عندما يذكر نادي مثل التلال فإنه يذكر بوطن كبير من أطراف المهرة إلى حدود حجة.. يذكر عن مهد الرياضة الأول في الجزيرة والخليج.. ويتحدث عن عشق كبير وانتماء أكبر.. وعندما تتحدث الناس عن فريق عريق مثل أهلي صنعاء فإن الحديث يكون عن إمبراطور البطولات اليمنية وزعيم الانتصارات.. والحقيقة أن الناس أحبت هذه الأندية، وانتمت إليها بغض النظر عن الأسماء التي تشرفت بالجلوس على كراسي الإدارة.. أما لماذا فذلك لأن الناس أحست - دائما - أن هذه الأندية تمثلها وأن هذه الأندية تعبر عنها، وأن هناك ارتباطا وجدانيا بين هذه الأندية وبين عشاقها، والحديث هنا عن كل الأندية على طول وعرض الجمهورية اليمنية. والمؤكد أن روح الحب والمتابعة لتلك الأندية وإن قلت بسبب تراجع المستوى العام للكرة اليمنية خاصة والرياضة عامة بفعل الدخلاء والفاسدين الذين هيمنوا عليها خلال السنوات الأخيرة.. لكنه أي التراجع لم يثنِ كثير من المحبين والأنصار عن متابعة أنديتهم وفرقها التي أدمنوا تشجيعها أو كما يحب للبعض القول مجازا "رضعت تشجيع فريقي مع لبن أمي".. إذا فالرياضة عشق أبدي وغذاء وجداني يتعزز بالحب والشعور بالانتماء، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الوطنية بالمشاركات الخارجية للأندية واللاعبين على المستوى الفردي. ومع زحف المال على الرياضة قد يقبل الرياضيون بالدخلاء على الرياضة اعتقادا منهم أن هذا زمن المال وأن الرياضة بحاجة إلى ذلك مع أن الرياضة هي مال بحد ذاتها، وهي استثمار لوحدها، وهي بحاجة فقط لمن يدير شئونها بطريقة اقتصادية حتى تحقق العائد المالي المناسب الذي يضمن لها الاستقلالية من عفن الفاسدين والفاشلين. المهم أن الرياضيين ربما يقبلون على مضض بمن هم دخلاء ظنا منهم أنهم بفلوسهم قادرون على انتشال الرياضة اليمنية، وخصوصا الأندية الرياضية منها من وضعها المتراجع أو بالأصح المهرول نحو التخلف.. لكنهم قطعا لا يمكن أن يقبلوا أن يسيطر على الرياضة حفنة من القتلة والبلاطجة أكان في الأندية الرياضية أم على مستوى الرياضة اليمنية. والمؤكد أن لسان حالهم اليوم هو الرفض، لأن يرتبط اسم قائد الحرس الجمهوري الذي يقتل أبناء الشعب في كل مناطق اليمن بنادي موزع حبه في قلوب كل اليمنيين في الداخل والخارج مثل التلال.. رفض يتجدد لأمثاله من القتلة والبلاطجة المحسوبين على وزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الأولمبية أمثال عارف الزوكا أو حافظ معياد. وبالقدر الذي يؤكد الشارع الرياضي رفضهم لأمثال هؤلاء، فأنهم ينتظرون من تلك القلة التي تدور في فلكهم اليوم بتحديد موقفهم وحسم أمرهم بين الانتماء إلى الوطن ورياضة وطن وقاعدتها العريضة أو الانتماء إلى هؤلاء القتلة والبلاطجة.. هذا وقت الفصل بين الجد والهزل.. هذا وقت تحديد المواقف بين من هم مع الشعب مع رياضته مع أبنائه مع ثورته وبين من هم عباد للأسرة وأسرى للقتلة.