويد فلولا الله تم هم لبقيت مرمياً أمام البيت حتى أموت. الوجة الحقيقي للقاعدة أثناء حديثه قال الفضيلي: "عناصر القاعدة هم أفراد مأجورون من جهة لا ندري من هي، وهم فقط مرتزقة لا يصلون ولا يصومون، ويقومون بأفعال حرمها الدين الإسلامي بالكود، لذلك أدعو كل أبناء أبين إن كانت قد بقيت فيهم ذرة رجولة بأن يقوموا للدفاع عن أرضهم، أما أن يبقوا نازحين في عدن فإنه لا فرق بينهم وبين "......."، وأضاف فضيلي: "فلسطين حررها أبناؤها بالحجارة ونحن لا نستطيع تحرير أبين بالسلاح؟! وتسائل فضيلي: "أين شباب المخادر والمقايل الذين كانوا يتباهون بالسلاح ويطلقون النار في الأعراس، أين هم الآن وقت الجد والحاجة؟! أم أنهم كانوا فقط ينشطحون بالسلاح في وقت الرخاء فقط!. الأبطال الحقيقيون يتابع الفضيلي قائلاً: "بالأمس كانت عندنا معركة عنيفة منذ الصباح وحتى "5" مساء قادتها كتيبة فيصل رجب على القاعدة في الكود الذي كان عدد أفرادها "300" إرهابي وقد لقنهم فيصل رجب درساً قاسياً لن ينسوه وحصد منهم "250" فرداً بين قتيل وجريح ومتراجع هارب إلى أبين جعار وأنا أشكر الأخ/ فيصل رجب ومن معه من بقية الألوية الأبطال على مواقفهم المشرفة، فهم الوحيدون الذين يدافعون عن أبين بكل شجاعة وقد قهروا الإرهابيين وأذاقوهم الويلات. المتأمرون يؤكد الفضيلي أن هناك متأمرين وقال "أنا شاهد عيان على ذلك وأستطيع أن أجزم بأن هناك قادة عسكريين متأمرين، وقبائل، وأفراد من أبناء أبين متهاونين ومرتزقة، وأضاف الفضيلي وإلا كيف يدخل التعزيز والبترول والديزل للقاعدة من خط يافع والبيضاء وحضرموت أمام نقط التفتيش ويمر بحدود القبائل، ولا يوجد من يمنع والتفسير الوحيد لذلك هو أن بعض ضعفاء النفوس باعوا دينهم وذمتهم وباعوا أراضيهم مقابل حفنة من مال وهؤلاء سوف يحاسبهم الله، لكن على أهل أبين تحرير أرضهم وتطهيرها من المرتزقة من الإرهابيين قبل فوات الأوان.