نجح المنتخب الزامبي في التخلص من عقدة عامي 1974 و1994 عندما خسر المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا أمام الزائير ونيجيريا على التوالي، فكانت الثالثة ثابتة بتغلبه على كوت ديفوار (8-7) بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي في نهائي النسخة الثامنة والعشرين في ليبرفيل. وكان المنتخب الزامبي قاب قوسين أو أدنى من نيل اللقب الأول في تاريخه عام 1974 في مصر لكنه خسر أمام الزائير (الكونغو الديموقراطية حالياً) بنتيجة (0-2) في المباراة النهائية المعادة حيث تعادلا في الأولى (2-2) بعد التمديد وكانت زامبيا البادئة بالتسجيل عبر كوشي (40) قبل أن تدرك الزائير التعادل في الوقت الأصلي بواسطة مولامبا ندياي (65)، ثم تقدمت الزائير (2-1) قبل 3 دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني عبر ندياي نفسه (117) وعادت زامبيا من بعيد لتتعادل من جديد في الدقيقة الأخيرة بواسطة سينيانغوي (120)، ثم عام 1994 أمام نيجيريا (1-2) في المباراة النهائية في تونس علماً بأنها تقدمت بهدف إيليجا ليتانا (3) قبل أن يرد إيمانويل أمونيكي بهدفين (5 و46). المفاجاة اكتملت &&&& لم يكن المنتخب الزامبي مرشحاً للقب أو حتى بلوغ المباراة النهائية، كما أن أحداً من لاعبيه أو مسؤوليه لم يكن يتوقع هذا الإنجاز مثلما جاء على لسان مدربه الفرنسي هيرفيه رينار :"الفوز باللقب كان مستحيلاً قبل انطلاق البطولة لكنه بدا ممكناً مع مرور الأيام والمباريات، وثقنا في قدراتنا، لسنا الأفضل لكن كانت لدينا قوة خارقة وعزيمة وإرادة فولاذية كما حالفنا الحظ أيضاً". فجرت زامبيا 3 مفاجآت من العيار الثقيل في طريقها إلى الانجاز التاريخي فهي استهلت العرس القاري بمفاجأة مدوية عندما تغلبت (2-1) على السنغال التي كانت مرشحة إلى إحراز اللقب وهي الخسارة التي كانت سبباً مباشراً في خروج " أسود التيرانغا" خاليي الوفاض، ثم أضافت غانا إلى قائمة ضحاياها وحرمتها من خوض النهائي الحلم أمام أفيال كوت ديفوار في إعادة للنهائي التاريخي بينهما عام 1992 والذي كان من نصيب الإيفواريين بركلات الترجيح الماراتونية والتاريخي 12-11 (24 ركلة)، ولم يكن حال كوت ديفوار أفضل وذهبت ضحية الإصرار القوي للزامبيين للتتويج وتكريم ضحايا الطائرة العسكرية التي تحطمت في ليبرفيل بالذات عام 1993 عندما كانت في طريقها إلى السنغال لخوض مباراة ضمن تصفيات كأس العالم وأودت بحياة 30 شخصاً بينهم 18 لاعباً. وأوضح رينار الذي بات رابع مدرب فرنسي يتوج باللقب القاري بعد مواطنيه كلود لوروا وبيار لوشانتر (كلاهما مع الكاميرون 1988 و2000 على التوالي) وروجيه لومير (تونس 2004) بأن القدر هو الذي جعل فريقه يحرز اللقب، وقال :"لقد كان مقدر لنا أن نفوز باللقب بعد مرور 19 عاماً على حادثة الطائرة، شعرت بذلك من خلال مشوارنا في البطولة. القدر أراد أن نخوض مباراتنا الأولى في البطولة أمام السنغال، والأخيرة في ليبرفيل" في إشارة إلى البلدين المرتبطين بحادث الطائرة (السنغال التي كانت زامبيا مدعوة إلى مواجهتها