تلبية للدعوة التي وجهها شباب الثورة بمحافظة البيضاء شهدت عاصمة المحافظة يوم أمس الأربعاء عصياناً مدنياً شاملاً شل الحركة التجارية للمطالبة بإقالة محافظ المحافظة محمد ناصر العامري وعدداً من مدراء المكاتب الخدمية في المحافظة على خلفية الإخفاق في عملهم الوظيفي وتوجيه اتهامات لهم بالفساد, وتعمد الانفلات الأمني في المحافظة. وقد شوهدت جميع المحلات التجارية والمستشفيات والفنادق ومحلات الصرافة والمطاعم وهي تغلق أبوابها تماماً عند حوالي الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشر ظهراً, وقد شوهد الباعة المتجولون وهم يغطون عرباتهم بالطرابيل وينضمون إلى قاعة العصيان المدني المطالب بإقالة مسؤولين في المحافظة. وبلغت نسبة نجاح العصيان المدني في المحافظة 100% وتفاعل جميع التجار دون استثناء مع مطالب إقالة محافظ المحافظة، نظراً للتدهور الأمني والخدمي في المحافظة لمدة عام بأكمله. وقد وجه شباب الثورة بساحة أبناء الثوار رسالة شكر للتجار ورجال الأعمال وأرباب المهن الحرفية في المحافظة لتفاعلهم الايجابي مع دعوة العصيان المدني الذي شهدته المحافظة يوم أمس. وكانت محافظة البيضاء قد شهدت خلال شهري ابريل ومايو من العام الماضي عصياناً مدنياً شاملاً، كما طالب حينها برحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح من سدة الحكم, وكانت محافظة البيضاء من أروع المحافظات التي استجابت وتفاعلت مع دعوات العصيان المدني حينها والذي كان يستمر لمدة خمس ساعات خلال يومي الاثنين والأربعاء من كل أسبوع. وفي ذات السياق خرجت بمدينة رداع أمس الأربعاء مسيرة حاشدة طالبت بسرعة إقالة محافظ المحافظة مرددة شعار " يالبيضاء قال الرداعي نشتي محافظ واعي" كما نددت المسيرة بإحراق مصاحف القران الكريم في تريم، معتبرين ذلك العمل مبيت من قبل بقايا النظام, مشددين على محاكمة صالح وسرعة هيكلة الجيش. الجدير بالذكر أن محافظة البيضاء قد شهدت فعاليات احتجاجية واعتصامات في عدد من المكاتب الحكومية في المحافظة، مطالبة بإقالة مسؤولين فاسدين, إلا أن قيادة المحافظة لم تلب طلباتهم ولم تتفاعل مع ما ينشدونه وهو ما دفع أبناء المحافظة لإقامة عصيان مدني بهدف إيصال رسالة لرئيس الجمهورية. وشهدت البيضاء مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها أبناء المديريات المجاورة للمطالبة بإقالة محافظ المحافظة, وإدانة في نفس الوقت إحراق المصاحف من قبل بلاطجة الحراك وبقايا النظام العائلي.