في جمعة لا حصانة للقتلة 11/11/2011 كان الطفل محمد في البيت يلعب مع إخوته الصغار أثناء انتظار وجبة الإفطار التي تعدها أمه ليذهب إلى الساحة لأداء صلاة الجمعة وفجأة تخترق رصاصتان نافذة المنزل لتصيب رأس محمد الذي فارق الحياة على الفور. تقول أم الشهيد بحزن عميق: كان محمد ذكي وخدوم وبسبب ظروفنا المادية الصعبة أصر محمد أن يشارك ويعمل إلى جانب والده، وفي يوم الجمعة كنا داخل البيت جميعاً وأنا كنت أجهز لهم وجبة الإفطار". تبكي أم محمد وتقول:"كنا بجانبه وإذا برصاص تدخل من النافذة، فاستقرت رصاصتان برأس محمد.. أنا سلمت أمري إلى الله وحسبي الله ونعم الوكيل".. أضافت:"مهما حصل صالح على حصانات في الدنيا لكن بالآخرة لن يكون هناك حصانات وسيخلد بنار جهنم وقودها الناس والحجارة. فاجعة أما والد الشهيد محمد رزاز فيتحدث:" ماذا أقول كانت اللحظة فاجعة وفلذة كبدي أمامي تستقر في جمجمته رصاصتان غادرتان وتختطفه من أمامي يد قناصة صالح لتوجه له رصاصة في رأسه، وهو يلعب مع إخوانه فتركته قتيلا".. وأضاف:"جرائم يشيب لها الولدان ارتكبها هذا النظام الفاشي وهى لن تمر مرور الكرام وهذه الجرائم مدونة وموثقة بملفات المحاميين والمنظمات الحقوقية المتواجدة في الساحات وسيتم تقديمها في وقتها للقضاء المحلي والدولي ومرتكبي هذه الجرائم والآمرون بها معروفون لدى أبناء تعز". يقول سامي محمد فايد أحد أقرباء الشهيد:" كان محمد طيب ومهذب ومطيع ويساعد والده وصاحب أخلاق عالية، وكان قصف تعز في يوم 11/11/2011 عنيف ومخيف للغاية فكانت القذائف تتساقط على الحي بشكل هستيري، وأنا اتخبيت في المطبخ أنا وعائلتي من شدة القصف". أرقام الجرائم التي ارتكبت بحق الأطفال يرصدها تقرير منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف)، إذ يقول التقرير إن مالا يقل عن 94 طفلاً لقوا حتفهم وسط إطلاق النار عليهم في المسيرات وأصيب أكثر من 240 طفلاً بإطلاق النار والقصف المدفعي عليهم وهو ما استنكرته المنظمة وعبرت عن انزعاجها الشديد من استمراره خاصة في تعز. إن الجرائم المرتكبة من قبل هذا النظام الهمجي في حق الأطفال لم تنحصر بما ارتكبه مؤخراً مما ذكرنا بعضاً منه آنفاً.. فقد سبق وأن ارتكب أبشع الجرائم في حق الطفولة.. لقد حرم الأطفال من جميع حقوقهم، التي كفلتها لهم الشرائع السماوية والقوانين المحلية والمواثيق الدولية. أعنف أيام تعز وشهدت تعز في جمعة لا حصانة للقتلة 11/11/2011 أسوأ وأعنف أيامها الدامية، حيث هاجمت قوات الأمن المحتجين في مدينة تعز، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنياً وإصابة عشرات آخرين. وبدأ القصف على تعز في وقت مبكر من صباح الأمس واستمر لعدة ساعات، فاستهدف أولاً حي الروضة، ثم بدأت الحكومة في إلقاء القنابل مباشرة على المحتجين المناهضين للحكومة الذين احتشدوا للتظاهر أمام المعسكرات الحكومية فور الانتهاء من صلاة الجمعة، حيث خرج الآلاف للمشاركة، فضلاً عن القصف المدفعي للدبابات على الطرف الشرقي للمعسكر. وأطلقت القذائف على مستشفى الروضة، الذي يعالج فيه الجرحى من المتظاهرين والمدنيين.