والغابون التي تحطمت فيها الطائرة. لعبة القدر &&&& وللمصادفة عادت زامبيا إلى الغابون للمرة الأولى منذ تحطم طائرتها العسكرية في أحد الشواطىء بالقرب من العاصمة ليبرفيل، وزار اللاعبون مكان تحطمها الخميس الماضي لدى وصولهم إليها من غينيا الاستوائية حيث خاضوا مباريات الأدوار الأول وربع ونصف النهائي. وضعت زامبيا التي كانت دائماً تلعب دوراً هاماً في النهائيات وتبلغ أدواراً متقدمة، حداً لإخفاقاتها السابقة وأعادت الكأس إلى جنوب القارة للمرة الأولى منذ عام 1996 عندما نالته جنوب إفريقيا على أرضها وواضعة حداً آخر لسيطرة شمال إفريقيا على لقب النسخ الأربع الأخيرة (تونس 2004 ومصر 2006 و2008 و2010). يذكر أن زامبيا حلت ثالثة في 3 مناسبات أعوام 1982 في ليبيا، و1990 في الجزائر، و1996 في جنوب إفريقيا. الناجي الوحيد سعيد بالانجاز &&&& نجح رئيس الإتحاد الزامبي كالوشا بواليا والناجي الوحيد من حادثة تحطم الطائرة عام 93 باعتباره لم يكن على متنها نظراً لالتزاماته الأوروبية مع ناديه أيندهوفن الهولندي في تحقيق ما فشل فيه عندما كان لاعباً وظفر باللقب الذي لطالما لهث وراءه. وأعرب بواليا عن سعادته الكبيرة وقال :"إنه إنجاز لا يصدق، لهثنا سنوات وسنوات، دورات ودورات، وأخيراً أنصفنا وأحرزنا الكأس للمرة الأولى"، مضيفاً "بالتأكيد كنت أتمنى الفوز باللقب كلاعب والأمر لا يختلف كثيراً الآن فأنا رئيس الاتحاد ووفرت جميع الظروف الممكنة كي نحقق هذا الحلم". وتابع :"كرة القدم الزامبية تستحق هذا الإنجاز منذ سنوات، انتظرنا طويلاً لكننا حققنا مرادنا في آخر المطاف"، مشيداً باللاعبين والمدرب رينار الذي يعود إليه الفضل كثيراً فيما حققته الكرة الزامبية في السنوات الأربع الأخيرة. رينار كتب التاريخ &&&& لكن رينار ينفي أن تكون زامبيا مدينة له بأي شيء وعقب في هذا الصدد قائلاً :"قمت بواجبي فقط، أنا مدرب وبالتالي يتعين علي طبع المنتخب ببصماتي وهو ما قمت به. لاعبو زامبيا يملكون مؤهلات فنية عالية، كانوا يحتاجون فقط إلى من يحفزهم ويشجعهم أثناء المباريات، وهذا ما قمت به بالتحديد". وأضاف أنه كان يأمل في رد الدين لبواليا :"لقد منحني فرصتي للإشراف على تدريب زامبيا في وقت لم أكن معروفاً فيه على الساحة التدريبية، كنت مدرباً مساعداً لكلود لوروا في غانا. لوروا هو من جاء بي إلى إفريقيا وبواليا منحني فرصة التدريب على الرغم من الانتقادات التي واجهها في بلاده. وثق في قدراتي ومنحني فرصة العمر ولم أخذله. أنا سعيد بما حققته لنفسي ولبواليا ولزامبيا". وأشار إلى أنه ينتظر بفارغ الصبر العودة إلى لوساكا :"للرد على هؤلاء الذين انتقدوني عقب تعييني على رأس الإدارة الفنية لزامبيا، أحتاج إلى ذلك". يذكر أن زامبيا هي المنتخب الرابع عشر الذي يظفر باللقب القاري، والتاسع بين المنتخبات المتوجة باللقب للمرة الأولى إلى جانب جنوب إفريقيا والجزائر والمغرب وتونس والسودان والكونغو وكوت ديفوار. وتوجت مصر بسبعة ألقاب في رصيدها والكاميرون وغانا بأربعة لكل منهما ونيجيريا والكونو الديموقراطية بلقبين.