يبدو أن المدرب الوطني الكابتن سامي النعاش الذي فرط في حقه للبقاء صاحب القرار الفني في منتخب الناشئين الذي تأهل به إلى النهائيات الآسيوية، ومحاولة العبور إلى العالمية مرة أخرى لم يكن في مساحة كافيه للتعامل مع مهمته القادمة مع منتخبنا الوطني الكبير الذي أرتضى النعاش الانتقال إليه وفقا لقراءة خاصة من قبله، هو كمدرب لديه خبرة واسم يقدم - دائما - الجديد في ممرات مهامه التي يتحملها في المنتخبات وحتى الأندية. النعاش الذي لا يختلف اثنان على قدراته كمدرب وطني يشار إليه بالبنان كخامة أثبتت جدارتها خلال السنوات الماضية . كان هذه المرة يرسم علامات الحيرة على كل المتابعين للشأن الرياضي حين ارتبط بالمهمة الجديدة مع منتخبنا الوطني الأول من خلال تشكيلة (30) لاعبا التي سماها كخطوة أولى للاستحقاقات الثقيلة التي تنتظره، والتي يتطلع إليها الجميع لتكون مغايرة لما سبقها، وخصوصا في خليجي 20. تشكيلة النعاش إثارة الجدل في جزئية اعتمادها على الحرس القديم من اللاعبين الذين انتهى عمر بعضهم الافتراضي في الملاعب المحلية، فما بالكم خارج الحدود.. لاعبون لا يلعبون أساسيين في فرقهم وآخرين موقفين ومثلهم مصابون.. جزئية لم تغب عن المتابع البسيط قبل أطراف الشأن الرياضي الذين يعرفون أحوال اللاعبين المختارين في فرقهم ومشاركتهم في مباريات الدوري وما يقدماه وما يرتكز عليه أداؤهم من سلوكيات خارج الملعب. الحقيقة أن الكثيرين كانوا يظنون أن النعاش الذي تعايش مع المنتخبات السنية في السنوات الماضية، واستطاع أن يقدم أكثر من لاعب في صفوف تلك المنتخبات سيكون في اتجاه صناعة منتخب جديد بعيدا عن الأسماء التي سبق وإن جربت وفشلت في محطات كثيرة لأنها لم تعد تمتلك شيئا لتقدمه لفانيلة الوطن وعلمها في المنافسات الخارجية.. كما كان في المحطة الأبرز لنا كيمنيين "خليجي 20" والتي سقط فيها منتخبنا أمام خصومه بالضربة القاضية ورافقه أيضا سقوط سلوكي لبعض اللاعبين. من هنا كان النعاش بعيدا عن التوفيق، ولم يلامس تطلعات كل العشاق لهذا المنتخب الذي يمثل واجهة كرة القدم اليمنية أمام الأشقاء والأصدقاء في المناسبات الكبرى التي نجتمع فيها معهم في منافسات كروية متنوعة.. فالمدرب الذي يحترم الكثيرون قدراته.. ظهر ضعيفا في تشكيلته التي أعلنها لتكون كتيبة المهمات القادمة حتى أن البعض رأى أن جزء منها قد فرض عليه وإن عليه القبول وإلا قد لا يجد نفسه في مواقع قرار المنتخب الذي قيل إنه سيكون فيها الرجل الأول بعدما ألغيت فكرة التعاقد مع أي مدرب أجنبي والتي كان فيها البرازيلي كامبوس في الواجهة. النعاش اختار الطريق الأقل جهدا ونظر حوله فقط، ولم يكن قادرا على التعاطي مع حيثيات المرحلة ومتطلباتها، والبحث في مباريات الدوري الذي تدور أحداثه هذه الأيام في ملاعب البلاد.. فاستعاد ذاكرة السنوات الماضية، واختار الأسماء التي يعرفها مع يقين أنه لم يعد مطلع على مستوياتهم التي يقدموها مع فرقهم، بل ولا يعرف حتى من أصيب وابتعد ومن انتقل إلى نادٍ آخر في دوري الثانية، وأمور أخرى كان عليه الاقتراب منها قبل اختيار أسماء كتيبته. الفخ الذي وقع فيه النعاش كانت عنوانه الأكبر اختياره ستة لاعبين هلاليين لا يصلح من بينهم سوى لاعبين على أكثر تقدير، وهو ما صنف بأنه مجاملة ليس إلا للشيخ أحمد العيسي رئيس الاتحاد ورجل الهلال الأول.. إضافة إلى سعيه وراء وهم الأسماء التي كانت رنانة قبل سنوات منذ أن انقطع النعاش عن تدريب الأندية. مع كل ذلك مازال أمام النعاش فرصة سانحة للتدارك لإقناع المتابع بأنه صاحب القرار في المنتخب، واختيارات لاعبيه الذي تمناه لسنوات وسعى إليه جاهدا من خلال عودة إلى الواقع وإلى فراسته التي يحكى عنها.. والخروج من المأزق بمتابعة جادة لمباريات الدوري ففيها الكثير من اللاعبين الذين يعرفهم أيضا ليكونوا بدلاء لمن هم مصابون بكساح كرة القدم والذين أصر على تواجدهم.. بذلك سيكون النعاش قد غير ما رسم في الشارع الرياضي، وبأنه لم يجامل أحدا على حساب مهمته الوطنية المنتظرة.. أما دون ذلك فليعرف بأن تشكيلته ما هي إلا .. لف لف لفاليف!.