نجا عدد من قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان من هجوم صاروخي أميركي استهدف قرية في منطقة شمال وزيرستان القبلية الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين باكستانيين. وقال هؤلاء المسؤولون -الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم- إن عددا من قادة القاعدة وطالبان غادروا منزل قائد في حركة طالبان باكستان يدعى حافظ سهار غل مساء أمس الخميس قبل عشر دقائق من القصف. وأسفر هذا الهجوم وفق المصادر عن مقتل بحدود ثمانية من العرب، ونقلت الوكالة الفرنسية عن مسؤول باكستاني أن القتلى هم أقل رتبة في التنظيم. ورغم عدم الكشف عن هوية المستهدفين إلا أن المسؤولين الذين نقل عنهم أكدوا أنه لم يكن من بينهم زعيم القاعدة أسامة بن لادن أو نائبه أيمن الظواهري. واستهدف القصف -الذي نفذته طائرة أميركية بغير طيار وفق المصادر الباكستانية- منزل حافظ سهار غل في بلدة تابي على بعد عشرين كلم من مدينة ميرانشاه أثناء اجتماع حضره زهاء ثلاثين من قادة القاعدة وطالبان المحليين. كما أوقع القصف طبقا لروايات سكان المنطقة ثلاثة قتلى مدنيين من النساء والأطفال، لكن لم يرد أي تأكيد رسمي باكستاني أو أميركي للهجوم أو لعدد القتلى لذلك. ويعد الهجوم الأحدث في سلسلة غارات على منطقة القبائل الباكستانية نفذتها طائرات أميركية وأشعلت التوتر بين إسلام آباد وواشنطن. وكانت مصادر أمنية باكستانية أعلنت الأسبوع الماضي مقتل عشرين مسلحا من القاعدة معظمهم أجانب في هجوم صاروخي أميركي استهدف قرية محمد خيل شمال وزيرستان. وتزامن القصف الأخير مع تنفيذ الجيش الباكستاني أمس غارتين على مخابئ يستخدمها مسلحون موالون لزعيم حركة تطبيق الشريعة المحمدية الملا فضل الله المؤيد لحركة طالبان في وادي سوات، مسفرا عن سقوط عشرين قتيلا في صفوف المسلحين وفق المصادر الأمنية الباكستانية التي أشارت إلى أن فضل الله نجا من الهجوم. وشهدت باكستان أمس تفجيرين أحدهما استهدف المقر الرئيسي للشرطة في العاصمة إسلام آباد ما أسفر عن إصابة تسعة على الأقل وفق المصادر الأمنية. وقال وكيل وزارة الداخلية الباكستانية كمال شاه إن عددا من الناس أصيب لكن لم ترد أنباء عن مقتل أحد، مضيفا أن الانفجار ناجم عن سيارة ملغومة. ووقع الانفجار بينما كان رئيس المخابرات المعين حديثا في باكستان يطلع أعضاء البرلمان على الخطر الأمني الداخلي لليوم الثاني في جلسة خاصة مغلقة لمجلسي البرلمان. وبعد دقائق من تفجير إسلام آباد استهدف انفجار آخر بقنبلة تم التحكم بها عن بعد شاحنة صغيرة تابعة لسجن الشرطة وحافلة مدرسية في منطقة دير شمال غرب باكستان. وأوقع الانفجار -حسب المصادر الأمنية- 11 قتيلا هم أربعة من الشرطة وثلاثة سجناء وثلاثة تلاميذ كانوا في حافلة مدرسية تصادف مرورها، إضافة إلى إصابة عشرة أشخاص آخرين.