في صورة من صور المعاناة والمأساة التي تعيشها بعض الأسر اليمنية تعيش المسنة آمنة محمد صغير 60 عاماً واثنتان من بناتها حياة بؤس، لا يجدن من يعولهن، منسيات كغيرهن ممن نسيهم المجتمع، وغض الطرف عن معاناتهن، ومكابدتهن المعيشية. وتتجلى معاناة "آمنة" وابنتاها (أمل 25 عاماً وأشواق 20 عاماً) وأثناء زيارتهم بمنزلهن الكائن بحارة "خشم البكرة" جوار النقطة العسكرية شمال العاصمة صنعاء- في إصابة الفتاتين بمرض مزمن، "فأمل" تعاني من ضمور في الدماغ منذ سنوات ولا تستطيع الكلام، فيما تعاني شقيقتها "أشواق" من حالة نفسية، جعلهما حبيستا جدران منزلهن الصغير المكون من غرفة صغيرة ومطبخ وحمام استأجرته والدتهن كما تقول": بطرف صنعاء لأنه رخيص ولا يوجد لديها شيء لكي تستأجر وسط العاصمة". أمل وأشواق تعيشان المعاناة بحرمانهما من متعة الحياة الحقيقية كبقية أقرانهما منذ صغر سنهما، بسبب المرض ولم تجدا من يقوم بعلاجهما حتى تستمتعا بالحياة وتلتحقا بالمدرسة، بعد أن توفي عائلهما الوحيد "والدهم" بمنتصف التسعينات، بعد أن كانوا يعيشون حياة كريمة بمكة المكرمة قبل أن ينتقلوا إلى اليمن أثناء أزمة الخليج" حسب والدتهن، لتتحول بعدها حياتهم إلى بؤس وشقاء. وتكابد والدتهن وتعاني منذ سنوات وهي تسعى جاهدة كي تحصل على ما يكفيها وابنتاهي من طعام وشراب، ولا تطمح أكثر من ذلك، رغم معاناة ابنتيها نتيجة مرضهما وحاجتهما الماسة للعلاج لكن أنى لها ذلك، مصدر دخلها ما تقوم به في عملها الشاق طوال يومها لتحصل على القليل من المال لا يفي بالطعام والشراب للأسرة. الأم تجمع "علب فارغة" على مدى أسبوع ب700ريال: يتمثل مصدر دخل السرة كما تقول الأم من خلال جمعها للعلب الفارغة وبيعها وما يزيد من المأساة لدى هذه الأم أنها تقوم وعلى مدى أسبوع كامل من خلال البحث بمختلف الشوارع والحارات بتجميع "شواله او شوالتين" فقط من العلب الفارغة لتبيعها ب700 ريال فقط أي ما يعادل (3 دولارات)، مبلغ لا يفي بمصاريفهن اليومية، فضلاً عن إيجار البيت المتواضع". وتزداد معاناة الأم أكثر عندما تنظر إلى ابنتيها بين جدران المنزل وهما تصارعان المرض ولا تستطيع أن تقدم لهما شيئاً، رغم أن الأمل كبير في علاج حالتهما المستمرة منذ صغرهما، فتقول: خلال شهر رمضان الماضي أعطاني فاعل خير علاج ل"أشواق" استخدمته لمدة شهر وبدأت حالتها تتحسن، الآن ليس لدي لأشتري لها العلاج، عادت حالتها، وتحتاج لجرعة شهرية. مضيفةً: أتعب كثيراً مع أشواق إذا اشتد بها المرض. الأم "آمنة صغير" هي الأخرى تعاني من أمراض بحكم كبر السن منها آلام المفاصل، والضغط. تناشد آمنة فاعلي الخير النظر إلى حالتها المعيشية الصعبة مع ابنتيها حتى يستطعن توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة، وتناشد فاعلي الخير علاج ابنتيها حتى يخفف ذلك من معاناتها المستمرة معهما منذ سنوات طويلة. للتواصل لتقديم الدعم والمساعدة للأسرة الاتصال على الرقم(734721736 أو 772315523).