روائع جمعتها من بطون الكتب سقت لك بعضها كما هي وشذبت وهذبت بعضها وعلقت على بعضها وهي روائع متنوعة ستخلب لب القارئ وتدهشه وتفيده فإلى الروائع : من أشعر الناس ؟ ( سأل رجل الشاعر جرير- ت 110ه - : من أشعر الناس ؟ فأخذ بيده وأدخله على ابيه، وإذا هو يرتضع من ثدي عنز، فاستدعاه فنهض واللبن يسيل على لحيته، فقال جرير للذي سأله: أتبصر هذا ؟ قال: نعم، قال: أتعرفه ؟ قال: لا، قال: هذا أبي، وإنما يشرب من ضرع العنز لئلا يحلبها فيسمع جيرانه حس الحلب فيطلبوا منه لبنا، فأشعر الناس من فاخر بهذا ثمانين شاعرا فغلبهم ) وهذا من العجائب !! لأن والد الفرزدق كان من المشهورين بالجود والكرم ووالد جرير من قد رأيت !!!! أصدق بيت (أصدق بيت قالته العرب : فما حملت من ناقة فوق ظهرها ... أبر وأوفى ذمة من محمد ومن أحسن ما مدحه به حسان رضي الله عنه قوله: وأحسن منك لم تر قط عيني ... وأجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء ومن أحسن ما مدحه به عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه قوله: لو لم تكن فيه آيات مبينة ... كانت بديهته تنبيك بالخبر ) عظمة الإسلام كانت السيادة في الجاهلية لأسر معينة تتوارثها فجاء الإسلام فتغير الحال وتغيرت المقاييس وهذه الحكاية تبين الفرق فعندما ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت الخلافة إلى الصديق أخبر المسلمون والده بذلك وهو بمكة، فقال: أو أقرت بذلك بنو هاشم وبنو مخزوم ؟ قالوا: نعم ! قال: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.) فابو قحافة رحمه الله تعالى لم يدرك أن الإسلام قد غير نفوس الناس وما عادت العصبية تؤثر فيهم فقد سارع الجميع من بني هاشم وبني مخزوم وغيرهم لمبايعة الصديق رضي الله عنه وأثبت جدارته بفعاله التي هزم بها المرتدين ثم عطف على الروم والفرس فشردهم وأزال كبرهم وتكبرهم . لولا أنت هلكنا وعن أبي رجاء العطاردي قال: دخلت المدينة فرأيت الناس مجتمعين و رأيت رجلا يقبل راس رجل ويقول: أنا فداء لك لولا أنت هلكنا فقلت: من المقبل ومن المقبل؟ قالوا ذاك عمر يقبل راس أبي بكر في قتاله أهل الردة إذ منعوا الزكاة حتى أتوا بها صاغرين. فوجَم لها الحجّاج! قال زيدُ بن عُمر: سمعت طاووساً يقول: بينا أنا بمكة إذ رُفعتُ إلى الحجّاج بن يوسف، فَثَنَى لي وساداً فجَلستُ، فبينا نحن نتحدّث إذ سمعتُ صوتَ أعرابيّ في الوادي رافعاً صوتَه بالتَّلبية، فقال الحجّاج: عليّ بالمُلبِّي، فآُتي به، فقال: ممن الرجل؟ قال: مِن أفناء الناس؛ قال: ليس عن هذا سألتُك، قال: فعمّ سألتَني؟ قال: من أيّ البُلدان أنت؟ قال: من أهل اليمن؛ قال له الحجّاج: فكيف خَلّفت محمدَ بن يوسف، يعني أخاه، وكان عاملَه على اليمَن ؟. قال: خَلَّفته جَسيماً خرّاجاً ولاّجا؛ قال: ليس عن هذا سألتُك. قال : فعمّ سألتني؟ قال: كيف خلًفت سيرتَه في الناس؟ قال: خلفتُه ظَلُوماً غَشُوماً عاصياً للخالق مُطيعاً للمَخْلوق. فازْورَّ من ذلك الحجاج وقال: لما أقدمت على هذا، وقد تعلم مكانه مني؟ فقال له الأعرابي: أفتراه بمكانه منك أعز مني بمكاني من اللّه تبارك وتعالى، وأنا وافدٌ بَيْته وقاضٍ دَيْنه ومُصدّق نبيّه صلى الله عليه وسلم قال: فوجَم لها الحجّاج! ولم يدر له جواباً حتى خَرج الرجل بلَا إذن. قال: طاووس: فتبعتُه حتى أتي المُلتزَم فتعلق بأستار الكعبة، فقال: بك أعوذ، وإليك ألُوذ، فاجعل لي في اللهف إلى جوارك، الرِّضا بضمانك، مندوحةً عن مَنْع الباخليين، وغنى عما في أيدي المُستأثرين. اللهم عُد بِفَرجك القريب، ومَعْروفك القديم، وعادَتك الحَسَنة. قال طاووس: ثم اختفى في الناس فألفيتُه بعَرفات قائماً على قَدَميه وهو يقول: اللهِم إن كنتَ لم تَقْبل حَجِّي ونَصَبي وتَعبي، فلا تَحْرِمنيِ أجر المُصاب على مُصيبته، فلا اعلم مصيبةً أَعْظَمَ ممّن وَرَد حَوْضك وانصرف مَحْروماً من سَعة رَحمتك . هل الزوجات أبخل ؟ 