الخاطرة الأولى: ما أجمل تلك المشاعر البشرية والأحاسيس الإنسانية المرهفة الصادقة المفعمة بالحب والنقاء.. التي تمتلئ بها الروح ويضطرب بها القلب ويهتز بها الوجدان. الخاطرة الثانية: ما أجملها من أخوة، وما أروعها من نفحات إيمانية عذبة، يستشعرها الأخ تجاه أخيه.. فتسري في عروقه سريان الماء الزلال بعد فورة عطش شديد، فيثلج صدرة، ويروى ظمؤه، ليعود للقلب نقاءه, وللنفس صفاؤها.. فتطمئن الروح وتعود لتنشر اريج الود والحب من جديد. الخاطرة الثالثة: كم من أخ عرفناه، وصديق ألفناه، طوى الزمان صفحته، ومضى به قطار الحياة، فودعنا ورحل، ولم يبقي لنا إلا الذكريات، ولأن عز في الدنيا اللقاء فبالأخرة لنا رجاء. الخاطرة الرابعة: كم من أمنيات عشناها، فصارت ذكريات، ذكريات تثير شجون المحبين، فللقلب معها خفقات وللدمع فيها دفقات وفي الصدر منها لهيب وزفرات. الخاطرة الخامسة: ما عمل الليل والنهار في قلوب الأحبة كعمل الفراق بعد اللقاء، فهذه كبد حرى.. وتلك عين دامعة صدقت هذه وتلك في الحب في الله وكان ظل العرش موعد اللقاء. الخاطرة السادسة: لا يستطيع اللسان التعبير عن كل ما في النفس تجاههم، ولكن تأبى النفس إلا أن تبين بعض ما يتلجلج في الصدر ويشتعل في الأعماق ومع عودة الذكريات يعود الامل. الخاطرة السابعة: إلى من عاش معنا زمناً ثم فقدناه عد الى مجالس الصالحين ومصاحبة الطيبين. الخاطرة الثامنة: وبعد الوصال لابد من ارتحال، تغرب الشمس وكأن أشعة غروبها سيوف تعمل في الغروب، فيخفق القلب صراعاً ويناديه الركب الراحل ودعا قفوا قفوا. الخاطرة التاسعة : ما أجمل تلك اللحظات التي تستشعرها بكل كيانك، فيذوب لها قلبك، وتحس دفء الروح يسري في عروقك، وبقشعريرةٍ يرتجف لها عظمك، وبسعادةٍ لا يمتلكها إنسان، ولا يصفها أي مخلوق كان، وبآمال وأحلام تتزاحم في الفكر والوجدان، عن هذا الأخ الذي صورته لا تفارقك وابتسامته تلازمك.. وطيفه يناجيك ويسامرك تندفع إليه وشوقك يسابق والحياء قد غطا معالمك