قتل ثمانية عراقيين من عائلة واحدة في قصف جوي استهدف منزلهم في بلدة الدور قرب تكريت شمال بغداد فجر أمس وفق مصادر أمنية عراقية وشهود عيان، وقد اعترف الجيش الأميركي بقصف المنطقة لكنه أشار إلى أن الغارة استهدفت عناصر في تنظيم القاعدة وأسفرت عن مقتل أربعة مشتبه بهم وثلاث نساء وإصابة طفل تجري معالجته في قاعدة أميركية. وطبقا لرواية الشرطة العراقية وشهود عيان فإن مروحيات أميركية قصفت المنزل في البلدة -التي اعتقل فيها الرئيس الراحل صدام حسين في ديسمبر 2003- ما أدى إلى مقتل أفراد العائلة وبينهم ثلاث نساء وانهيار المنزل عليهم. وأشار شهود عيان من أهالي البلدة إلى أن القوات الأميركية لم تقم سابقا بمداهمة أو تفتيش منزل الضحايا. من جانبه أشار عبد الكريم خليل إبراهيم ابن عم العائلة إلى أن القوات الأميركية فرضت طوقا أمنيا حول منزل حسن علي حسن قرابة الساعة الثانية فجرا بالتوقيت المحلي، ومن ثم قامت مروحيات بقصف المنزل. وأوضح إبراهيم -الذي يسكن على بعد نحو 50 مترا من منزل الضحايا- أن رجال الشرطة والإسعاف قاموا بانتشال جثث العائلة التي يعمل أحد أبنائها ويدعى علي حسن علي (28 عاما) في صفوف الشرطة. وأدى القصف أيضا إلى تدمير ثلاث سيارات كانت عند منزل عائلة الضحايا - التي هجرت منطقة الغزالية شمال بغداد، بسبب أعمال العنف الطائفي قبل ثلاثة أعوام- وفقا لأحد أقارب العائلة. لكن الجيش الأميركي أعطى رواية مغايرة لتلك المنقولة عن الجانب العراقي، وقال بيان عسكري إن القوات الأميركية حاصرت المنزل ودعت المتحصنين داخله إلى الاستسلام لأكثر من ساعة، وحذرتهم من اقتحام منزلهم، لكن الأشخاص الذي بالداخل لم يستجيبوا للنداء. وأعرب المتحدث باسم الجيش الأميركي جيري أوهارا عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين، مشيرا إلى أن "الحادث يظهر مرة أخرى أن شبكة القاعدة تهدد حياة الأبرياء من النساء والأطفال". وطبقا للبيان الأميركي فإن القصف استهدف خبيرا بالمتفجرات يعتقد أنه المسؤول عن شبكة التفجيرات شمال بغداد، إضافة إلى ثلاثة مسلحين مشتبه بهم، مشيرا إلى أن الجيش انتشل طفلا من بين أنقاض المنزل المهدم وتتم معالجته في قاعدة أميركية قريبة. في السياق أشار المتحدث الأميركي إلى أن فرق الاستطلاع رصدت شخصين آخرين يفران من المبنى ويلجآن إلى مسجد في الجوار، مشيرا إلى أن أحدهما اعتقل في وقت لاحق بمساعدة القوات العراقية. على صعيد آخر تمكنت القوات العراقية في الساعات ال24 الماضية من اعتقال 48 شخصا بينهم 32 مطلوبا في إطار عمليات فرض القانون في العاصمة بغداد وفق بيان لقيادة عمليات فرض القانون. كما تمكنت القوات العراقية -وفق البيان- من إبطال مفعول 16 عبوة ناسفة في عمليات شملت مناطق المدائن والتاجي وأبو غريب والكرادة وبغداد الجديدة والصدر والكاظمية والمنصور والأعظمية والراشدية ومناطق شرق الرشيد. وفي التطورات الميدانية الأخرى قتل مسلحون امرأة قرب منزلها في طوزخورماتو على بعد 170 كلم شمالي بغداد، وفق مصادر الشرطة. كما جرح ستة بينهم شرطيان في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في حي اليرموك غربي بغداد كما ذكرت مصادر أمنية. من ناحية أخرى قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم إن بلاده - التي كانت يوما ثالث أكبر قوة عسكرية أجنبية في العراق- ستسحب بقية قواتها بحلول نهاية العام الحالي 2008. وكانت وسائل الإعلام المحلية تكهنت أن تمدد سول فترة عمل قواتها في العراق إرضاء لحليفتها الأميركية التي تعيد النظر في حجم قواتها في العراق نظرا للتحسن الذي طرأ عامة على مستويات الأمن هذا العام. وأرسلت كوريا الجنوبية 3600 جندي إلى العراق عام 2004، ثم بدأت سول تقلص مستوى قواتها استجابة لضغط الرأي العام المعارض لهذه المهمة حيث ما زالت تحتفظ الآن بأقل من 600 جندي متمركزين في المنطقة الكردية الآمنة نسبيا شمال العراق.