* أسئلة وأجوبة مختارة من كتاب الداعية الكبير محمد متولي الشعراوي (أنت تسأل والإسلام يجيب).. س: ما هي الروح ومتى تدب في الجنين؟. ج:هذا السؤال سؤل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالإجابة عنه: ( قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من الروح إلا قليلاً ).. يبقى هنا معناه أنه لا سبيل لتحديد البشر للروح، إلا أنهم فقط يعرفونها بظواهرها في الكائن الذي تحل فيه الروح، هناك أشياء كثيرة في عالمنا المادي الداخل تحت تجاربنا، لا تستطيع أن تحدد كنه هذا الشيء، وإنما تعرفه بظواهره، فأنت لا تستطيع أن تحدد ما هي الكهرباء حتى الآن،إنما تعرفها بظواهرها. س: هل النمو دليل على وجود الروح؟. ج:كلا.. هذا هو الخلط، لأنهم يعتبرون أن كل ما ينمو فيه الروح، والنبات ينمو، ولا الروح فيه، ولكن فيه حياة.. إذن الحياة في النبات، والروح ليست فيه رغم أنه ينمو. س:هل عندما تشعر السيدة الحامل بالحركة في بطنها تستطيع أن تقول: إن الجنين دب فيه الروح؟. ج :كلا.. هناك نامية حيوانية ، وإنما ظواهر الروح الإنساني هي أن يشكل، وتكون فيه خصائص الفكر، وخصائص الروح الإنسانية، ولا يكون مثل الحيوان.. في التركيب العضوي للحيوان ( الأرنب مثلاً ) مشابه للإنسان، لأنه من رتبة الثديات، فما هو الفرق؟..إن الفرق بين الأرنب والإنسان هو العقل والفكر.. أنا أستطيع أن أعلم القرد. ويقبل العلم، لكنه لا يستطيع أن ينقل ما تعلم إلى غيره من القرود أو يورثه. س:ما حكم الإسلام في الإجهاض؟. ج: لا يمكن أن يباح إلا بأمر يتعلق بصحة الأم..مع أن يوجد ما يجهض، بالعزل أنت حر فيها، ولا بد من رضى الزوجين وأي سبب آخر غير مقبول.. ولا بد أن يكون قبل 120 يوماً قبل أن تدب الروح في الجنين لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم) فيما رواه بن مسعود رضي الله عنه: "إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه، نطفة أربعين يوماً، ثم علقة بعد ذلك، ثم مضغة في مثله، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح".. س: ألا يعتبر الإجهاض قبل 120 يوماً من الحمل اعتداء على الجنين؟. ج: على هذا نقول: إن الإنسان الذي يعتدي عليه هل هو الإنسان بالقوة، أم الإنسان بالفعل؟الإنسان بالقوة الذي إن ترك لمجاملة صار إنساناً، والإنسان بالفعل هو الذي أصبح إنساناً بالفعل، ولا يتم ذلك إلا بعد 120 يوماً، وما قبل ذلك يكون قابلاً لأن يكون إنساناً.. فنواة النخلة.. أنا أقول عليها نخلة بالقوة، أي أنني إذا وضعتها في الأرض، وأعطيتها اللازم تصبح نخلة، إنما هل هي نخلة بالفعل؟لا.. س:وأليس القضاء على الحياة نفسها حراماً؟. ج : عندما تكسر نواة البلح ، هل تكون قد اعتديت على نخلة؟ س: إذاً لا علاقة بين الروح والحركة؟. ج: معنى الروح الإنساني أن تجعل الإنسان الذي في كل أعضائه وأجهزته مثل الحيوان، وبعد ذلك لا يكون حيواناً, فالأرنب الذي هو عند تشريحه أقرب ما يكون في بنائه إلى الإنسان، لكنه لا يكون إنساناً، لأن الملك لم يحضر له، ويقول له كن إنساناً، والآخر يصبح إنساناً قابلاً للتعلم، ومحكوماً بشيء فوق الغريزة, فكل الناميات النباتية والحيوانية، وظائفها غريزية لا تستخدم المخ في توجيهها، فالإنسان بعقله يختار بين البدائل ، أما هذه الناميات فلا.. وبالتالي الإجهاض لا يمكن أن يباح إلا لأمر يتعلق بصحة المرأة..إذا ضربت القطة فلا إجابة لك عندها، ولا رد إلا رد واحد، وهو الخربشة.. أما الإنسان ، فإن له تعدداً في اختيار البدائل نتيجة العقل والفكر.