يتزايد الإقبال على الإسلام في الغرب واضحة ومؤشرات كاشفة رغم العقبات، وإذا كان المعتنقون الجدد له في ديار المسيحية واليهودية بأوروبا وأمريكا ينتقلون من دين إلى آخر، فإن إعادة اكتشافه بين المسلمين أنفسهم تجعلهم يعيشون شعائره ومشاعره كيوم ولدتهم أمهاتهم. التحول نحو الإسلام بالتعبير الغربي، أو الدخول فيه واعتناقه بالتعبير الديني العربي؛ ظاهرة تمضي دون زوبعة إعلامية، لكن الأعين الرقيبة لا تتركها دون رصد وتحليل وتفسير واستشراف، ولا شك أن هذه الظاهرة حاضرة بقوة في كثير من القرارات والحسابات والسياسات التي يجري تنفيذها سراً وعلانية، كما أن هذه الظاهرة تؤكد أن الإسلام دين طيار ينشر نفسه بنفسه، وينفلت من الأيدي المتنفذة والمراصد اليقظة على الرغم من الحالة البئيسة للمسلمين في ديارهم وبلدانهم أو في بلدان الهجرة الحديثة. وفي قلب تحولات دينية عالمية عميقة تنشرح الصدور ليغمرها النور، ويتنفس الإصباح بعد انجلاء ليل طويل آذنت نهايته، ودقت ساعته، وحتى نفهم هذا الفتح المبين في القرن الواحد والعشرين لا بد من استطلاع جوانب من هذه التحولات، وكيف يهتدي فيها الحائرون إلى الفجر وسط أمواج من الظلم والفتن. فقد أماطت دراسة بريطانية اللثام عن ارتفاع معدل البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام في المملكة المتحدة، وكشفت أن أكثر من نصف هؤلاء من الإناث. وقالت الدراسة التي أعدتها جامعة "سوانزي": "عدد الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام في بريطانيا ارتفع من ستة آلاف في عام 2001 إلى نحو عشرة آلاف في عام 2010 وأن نسبة 62% منهم من الإناث". وقد وصل عدد الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام العام الماضي وحده 5200 شخص، على الرغم من الخطاب السياسي والإعلامي المعادي للإسلام. وفي مقال إخباري قال مصدر بمجلس المفتين الروس: إن نحو 20 ألفاً أشهروا إسلامهم بالعاصمة موسكو وحدها بالمدة من يناير إلى أكتوبر, مقارنة ب 15 ألفاً و300 أشهروا إسلامهم في موسكو في المدة نفسها من العام المنصرم ، و12 ألفاً و450 في المدة نفسها من عام 2010م وأن أغلب هؤلاء أشهروا إسلامهم بالمساجد الأربعة الكبرى بموسكو، وعلى رأسها الجامع الفيدرالي الذي يعد المركز الرئيس لإدارة مسلمي روسيا، ويوجد به مكتبة إسلامية، ومدرسة لتدريس المواد الشرعية للذكور والإناث. وبحسب المصدر فإن "نحو 60% من المسلمين الجدد ينحدرون من أصول القومية الروسية، ولم يكونوا يعتنقون من قبل أي ديانة سماوية". وأشار المصدر إلى أن نحو 75% من المسلمين الجدد هم من الإناث، وهن فتيات تتراوح أعمارهن بين 17 و21 عاماً، ويشهرن إسلامهن "من أجل الحصول على الأمان والصفاء الروحي، بعد أن شاهدن ما تتعرض له قريناتهن في الديانات الأخرى"، ويوجد قسم خاص للفتيات بداخل الجامعة الإسلامية بموسكو. يذكر أن هناك نحو 23 مليون مسلم في روسيا من أصل 144 مليون نسمة يمثلون عدد سكان روسيا الاتحادية، ويعيش منهم 2.5 مليون مسلم في موسكو... وفي الحلقة القادمة سنتعرف على مزيد ممن اعتنقوا الإسلام في بلدان الغرب ..فكونوا معنا.