ما أخرجني إلا الجوع خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فسألهما عن سبب خروجهما، فقالا: أخرجنا الجوع. فسألاه وأنت: فقال صلوات الله عليه وسلامه:" أخرجني الذي أخرجكما". فذهبوا إلى أبي الهيثم بن التيهان وهو رجل من الأنصار قد وسّع الله له في الرزق، فأمر لهم بشعير فعمل له وقام إلى شاة فذبحها واستعذب لهم ماء معلقاً عنده في نخلة، ثم أتوا بالطعام وشربوا من ذلك الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لتسألن عن نعيم هذا اليوم ". حروف من نور عن عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما- قال : يا رسول الله، إن المؤذنين يفضلوننا. فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :" قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعطه" وفي الترمذي عن أنس قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :" الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة". قالوا: فماذا نقول يا رسول الله ؟ قال :" سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة" . وفي سنن أبي داود عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :" اثنتان لا تردان أو قلما تردان : الدعاء عند الأذان، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً". عن عائشة – رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من ساعة تمر بابن آدم لا يذكر فيها إلا تحسر عليها يوم القيامة". أنتظر ثيابي دخل على عمر بن عبد العزيز أحد أقربائه، فهاله أن رآه لائذاً بركن مشمس من داره متدثراً بإزار، فحسبه مريضاً فسأله: فأجابه عمر: لا شيء غير أني أنتظر ثيابي حتى تجف. عاد زائره يسأله والدهشة البالغة تأخذ منه كل مأخذ: ما ثيابك يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: قميص ورداء وإزار. قال له الرجل: ألا تتخذ قميصاً آخر ورداء أو إزاراً؟ فأجابه: كان لي ثم بليت. قال: ألا تتخذ سواها؟ فيطرق عمر ويجهش بالبكاء مردداً قول العزيز الحكيم": تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين". نعيم الجنة لا يزول مضى عثمان بن مضعون - رضي الله عنه – حتى وقف على مجلس من قريش يستمعون إلى لبيد الشاعر ينشدهم: " ألا كل شيء ما خلا الله باطل ". فقال عثمان : صدقت. وأكمل لبيد: " وكل نعيم لا محالة زائل ". فقال عثمان : كذبت، نعيم الجنة لا يزول. فهتف لبيد مستفزاً: يا معشر قريش ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم ؟ فقام رجل يتعرض لعثمان ولطم عينه والوليد قريب يرى. فقال : والله يا ابن أخي كانت عينك في جواري غنية عمّا أصابها. فقال عثمان : " بل كنت فقيراً إلى الذي لقيت، والله عيني الأخرى لفقيرة إلى ما أصاب أختها, وإني لفي جوار من هو أعز منك".. هيهات!! قال عبدالله بن أبي موسى:أرسلني ابن مدرك إلى عائشة رضي الله عنها أسألها عن أشياء قال: فأتيتها؛ فقيل لي: هي تصلي الضحى. فقلت:أقعد حتى تفرغ فقالوا:هيهات!!(أي لن تطيق الانتظار) هذا حال أمنا رضي الله عنها تعليم علم، وطول عبادة، وقنوت يشق على الرجال انتظار آخره. الحزن الممدوح قال إبراهيم بن أدهم: الحزن حزنان: فحزن لك وحزن عليك. - فالحزن الذي هو لك حزنك على الآخرة. والحزن الذي هو عليك فحزنك على الدنيا وزينتها.