تدخل الثورة الطلابية في جامعة صنعاء اليوم يومها السادس وسط إصرار بإنقاذ جامعة صنعاء من الفساد الإداري والمالي الذي استفحل في كل بُنى التعليم خلال ولاية خالد طميم لرئاسة الجامعة . وأعلن طميم عن إغلاق الجامعة للدراسة، ودعا عمداء الكليات لإيقاف الدراسة، وسط صمت من مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية . ودعا طلاب الجامعة واللجنة التحضيرية- لإنقاذ جامعة صنعاء- الرئيس عبدربه منصور هادي إلى سرعة التدخل العاجل لإنقاذ الجامعة من بقايا الفاسدين الذين عملوا على تدهور العملية الأكاديمية بالجامعة . وفشل الدكتور خالد طميم- رئيس جامعة صنعاء- في إغلاق الجامعة أمس وتعليق الدراسة فيها بعد توجيهات أصدرها للموظفين بإغلاق إدارات الكليات والعمل بكل الوسائل على عرقلة سير الدراسة فيها. وقالت مصادر طلابية إن بعض موظفي جامعة صنعاء قاموا صباح أمس بإغلاق كليات التربية والعلوم والصيدلة والطب والهندسة لساعتين .مما حدا بأغلبية الموظفين للانضمام لثورة الطلاب رافضين القيام بهكذا عمل باعتباره يضر المصلحة العليا للجامعة ويعطل مسيرة التعليم. وكان طميم قد دعا مجلس الجامعة إلى الاجتماع الاستثنائي الأربعاء في منطقة حدة –وتعتبر المرة الأولى الذي يعقد فيها الاجتماع خارج العاصمة – وسط رفض من إتحاد الطلاب . وأقر أكاديميو جامعة صنعاء في اللقاء الموسع الذي عقدوه أمس أمام إدارة الجامعة تشكيل لجنة منهم لمقابلة رئيس الجمهورية وعرض مطالبهم عليه . ووفقاً لمصدر مسئول في الجامعة فإن مطالب أعضاء هيئة التدريس تنحصر في اجتثاث الفاسدين من إدارة الجامعة وفي مقدمتهم رئيس الجامعة الدكتور خالد طميم, وإصلاح أوضاع الجامعة التي وصفها بالمتردية, وكذا معالجة وتصحيح أوضاع منتسبيها من أعضاء هيئة التدريس . وقال المصدر إن اللقاء الذي عقد صباح أمس كان بهدف اختيار بديل لإدارة الجامعة إلا أن المجتمعين اقروا عدم تنفيذ هذه الخطوة حتى يتم عرض الموضوع على رئيس الجمهورية .. مشيراً إلى أنهم قاموا بعد ذلك بتشكيل لجنة منهم وكلفوها بالتواصل مع مكتب رئيس الجمهورية وتحديد موعد لمقابلته وعرض مطالبهم جميعا عليه .. إلى جانب اطلاعه على الأوضاع المتردية التي تشهدها الجامعة نتيجة الفساد التي تمارسه إدارتها منذ سنوات وفي مختلف المجالات المالية والإدارية والأكاديمية . وبرر رئيس الإتحاد رضوان مسعود "أن رئيس الجامعة يريد من خلال الاجتماع الضغط على الطلاب والطالبات والمدرسين، خاصة وأنه كان قد هدد بإيقاف الدراسة إذا لم يتم إيقاف الاحتجاجات الطلابية" وواصل مسعود "جاء بعد تصاعد الثورة الطلابية المطالبة برحيل طميم، ونجاح الانتفاضة الطلابية في إسقاط عمادات الإعلام والآداب والحاسوب والصيدلة والأسنان". وأضاف: "والثورة مستمرة حتى يسقط طميم، وإلغاء رسوم التعليم الموازي والنفقة الخاصة". وقال الدكتور عبدالملك الضرعي عن أسباب اعتراضهم على رئاسة الجامعة "إن الاعتراض على رئاسة جامعة صنعاء له مبرراته القانونية والوطنية ، فتجاوزات قانون الجامعات اليمنية في جانب التعيينات الأكاديمية على سبيل المثال نتج عنه إهدار مئات الدرجات الأكاديمية وهذه سوف تكلف موازنة الدولة مئات الملايين من الريالات ". وأشار الضرعي في حديثة إلى تلخيص مطالبهم "وجود قيادة جامعة تدرك وتحترم قانون الجامعات اليمنية الحالي ، وتسيِّر الجامعة وفق الأصول الأكاديمية والإدارية المتعارف عليها في مختلف جامعات العالم ، فالطالب اليمني من حقه أن يحصل على تعليم متميز يتيح له المنافسة في سوق العمل المحلي أو الدولي ، أما أن نعلم لنخرج أشباه متعلمين بشهادات جامعية أو شهادات دراسات عليا دون المحتوى العلمي الضروري فذلك مالا يقره عاقل." وأضاف "إن طموح أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم والطلاب والإداريين أن تحتل جامعة صنعاء وبقية الجامعات اليمنية مراتب متقدمة بين جامعات العالم ، أما أن يستمر الحال على ما هو عليه فسوف تستمر الجامعات اليمنية كما هو الحال الآن خارج إطار أي تصنيف عالمي." وطالب الدكتور سعيد الغليسي-الناطق باسم اللجنة التحضيرية لإنقاذ جامعة صنعاء,وهو كيان حديث التأسيس-بإقالة طميم من موقعه وتعيين إدارة بديله مؤقتة من ثلاثة أشخاص,هم الدكتور حمود الظفيري والدكتور عبدالكريم دماج والدكتور وديع العريقي وجميعهم أعضاء في مجلس الجامعة. وقال الغليسي إنهم جمعوا توقيعات من أغلب أعضاء هيئة التدريس تأييدا لمطلب إقالة طميم وأنهم قرروا الالتحاق اليوم بركب احتجاجات الطلاب. وأوضح الغليسي أنهم كانوا يطالبون منذ وقت سابق بإقالة رئيس الجامعة بعد ضلوعه بممارسات فساد, إلا أنه لم يسمع لهم,مؤكداً أن الاحتجاجات ستستمر حتى يتم تحقيق هذا المطلب. ودعا الغليسي رئيس الجمهورية إلى التدخل وإنقاذ الجامعة من غول الفساد المستشري فيها وانتشالها إلى وضع أفضل تستحقه كما كانت عليه قبل سنوات. وسيواصل الطلاب ثورتهم ضد طميم حتى إسقاطه وتعيين هيئة رئاسة جديدة ، داعين المتأخرين إلى الانضمام الفعلي لحركة الاحتجاجات .