سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العميد الجائفي يرفض قيادة حملة عسكرية إلى رداع والذهب يتمسك بشروطه والتوتر سيد الموقف بينما القبائل توجه للمسلحين إنذاراً شديد اللهجة وتشارك في المسيرة التاريخية..
في سعي القبائل الدؤوب لاحتواء أي حرب مسلحة في مدينة رداع بين القبائل والمسلحين, وصلت يوم أمس وساطتان قبليتان إلى "مسجد العامرية" في محاولة لإقناع طارق الذهب بإخلاء رداع من أنصاره، تفادياً لأي أعمال عنف محتملة.. حيث شٌكلت الوساطة الأولى لمجاميع قبلية من مديرية "ولد ربيع" التي ينتمي إليها الشيخ الذهب, وتحديداً من قبيلة "الشواهرة " وقد بذلت الوساطة جهداً لإقناع الذهب بالخروج من المدينة, إلا أن طارق الذهب اشترط عليهم شروطه الثلاثة والتي عرضها على الوساطة السابقة من ”ال بصير وال سرح"، وهي تحكيم الشريعة الإسلامية, وتكوين مجلس يضم مديريات رداع السبع مكون من أهل الحل والعقد لإدارة شؤون المدينة, وإطلاق سراح 15 سجيناً, إلا أن القبائل ردوا عليه بعدم استجابتهم لمطالبه, وانه يجب عليه مغادرة المدينة فوراً. وتكونت الوساطة الثانية من قبائل مديرية "محن يزيد" ويتقدمهم "ال حطيمه" و " أبناء منطقة الجوف" وقد اشترط الذهب نفس الشروط السابقة, وهو ما دعا أبناء مديرية "محن يزيد " إلى إخلاء الوجه, وحسب العرف، القبلي فان إخلاء الوجه هو انه يتبرأون منه وسيقاتلون ضده بقولهم له "الوجه من الوجه ابيض". وفي السياق ذاته أكدت معلومات خاصة حصلت عليها الصحيفة تفيد بأن لقاءً حكومياً وقبلياً تم في منطقة "قاع ثيد" –وهي منطقة حدودية بين مديرية رداع ومحافظة ذمار- وجمع اللقاء كلاً من رئيس هيئة الأركان العامة أحمد الأشول، والعميد الركن/ علي بن علي الجائفي، والعميد الركن أحمد علي نجل الرئيس قائد الحرس، بالإضافة إلى محافظ محافظة البيضاء ومحافظ ذمار، وجمعهم اللقاء بعدد من مشائخ وأعيان رداعوالبيضاء وتم مناقشة الوضع في رداع، وتم التواصل مع الشيخ طارق الذهب الذي يقود المسلحين هناك وذلك بغرض تحديد موعد لاستقبال وساطة تضم عدداً من المشائخ، إلا أنه رفض وسمى ثلاثة أشخاص للحديث معهم إن أرادوا ذلك وهو ما لم يتم.. وأوضحت المعلومات أنه تم مناقشة حسم الموضوع عسكرياً وطلب من العميد الجائفي قيادة الحملة العسكرية وبعدد من كتائب العمالقة ومساندة الحرس إلا أن العميد الجائفي رفض هذا الأمر وأكد أن المحور الذي تتواجد فيها العمالقة معروف، مشيراً إلى أن ما يحصل في رداع ناجم عن القرارات غير المدروسة والتنظير المغاير لما يدور وينفذ على أرض الواقع.. منوهة إلى أن قائد لواء العمالقة أضطر لمغادرة المنطقة والعودة إلى صنعاء دون الرجوع الى محافظة ذمار، التي كان قد وصلها أمس الأول وأبلغ محافظ البيضاء بأن تركه للمحافظة وكذا مغادرة الوكيل الأحمر لمديرية رداع ينم عن تخاذل قيادة المحافظة في مواجهة ما تشهده رداع. طارق الذهب وعلى الصعيد الميداني فقد شهدت رداع ليلة أمس الأربعاء انتشاراً ملحوظاً لمسلحي القاعدة و بعض مسلحي القبائل، مما قد يثير مخاوف من احتمال اندلاع مواجهات في وقت لاحق. وفي ذات السياق شهدت مدينة رداع اكبر مسيرة جماهيرية منذ انطلاق ثورة الشباب الشعبية السلمية وقد جابت الشارع العام من امام فرزة " السوادية – رداع " وانتهاء بمنطقة المصلى مديرية العرش, وقد رفع المشاركون في المسيرات شعارات تؤكد استمرارهم في ثورتهم حتى النهاية ومن هذا الشعارات " يا رداعي واصل واصل،,,, ماشي في الثورة فاصل", وقد جاء توافد الآلاف من أبناء القبائل المجاورة للمشاركة في المسيرة رداً على تواطؤ الجهات الامنية و العسكرية في المحافظة مع المسلحين في دخول المدينة بهدف ايقاف التصعيد الثوري. وقد طلب " مسلحو أنصار الشريعة " من القائمين على المسيرة المشاركة في المسيرة, ولكن المسؤول الأمني للمجلس الثوري برداع رفض ذلك, قائلاً في تصريح ل "أخبار اليوم" انه كان هناك نوايا مبيتة من قبل المسلحين لدخول المسيرة ورفع رايات " انصار الشريعة " بهدف تسويق رسالة للغرب مفادها أن " تنظيم القاعدة " متواجد في الساحات. وقال الشيخ احمد زيد الشعمصي المسؤول الأمني في المجلس الثوري برداع للصحيفة إن المسيرات في مدينة رداع ستظل مستمرة بحسب برنامجها المعد لها, وقال إن مطلب الثوار هو محاكمة صالح وبقايا نظامه واقامة دولة مدنية, وإنما يحاول بقايا النظام التسويق له في مدينة رداع شيء لا يغير من مسيرة الثورة في المدينة, وقال " أن الشباب لن يلتفتوا إلى الخلف وسيظلون سائرين إلى الأمام حتى تحقيق كامل أهداف الثورة". وقد استدعى البرلمان اليمني حضور حكومة الوفاق لمسائلتها عن سقوط مدينة رداع بأيدي المسلحين, إلا أن الحكومة اعتذرت عن الحضور مرجية ذلك إلى الأسبوع القادم. وكان الشيخ طارق الذهب قد نفى في تصريح لقناة B.B.C سيطرته على مدينة رداع, موضحاً انه لم يدخل المدينة فاتحاً ولم يدخل بعنف والدليل انه لم يطلق رصاصة واحدة, وان دخوله إلى المدينة جاء نتيجة ظلم الجيش والجهات المسؤولة للشعب, وتابع الذهب قوله " إن الناس قد ضجروا من الظلم وأنهم جربوا الاشتراكية وجربوا المؤتمر والإصلاح وان الناس يريدون حياة كريمة, موضحاً أن الحل في الشريعة الإسلامية, وان المسلمين عندما عاشوا في القرون الماضية بشريعة الإسلام عاشوا بعزة وكرامة, وتساءل الذهب لماذا يحتج الغرب ويضج العالم عندما نطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية؟، بينما يسمح للآخرين بالتعبير عن أفكارهم؟. وعن علاقته ب " صالح " قال الذهب إن علي عبدالله صالح طاغوت من طواغيت العرب يحكم بغير ما انزل الله, موضحاً انه لا توجد لهم أي علاقة مع صالح أو اللقاء المشترك. ///////