أ. د. عبدالله مصطفى مهرجي اليوم أشرق فجر عام هجري جديد، وطوى عام سابق أوراقه.. ولملم بقاياه.. وتركنا إلى غير رجعة.. خرج ولن يعود.. تركنا كسابقيه.. تركنا لخلفه ومضى.. لا يلوي على شيء.. مضى بأيامه ولياليه.. ترك لنا ذكريات في نفوسنا، وآثارًا تبقى، وآثارًا قد تمحى أو محيت مع آخر يوم فيه. إنه العام الهجري السابق 1434ه، وأطل علينا خلفه العام الهجري الجديد 1435ه.. جعله الله عام خير وبركة، عامًا مليئًا بالخيرات والمسرات للجميع، وهي فرصة تأمُّل لما مضى واستشراف للمستقبل وتفاؤل بالمستقبل، فابن آدم ما هو إلا أيَّام، كلما مضى يوم مضى بعضه، فاللهم هب لنا طول العمر مع حسن العمل، وعسى أن يكون عامنا المنصرم خُتِم بالقبول والخير، والسعادة والمغفرة والرحمة، وأن نوطن أنفسنا على استقبال عامنا الجديد بالعمل الصالح والهداية، والإعانة على الخير وسلامة الصدر. ولننثر الحب في فضاءات حياتنا، بدءًا بأنفسنا وأهلينا وأحبابنا ومن حولنا، ولنملأ أنفسنا بالأمل المقرون بالعمل، وليكن قلبنا هو الأنقى، ونفسنا هي الأصفى، وليكن حبنا هو الأجمل، وعملنا هو الأصلح، ولنأمل في أن يكون دومًا القادم أحلى وأحلى. كل عام ينتهي ويبتدئ آخر قد نُكرِّر عبارات التهنئة نفسها، وجُمَل المودّة والمجاملة، فكم نتمنى لو أننا نملك لغة جديدة؛ لكي نحفر حروفها على جدار ذكرى أولئك الأشخاص الذين سكنوا قلوبنا، وعمّروها بنبض الحب وخفقات الخير. ولنشمل الجميع بالإحسان، ولنوزِّع الابتسامة على من عرفنا ومن لم نعرف، ولنبادر الآخرين بالإحسان والقول الطيب ولين الجانب، ولنعمل على أن يكون العام الجديد أكثر سعادة وأوفر رضاء، ولنملأه بالتقدم، ولنجتهد للتميز، وليكن هدفنا نشر المحبة وتعزيز الأخوّة، لتكون المحصلة راحة البال واطمئنان النفس وسعة الرزق. وإن كان الوقت قد سرقنا أحيانًا في سابق عامنا، من أناس يحملون لنا الود، ويحتلون مساحات عظيمة من النقاء والود في قلوبنا، فليكن عامنا القادم أجمل في التواصل، وأثرى في الوفاء، وأجمل في عشق الوداد للغاليين والأحبة دومًا، ونسأله سبحانه وتعالى أن يكون العام المنصرم خاتمة لكل شدة وبلاء، والعام الجديد فاتحة خير، وبداية سعد ومقدمة سرور، وأن يكون مدرارًا بالمسرات منهمرًا بالخيرات. ولنتذكر قول الشاعر: (كن جميلًا تَرَ الوجود جميلا)، ولنتصالح مع أنفسنا، ونغسل قلوبنا من أدرانها، ونعتق عقولنا من أغلالها، وليكن لنا في صاحب الهجرة النبوية المباركة سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- الأسوة والقدوة الحسنة، في الصفح والعفو، والتسامي والتسامح وهو القائل: (إنما بُعثت لأُتمِّم مكارم الأخلاق). رسالة: كل عام هجري ونحن جميعًا أكثر حبًّا وصدقًا واتباعًا لصاحب الهجرة النبوية المطهرة، الحبيب سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعملًا بسنته فعلًا وقولًا. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain