صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأرب برس تفتح ملف " السرطان في اليمن "
مدير وحدة أمراض الدم بالثورة : المواد الكيماوية أصبحت سبباً رئيسياً للإصابة بالسرطان وذلك للاستخدام المفرط لها
نشر في مأرب برس يوم 29 - 11 - 2007

كانت الأسرة بانتظار قدوم المولود الجديد الذي طال انتظاره و حادي الشوق لدى والديه لرؤية شمعة جديدة تضيء حياتهما وتملؤها فرحاً وسروراً .
وأخيراً أتت دنيتهما مولود تهما الجديدة، فلم تسعهما الفرحة، طفلة ذات وجه كالقمر وعينان جميلتان وبسمة مضيئة، قررا أن يطلق عليها اسم ( براءة ) فقد حملت من اسمها نصيباً.
أضفت ( براءة ) على حياة والديها سروراً كبيراً، وتملكهما حباً عميقاً لها وأصبحت زينتهما في الحياة بل وأضافت إلى حياة والديها السعادة والهناء ووثقت رابطة حب والديها لبعضهما ولكن سعادتهما وفرحهما لم تدم طويلاً !! فما هي إلا شهرين من عمر ابنتهما (براءة ) حتى تحولت الحياة لديهما إلى حزنٍ ومآسٍ وأصبح لسان حالهما (يا فرحة ما تمت ).
بدأت المعاناة مع ( مرض البراءة ) الذي لم يعرفا حقيقته في البداية ولكنه أدخل على حياتهما الحزن.
والدها الذي يعمل موظفً بسيط في مركز محافظة حجة بينما أسرته وابنته في القرية التي تبعد بمسافة طويلة عن مركز المحافظة إلا أنه قرر أن يأخذها ويذهب بها إلى مركز المحافظة حيث المستشفيات.
أجريت الفحوصات لبراءة وأعطي لها الدواء ، لكن الألم لا يزال يعتصرها وتذوي منه فيذوي قلب والدها حزناً معها ، فلذة كبده التي انتظر قدومها بشوق تتألم أمام عينيه وراتبه البسيط لا يفي متطلباته وأسرته ليزداد معاناة إلى معاناة رؤية ابنته تتلوى من ألم لا يدري معه سبيلاً لإيقافه ( وما باليد حيلة ) !!
حب ال( براءة ) غلب كل ذلك وجعله يترجل بها إلى صنعاء حيث الأطباء المختصين والإمكانات اللازمة !!.
أخذ طفلته ابنة الشهرين إلى العاصمة صنعاء وبعد زيارته لأحد المستشفيات لإجراء الفحوصات الطبية لها راجياً معرفة ما ألم بها ، وإيجاد علاج يبرأ ألمها ، لكن مفاجأة كبرى كانت بانتظاره بل "صدمة كبرى " – كما يصفها على محمد حمود القطامي والد براءة - ومثل خبر نتيجة الفحص صعقةً كبيرة ، و زلزالاً هز قلبه براءة !!
صاحبة البراءة مصابة بالسرطان حينها -وكما قال محمد القطامي -أنقطع حبل الأمل , وأعتقد أن مرض أبنته يعني مباشرة حكم الإعدام على ابنته البريئة !! .
فالسرطان يحول حياة المريض وحياة أسرته إلى جحيم ومعاناة ، وذلك ما كان يعتقده والد ( براءة ).
ولأن للطبيب دوراً كبير في التخفيف من المعاناة ورفع المعنويات لدى الناس فقد طمأن الأطباء والد ( براءة ) أن السرطان ليس حكماً بالإعدام وأنه يمكن لمصابه أن يتماثل للشفاء ويعود إلى طبيعته وخاصة إذا ما كان اكتشافه مبكراً ومكافحته مستمرة عندها عاد الأمل لوالد براءة ، وشعر بالتفاؤل ، ورغم أن معاناته المادية والنفسية قائمة إلا أنها -كما قال- خفت أمام امتثال ابنته للشفاء ..
الطفلة براءة التي تبلغ الآن ( سبعة أشهر ) في وحدة الأورام بمستشفى الثورة تتعاطي جرع كيماوية إلى أن يأذن الله لها بالشفاء ووالدها كما يقول ( سيستمر في علاجها وسيبذل الغالي والنفيس حتى تشفى ) .
وعن معاناته يقول القطامي أنه في بداية الأمر عانى معاناة نفسية ومادية شديدة خصوصاً مع تنقله بابنته ما بين ( قريته بمحافظ حجة والعاصمة صنعاء) بالإضافة إلى التكاليف المادية (للسكن والمصروفات و الأدوية ) ويشير إلى أن معاناته الآن قد خفت عن ذي قبل وذلك بعد أن عرف المؤسسة الخيرية لدعم مراكز مرضى السرطان والتي وفرت له الأدوية ووقفت معه بعلاج ( ابنته براءة ) .
مئات الأطفال مصابين بهذا المرض :
وفي زيارتنا لوحدة الأورام بمستشفى الثورة لم تكن (براءة ) وحدها من أغتال السرطان براءتها ، فهناك أكثر من (1200) حالة مرضية من الأطفال فتحت لهم ملفات في الوحدة وهذا العدد لم يكن خلال عشر سنوات سابقة أو حتى خمس سنوات كان هذا العدد خلال السنة الحالية 2007م ، وعدداً كهذا لاشك يوحي بأننا ( أمام خطر عظيم وكارثة كبيرة في اليمن ) .
ولا يمكن التقليل من هذا الرقم الذي أكده مدير وحدة الأورام بمستشفى الثورة والحد من انتشار مرض السرطان إلا من خلال قيام الدولة ومعها منظمات المجتمع المهتمة بالتوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة ، ويقول الدكتور / عبد الحميد أبو حاتم مدير وحدة أمراض الدم بمستشفى الثورة العام بالعاصمة صنعاء في تصريحه ل"مأرب برس" ( أن الرقابة على المواد الكيماوية من قبل الدولة لا يقل أهمية عن التوعية بالمرض حيث أصبحت سبباً رئيسياً للإصابة بالسرطان في اليمن وذلك للاستخدام المفرط لها ممن قبل المزارعين اليمنيين ) .
يؤكد ذلك صادق عايض حزام -أبن الخمس السنوات –والذي وجدناه في وحدات الأورام ، مصاباً بورمٍ خبيثٍ في بطنه ، حتى أن حجمه الكبير يعيق صادق من ارتداء الملابس ، وورماً بهذا الحجم لم يأتِ من فراغ فلأن صادق من منطقة تكثر فيها زراعة القات والعنب ويفرط أهلها في استخدام المبيدات فقد كان صحية المبيدات الكيماوية !!
والد عايض الذي ينتمي إلى بني حشيش بمحافظة صنعاء اعترف لنا أن المبيدات التي كان يستخدمها في زراعة القات والعنب كانت السبب وراء إصابة أبنه بالسرطان ويقول "أنه كان يقوم برش زراعته بالمبيدات الكيماوية التي كان يستخدمها ثم يرمي العلب الفارغة فيأتي الأطفال يلعبون بها " وهو الأمر الذي "سبب الورم الخبيث لابنه صادق عايض" وقال بأنه تأكد من ذلك بعد أن صدمه مرض ابنه وعاش في معاناة نفسية شديدة " وقرر -حسب تأكيده -الامتناع عن استخدام المبيدات في الزراعة) .
ولان صادق فلذة كبده ويعاني بمرضه دعا كافة زملائه المزارعين بمنطقته وكل مناطق اليمن لعدم استخدام المبيدات الزراعية لأن العاقبة كما قال ( معاناة نفسية مستمرة وآلام جسدية متواصلة ) ودعاهم النظر إلى أبنائهم والناس بعين الرحم وألا يكونوا سبب عذابهم وألأمهم ، ثم بعد ذلك يندمون حين لا ينفع الندم !! داعياً في الوقت نفسه ( الحكومة إلى اتخاذ قرار يمنع استخدام المبيدات الكيماوية وعمل رقابة شديدة على دخولها اليمن .
التدخين والشمة عوامل رئيسية للإصابة بالسرطان :
المبيدات ليست السبب الوحيد لمرض السرطان عند الأطفال في اليمن وإن كانت في مقدمتها ، فتعاطي التدخين وتناول ( الشمه ) هما الآخرين من الأسباب الرئيسية كما أشار الدكتور / عبد الحميد أبو حاتم في تصريحه ل"مأرب برس" ويقول بأن هناك أطفالاً مهيئين للمرض بسب انتقال آثار المواد الكيماوية من الأم التي تحملها نتيجة الأغذية المسرطنة أو التدخين أو القات أو الشمه ، لان التأثير كما قال ( يأتي من حالة مسبقة أو نتيجة التغذية ، مؤكداً أن الوقاية لذلك يكون بعمل التطعيمة الوراثية في الأم المصابة بالمرض و البصمة الوراثية الموجودة في الكر موسومات 17 21 وهؤلاء يتم تجنيبهم الأشياء المؤثرة التي تظهر الفيروسات والمواد الكيماوية والإشعاع وهذه العوامل تساعد على ظهور المرض ، أم إذا تم تجنب المرض في أعمار مختلفة فسيكونوا حاملين للمرض ولكنهم غير مصابين .
أما الأطفال في الشهور الأولى ولم يتعرضوا بعد لاستخدام الغذاء الذي تستخدم فيه المبيدات الكيماوية ويتضح إصابتهم بالسرطان فيؤكد الدكتور / عبد الحميد أبو حاتم أن أصابتهم تكون من غذاء الأم التي هي من يتعرض لذلك ، إضافة إلى أن موازين الأرض اختلفت لان التربة الآن توجد فيها الكيمائيات ما يجعل الأم تتعرض له حتى قبل أن تحمل و قبل أن تنجب وهذه لم تكون معروفة من قبل وإنما ظهرت مع الطفرة العلمية الحديثة وغير المدروسة نتائجها وآثارها بدقة .
حرمهم اللعب والدراسة :
ولان مرض السرطان طويل الأمد في إصابته وعند شفاءه فقد حرم أطفالاً كثيرين من مواصلة دراستهم وحرمهم التمتع باللعب مع أقرانهم فهذه "مشيرة سعيد علي " تبلغ من العمر 11 سنة في الصف الثالث ابتدائي مصابة بسرطان الدم ما جعلها تتوقف عن الدراسة -كما تقول- حاكية قصتها مع مرضها وتضيف مشيرة ( لأنني أسكن في منطقة ريفية - خولان ، صنعاء حيث لا توجد هنالك وحدات صحية أو مراكز خاصة بهذا المرض فقد أتينا إلى العاصمة لتلقى علاجها ، الممثل بجرعات كيماوية كل 21 يوم وتضيف : بأنها مصابة به منذ سنة ونصف الأمر الذي جعلها لا تقدر على مواصلة دراستها لأنها تخضع للعلاج وليست مستقرة في العاصمة التي فيها علاجها ، فيما مدرستها في القرية التي لا يوجد فيها علاج )!!.
"مشيرة" تحلم أن تصبح دكتورة في المستقبل لكن أنى لحلمها أن يتحقق طالما والسرطان أمام حلمها ويمنعها من مواصلة دراستها التي بها ستحقق حلمها .. ويبقي حلمها موضع صراع بينها وبين السرطان وبتكاثف المجتمع وتعاون أهل الخير في تخفيف معاناة مشيرة في القضاء على السرطان ودعمهم ، لا شك أنها ستحقق حلمها!!.
"أمينة أحمد الزبيدي" ذات ال 9 سنوات هي الأخرى أعاقها السرطان عن الاستمرار في دراستها ، إلا تقطعاً ولأنها تسكن في العاصمة فقد حاولت جاهدة أن تكمل دراستها عندما تشعر أن الألم خف عنها ، أمينة الآن في الصف الرابع الابتدائي ، وكما تقول فإنها مصابة بسرطان الدم منذ الصف الأول الابتدائي يا لله أربع سنوات وهي راضخة لآلامه ، تعاني أوجاعه .. لقد روت لنا قصتها وفمها مملؤ بالدم ، فهي كما تقول وطوال ( أربع سنوات والدم ينزف من لثة فمها باستمرار وعلاجها فقط إعطاءها دم كل ثاني يوم ).
"أمينة" بهذه الحالة في صراع دموي "يوم تنزف من فمها واليوم الأخر ينقل لها دم لكن غير دمها .
اجتمعت أمينة مع قرينتها مشيرة في حلم أن تصبح طبيبة ولربما معاناتهما في المرض ومعايشتهما الدائمة للأطباء جعلهما يحلمان بأن يصبحا كذلك!! .
الطفل المصاب بالسرطان تقف معاناته –ربما -عند الآلام التي تعتصر جسمه ، وحرمانه من اللعب والدراسة ، أما والدا الطفل المصاب ا فلا حدود لمعاناتهما إذ تبدأ بالمعاناة النفسية وهول صدمة معرفتهما بمرض فلذات أكبادهما ولا تنتهي بالهم المادي والتكاليف الباهظة "محمد علام " والد الطفلة ( آمال ) المصابة بورم سرطاني خبيث في أسفل رأسها يحكي معاناته المتواصلة والتي بدأت قبل (سنة ونصف ) يقول : أن المرض بدأ في طفلته كورم حميد ، ثم تطور إلى ورم خبيث ، ليبدأ بذلك مشوار المعاناة - ابتداء من انتقاله من محافظة ذمار إلى صنعاء حيث المراكز الصحية والمستشفيات - قبل اكتشاف نوعية مرضها ، ثم بإجراء عملية جراحية لها ، كلفته مبالغ مالية طائلة ويضيف علام ( أن معاناته زادت بسفره إلى الخارج ، حيث سافر بابنته آمال إلى القاهرة ومعه معاناته النفسية والمادية يكابد فيها عناء آلام طفلته وما يكلف علاجها من مبالغ مالية تضاف عبئاً لمعاناته ، ثم ينتقل بعد الفترة التي قضاها في القاهرة بعد أن رأى تحسن في حالة ( ابنته ) إلى صنعاء وفي وحدة الأورام بمستشفى الثورة ليكمل علاج ابنته وتزداد المعاناة أكثر حسب تعبيره ( لأنها طفلة لا ذنب لها ) ولكنه يعود ويحمد الله على ذلك فهو قدره وحكمته.
ويؤكد محمد علام ( أن المعاناة تقل إذا ما توفر العلاج ولاسيما والجرعة الكيماوية التي تتعاطاها ابنته كل 21 يوم وتكلفه 25 ألف ريال لكن هذه المعاناة انتهت بمجرد تعرفه على المؤسسة الخيرية التي تعمل –حسب قوله -على توفير الجرعة لطفلته مجاناً الأمر الذي وفر عليه مئات الآلاف طوال فترة علاجها )
أسرة الطفل / أكرم ناصر الحيمي ستة سنوات - مصاب بسرطان في الأمعاء- لا تقل معاناة من أسرة محمد علام ، بل أن معاناتهم المادية أكثر لأن والد أكرم كما قال بغير وظيفة ولا يوجد لديه دخل يعينه على علاج ابنه أكرم !!
يقول ناصر الحيمي أنه لمدة سنة من مرض ابنه لاقى الأمرين فجرعة ابنه التي يتعاطاها كل 21 يوم تكلفه 30 ألف ريال ولأنه لا يستطيع توفير مثل هذا المبلغ ، فضلاً عن مصاريف الاستمرار في علاج ابنه , فقد أقدم على بيع كافة أثاث البيت الذي يمتلكه من أجل علاج ابنه أكرم ولازال ناصر يعاني أشد المعاناة جراء هذا المرض .
أما علي سعيد والد الطفلة زبيدة 5 سنوات والمصابة بسرطان الدم ولأنه يسكن في منطقة ريفية بمحافظة إب ولا يوجد له قريب في صنعاء ، فإنه يتكبد عناء السفر أسبوعياً من منطقته السياني إب إلى العاصمة صنعاء لأجل الجرعة التي تتعاطاها (ابنته ) الأمر الذي يكلفه مبالغ لا طاقة له بها في ال (مواصلات ومصاريف وسكن ....). ولأن حالته المادية متعسرة فإنه يقوم باقتراض المال من أهالي بلدته لكي يرى فلذة كبده معافى من المرض.. ويبقي علي سعيد على هذه المعاناة الدائمة والسفر المتواصل بين صنعاء وإب حتى يأذن الله بشفائها .
السرطان وأطفال المدن والريف :
لأن مناطق الريف اليمني في الغالب لا يوجد بها المراكز الصحية والأطباء المختصين فقد كانت أكثر الحالات إصابة ً بالسرطان هم من الريف وهم أكثر من يترددون على وحدة الأورام بمستشفى الثورة ، لكن يبدوا أن أطفال المدن يترددون أيضاً على الوحدة -مصابين بهذا المرض - وكما تقول حياة الجماعي ممرضة في الوحدة وتضيف أن ظاهرة مصابي السرطان في المدن قد بدأت تنتشر بشكل ملحوظ ، مؤكدة أن الوحدة يصلها في اليوم الواحد من 35 50 حالة ، أما الحالات التي شفيت من المرض فتقول الجماعي أنها قليلة جداً تصل إلى 10 حالات ، أما التي لم تشفِ وتوفيت فهي كثيرة جداً .
وأوضحت الدكتورة / حياة ( أنهم في الوحدة بخلاف ما يقدمون للمرضى من علاج يقدمون المعاملة الحسنة والأخلاقية والتي تعتبر جزءً مهماً في تخفيف معاناة المرضى ، بل هي جزء من العلاج حسب تعبيرها.
أنواع السرطان في اليمن :
يؤكد الدكتور / عبد الحميد أبو حاتم أخصائي سرطان الأطفال في تصريحه ل"مأرب برس" أن أكثر الأنواع انتشاراً في اليمن هو سرطان الدم ونسبته كبيرة ويشير أبو حاتم إلى أن أكثر الحالات التي تأتيهم في الوحدة هي من محافظة الحديدة ومنطقة جهران بذمار ، وذلك باعتبار انتشار ( الشمه ) في الأولى ولأن الأخرى زراعية تستخدم فيها المبيدات الكيمائية .
وعن المعوقات التي تقف أمام شفاء المصابين بهذا المرض يقول الدكتور / أبو حاتم : أهمها عدم وجود المراكز المتخصصة ، حيث أن مرض السرطان يختلف عن بقية الأمراض التي تستمر لفترة قصيرة أما مرض السرطان وعلاجه فإنه يحتاج إلى سنوات عدة وأغلب المصابين به من مناطق بعيدة فلا يستطيعون مواصلة العلاج والمجيء إلى العاصمة لطول فترة العلاج الأمر الذي يكلفهم نفقات مالية (مواصلات وسكن وغير ذلك) وأضاف ( إن عدم وجود العلاجات الجيدة والمتابعة الحيثية والبحوث العلمية وكذا عدم رعاية الأبوين ، كل هذه تمثل أهم العوائق في شفاء مريض السرطان .
وتمنى الدكتور / أبو حاتم ( للحد من انتشار السرطان .. أن تبذل الحكومة قصارى جهدها للتوعية بمخاطره ومسبباته وطرق الوقاية منه بشتى السبل المختلفة والوسائل ) ،بالإضافة إلى (رقابتها المشددة على استيراد المبيدات الكيماوية ومنع دخولها اليمن ) .
متمنياً في الوقت نفسه على الأطباء المختصين في مجال السرطان تكثيف جهودهم وإدراك واجباتهم الكبيرة وعظيم أجور هذه الأعمال في الدنيا والآخرة إذا أرادوا بها مرضاة الله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.