في الوقت الذي تتجه أنظار العالم إلى اليمن أفقر بلد عربي الذي يصر النظام على الاستمرار في المراوغة ومحاولة استغلال الوقت بوعود فضفاضة للهروب من استحقاقات بات العالم أجمع يراها ضرورية لتفادي انزلاق اليمن إلى مربع العنف والحرب والأهلية، وهي نقل السلطة فوراً وتنحي الرئيس صالح في نفس هذا التوقيت أيضاً تتجه أنظار العالم إلى مجلس الأمن الذي من المقرر أن يصدر قراره بشأن اليمن منتصف الأسبوع الجاري، لا سيما وأن ثمة جهوداً إقليمية ودولية تبذل لإجراء عملية انتقال السلطة في اليمن وتنحي الرئيس صالح وتوقيع المبادرة الخليجية قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن المقرر انعقادها يوم الثلاثاء القادم.. وبين توجه أنظار العالم إلى اليمن ومجلس الأمن تذهب الدبلوماسية اليمنية إلى طريق بعيدة جداً عن الحلول القريبة التي يمكنها من أن تسجل نسبة بسيطة من القبول وليس النجاح، إلا أن الدبلوماسية اليمنية وفق اعترافات مصادر وقيادات في وزارة الخارجية اليمنية قد منيت بفشل ذريع منذ اندلاع ثورة الشباب السلمية بصورة أكبر في الشهرين الأخيرين.. حيث تفيد المعلومات الواردة من الأوساط والأروقة الدبلوماسية في الخارج بأن الدبلوماسية اليمنية سعت جاهدة لإقناع وكسب بعض الدول في صفها لتأجيل وتأخير أي إجراءات دولية من قبل مجلس الأمن بحق النظام اليمني، إلا أن كل المؤشرات والمعلومات الواردة في هذا السياق تؤكد فشل الدبلوماسية اليمنية حتى في حشد أي من الدولة العربية والإسلامية في صفها بما فيها الدول التي تعارض التوجهات والسياسة الأميركية في المنطقة. ويأتي هذا الفشل الدبلوماسي في وقت كان النظام اليمني قد تلقى رسائل قوية من جيرانه الخليجيين كان آخرها رفض دولة الإمارات العربية تبني مقترح من السلطات اليمنية بتعديل المبادرة الخليجية، من جهة ورفض المملكة العربية السعودية استقبال وزير الخارجية اليمني مطلع الأسبوع المنصرم من جهة ثانية.. وفي هذا السياق علمت "أخبار اليوم" من مصادر مطلعة أن ثمة توجهاً أوروبياً أميركياً يسعى من خلالها الغرب إيصال للنظام اليمني رسائل أكثر قوة من تلك التي بعثها الجيران الخليجيين لليمن، تتمثل في اتخاذ خطوات متقدمة متزامنة مع صدور قرار مجلس الأمن الثلاثاء القادم، أبرزها الترحيب بالمجلس الوطني لقوى الثورة اليمنية من جهة وتشجيع التيار المؤيد لضرورة نقل السلطة بشكل فوري، في الحزب الحاكم، وكذا عدد من الوزراء لتحديد مواقف مؤيده للمساعي الإقليمية والدولية الهادفة إلى عملية النقل الفوري للسلطة في اليمن وتنحي الرئيس صالح، من جهة ثانية وبما من شأنه أن يعطل تماماً حركة ما يسمى حكومة تصريف الأعمال وبشكل كامل. إلى ذلك قالت صحيفة القدس العربي أن الإدارة الأمريكية تشعر بإحراج كبير لان كل نداءاتها للرئيس اليمني بالتنازل عن السلطة لم تلق آذاناً صاغية، وهي بصدد الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يلزم الرئيس صالح، بالتوقيع على المبادرة الخليجية وتسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي، تمهيداً لانتخابات برلمانية ورئاسية لاحقة. وأشارت الصحيفة في مقالها " رأي القدس" إلى أن الرئيس اليمني استطاع الالتفاف على كل الضغوط الإقليمية والأمريكية التي تريد مغادرته السلطة، من خلال إظهار مرونة 'نظرية' والتعهد بالتوقيع والتطبيق، ليعود بعد ذلك ويضيف شروطاً جديدة تمكنه من اكتساب المزيد من الوقت. وفي المقال الذي أوردته الصحيفة تحت عنوان: " حيلة جديدة للرئيس اليمني " أضافت بأنه يتعذر التكهن بردة فعل الرئيس تجاه الخطوة الأمريكية الجديدة في الذهاب إلى مجلس الأمن. وأشارت " القدس" إلى ما ذكرته مصادر يمنية من أن الرئيس صالح يجري مشاورات مكثفة لاستباق قرار مجلس الأمن الدولي ضد نظامه عبر إعلانه التنحي عن السلطة وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد من بعده يضم أفراد عائلته والمقربين منه برئاسة نائبه عبد ربه منصور هادي.