سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علينا التمسك بالوحدة كخيار لا رجعة فيه فالانفصال ورقة بقايا النظام التي تسعى لتجزئة الجنوب الأمين العام للحراك الجنوبي مخاطباً المشاركين في مؤتمر القاهرة:
تحت شعار "معا من أجل حق تقرير المصير لشعب الجنوب" بدأ يوم أمس الأحد انعقاد المؤتمر الجنوبي الثاني في العاصمة المصرية القاهرة بحضور لافت ودعا المؤتمر كافة الشرائح الاجتماعية والسياسية والفكرية والأحزاب والتنظيمات في الجنوب للمشاركة في مناقشة وتحديد رؤية موحدة لأبناء الجنوب. وفي هذا السياق دعا الأمين العام للحراك الجنوبي العميد عبدالله الناخبي – الذي اتصل به حيدر ابوبكر العطاس للمشاركة في المؤتمر إلا أن رفض السلطات اليمنية لتجديد جواز السفر الخاص بالناخبي حال دون مشاركته – دعا كافة المشاركين إلى التمسك بالموقف المبدأي الذي خرج به لقاء القاهرة الأول المنعقد في ال"15" من آيار مايو المنصرم، فيما يتعلق بأن الوحدة خيار لا رجعة فيه بعد سقوط النظام الديكتاتوري والفساد، وإعادة صياغة الوحدة على أساس اتحادي فيدرالي والشراكة المتساوية في الهيئات المركزية.. وأوضح أمين الحراك في تصريح خاص ل"أخبار اليوم" بأن على الجميع أن يدرك بأن القضية الجنوبية حق لكل الجنوبيين وليست حكراً على حزب أو حركة أو قبيلة، مشيراً إلى أن المرحلة تستعدي إلى عقد مؤتمر وطني في الداخل يحضره ممثلون بما فيهم المؤتمر الشعبي العام، معتبراً أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية قد فتحت أفاقاً واسعة، تجعل جميع القوى الجنوبية توسع مشاركة كافة مكونات الجنوب من مشائخ وسلاطين وقبائل واتحادات ورجال دين ومستثمرين ومغتربين وجميع الموجودين في المحافظات الجنوبية مع بداية هذا العام.. ومنها المجالس الثورية والأهلية واللجان الشعبية والجنوبية المشكلة في المديريات والأحياء، وكذا ملتقى أبناء الجنوب في صنعاء، وملتقيات الخارج، منوهاً إلى ضرورة تحديد مكان وزمان المؤتمر، مقترحاً أن يتم انعقاده في عدن.. ورأى الناخبي أن مؤتمر القاهرة يجب أن يخرج وقد أعلن رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي في المحافظة الجنوبية. وقال الأمين العام للحراك الجنوبي: إجلالاً للثورة السلمية يجب أن يخرج هذا المؤتمر بخيار استمرار الوحدة، واحترام تضحيات الشعب في الشمال والجنوب، بعد سقوط هذا النظام، وبما يحاكي الواقع في الجنوب، وعلى المشاركين بالمؤتمر الأخذ بعين الاعتبار أن الشعب اليمني في الشمال والجنوب يخوض نضالاً سلمياً رائعاً، ويقدم التضحيات والدماء، لإسقاط النظام الفاسد ويرفع أهداف وشعار بناء الدولة المدنية الحديثة، وهو نفس المشروع الحضاري الذي كنتم تحلمون به وتدفعون الشعب إلى تحقيقه في التسعينات، إلا أن قوة السلطة في الشمال عرقلة هذا المشروع الحضاري واليوم يضحي الشعب شمالاً وجنوباً لأجل تحقيق هذا المشروع، الأمر الذي يكبر في كل إنسان وطني في الجنوب بأن يقف إلى جانب الشعب من تحقيق ذلك الهدف النبيل الذي كان يناضل الجنوبيون منذ بداية الوحدة من أجله. مضيفاً: فلا يعقل الآن بألاّ يقف أبناء الجنوب من أجل بناء هذه الدولة المدنية. ودعا الجميع من مؤيدي استمرار الوحدة كخيار أساسي على أساس اتحادي فدرالي، إجراء حوارات جدية مع القوى في الشمال وهيئات الثورة السلمية، كما أن عليهم المشاركة في هيئات ومؤسسات الثورة السلمية شريطة ألا يتم الانسحاب منها مثل المجلس الانتقالي والمجلس الوطني.. داعياً أبناء الجنوب إلى المشاركة في بناء الهيئات التشريعية الثورية الرئاسية، مثل الانتخابات الرئاسية والمجالس النيابية والشوروية مع اشتراط تعديل السجل الانتخابي، وخارطة جغرافيات جديدة للدوائر والمراكز، بالإضافة إلى إجراء حوارات وطنية حول أهمية المشاركة لأبناء الجنوب. وأوضح الناخبي أن بقايا النظام حاولت استخدام مطالب الانفصال ورقة ضغط لإجهاض الثورة السلمية، كما تسعى لتجزئة الجنوب إلى عدة أقسام، مشيراً إلى أن هناك مساع لبقايا النظام لعزل محافظة حضرموت، وأبين وعدن. وأضاف: ولتفويت هذا المخطط نرى أن لأهمية بمكان التصدي له من خلال الحفاظ على الوحدة اليمنية بأسس جديدة وعقد اجتماعي جديد، كما تبين بعض التصرفات الخاطئة في الجنوب أن هناك اختراقات للحراك الجنوبي من قبل السلطة، وتحاول تكرار ذلك في بعض ساحات الثورة السلمية وينفذها بعض الجنوبيين، وبذلك يدلوا بأن أبناء الجنوب لم يستفيدوا من الماضي، وغير مستعدين لتحمل مسؤولية شعب ومسؤولية وطن. وأكد أن الانفصال مدعاة للتناحر كون الجنوبيون لم يستفيدوا حتى اللحظة من الماضي ومآسيه التي لا تزال عالقة فيما بينهم. وقال: لذا فإن الاستمرار والنجاح هو في إطار الوحدة اليمنية، مع احترام التعدد والتنوع، شريطة ألا يتحول إلى عمل مضاد لمخالفين للرأي، وتناسي العدو الرئيسي المتمثل في بقايا نظام صالح القاتل للوحدة ولأبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب.. وعلى المؤتمر أن يخرج بتأييد الثورة السلمية التي استطاع شعبنا من خلالها زلزلة عروش النظام.