1 هل الزوجات أبخل من ألأزواج ؟ بحسب ماورد من قصائد وحكايات : نعم !!! وهاكم الأدلة الوفيرة قال الصلمّان العبديّ: قالتْ أُمامةُ ما تَبقَى دراهِمُنا وما بنا سرَفٌ فيها ولا خُرُقُ إنَّا إذا اجتمعتْ يوماً دراهمُنا ظلَّتْ إلى طرُق الخَيرات تستبقُ فلا تخافي علينا الفَقر وانتظرِي سَيبَ الَّذي بالغنى من عنده نثِقُ إنْ يفْنَ ما عندنا فالله يرزقُنا ومَن سِوانا ولسْنا نحن نرتزقُ وقال حُطايط اليربوعيّ: أرِيني جواداً ماتَ هُزْلاً لعلَّني أرى ما تَرَينَ أو بخيلاً مُخلَّدا ذرِيني يكن مالي لعِرضي جُنَّة يقي المالُ عِرضي قبلَ أن يتبدَّدا ذرِيني أكُنْ للمالِ ربّاً ولا يكن ليَ المالُ ربّاً تَحمَدِي غِبَّه غدا وقال بعضهم: لا تكثري في الجود لأئمتي ... وإذا بخلت فأكثري لومي كفي فلست بحامل أبداً ... ما عشت هم غد إلى يومي من روائع المتنبي 7 وقوله: من اقتضى بسوي الهندي حاجته ... أجاب كل سؤال عن هل بلم ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم هون على بصر ما شق منظره ... فإنما يقظات العين كالحلم لا تشكون إلى خلق فتشمته ... شكوى الجريح إلى الغربان والرخم وكن على حذر للناس تستره ... ولا يغرنك منهم ثغر مبتسم وقت يضيع وعمر أنت مدته ... في غير أمته من سائر الأمم أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم وقوله: الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول، وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لنفس حرة ... بلغت من العلياء كل مكان ولربما طعن الفتى أقرانه ... بالرأي قبل تطاعن الأقران لولا العقول لكان أدنى ضيغم ... أدنى إلى شرف من الإنسان وقوله يمدح المغيث بن علي العجلي: فؤاد ما تسليه المدام ... وعمر مثل ما يهب اللئام ودهر ناسه ناس صغار ... وإن كانت لهم جثث ضخام وما أنا منهم بالعيش فيهم ... ولكن معدن الذهب الرغام وشبه الشيء منجذب إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطغام ولو لم يعل إلا ذو محل ... تعالى الجيش وانحط القتام ولو حيز الحفاظ بغير عقل ... تجنب عنق صيقله الحسام طرائف ونوادر 16 هجت الأخطل جارية من قومه يقال لها الدلماء، فأتى الأخطل أباها فقال له: يا أبا الدلماء قد عرفت ما بيننا من الود،وأن الدلماء هجتني، فأكفني أمرها، فضحك أبوها وكان ذاك مما أعجبه وقال: هي امرأه مالكة أمرها، وما لي عليها من سلطان فرجع الأخطل وهو يقول: ألا أبلغ أبا الدلماء عنّي ... بأنَّ عجانَ شاعركم قصيرُ فإن يصرَعْ فليس بذي انتصارٍ ... وإن يُطعَنْ فطعنته يسيرُ متى ما ألقَه ومعي سلاحي ... يَخِرُّ على القفا وله نَخير فبلغ ذلك أبا الدلماء، فأتاه ومعه ناس من قومه، فطلبوا إليه، فكف وقال: أما ما قلت فقد فات، لكني أكف فيما أستقبل. وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد لأشعب الطامع – ت 154ه - : أنت شيخ مسن، فهل تروي شيئاً من الحديث ؟ قال: نعم، حدثني عكرمة عن ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام قال: خصلتان من حافظ عليهما دخل الجنة قال: قلت: فما هما؟ قال: نسي عكرمة إحداهما ونسيت أنا الأخرى. [email protected]