أشعر أن المرأة قد أضاعت البوصلة التي تحدد طريقها ومسارها, وأصبحت تنظر للأمور من زاوية اللحظة الراهنة فقط. بعض النساء تقفز فوق الفطرة والأمومة والسكينة لتتحول الى كائن آخر غريب المواقف والأطوار. ما حدث في مؤتمر المرأة الأخير أضاف ضبابية شديدة لتعريف من هي المرأة الواعية الفاهمة المثقفة، هل استخدام وسائل غير مناسبة للحوار ولم تستخدم طوال العصور السابقة في الحوارات حتى في الحروب ومع أشد النساء فتكا حتى أصبحت وسيلة لفرض الراي الأوحد أو لرفض وجود الاخر وفكرة .. (الله يجيرنا منكن) عبارة قالها أحد الرجال الذي سمع الحوارات الساخنة الصاخبة الصادرة من نساء مثقفات أو كما يدعين, وكان ختامها استخدام وسائل الحوار بالأقدام والأحذية كم هو مروع أن تكون الأم والإبنة والأخت تحتكم لتلك اللغة والوسيلة المرفوضة من قبل المجتمع. تسأولات؟ لماذا لغة حوار بعض المثقفات هي لغة الصياح والعنف؟ هل بسبب الانخراط في عقد ندوات ورش العنف ضد المرأة. اكتسبت المرأة تلك الطباع والصفات (العنف بالعنف). أهو الوهم او التعالي بأنهن أصبحن مثقفات وبالتالي يجدن أن الحق معهن ولهن فقط وعلى الآخرين القبول به والتسليم له؟. الغوغائية والفوضى والصياح ليست لغة حوار ولا وسيلة تفاهم وتوضيح روئ وافكار ... النقاش والهدوء والحوار الصائب المقنع هو الكفيل بوصول رأي وفكر المحاور للأخرين إذا كانت لغة المؤتمرات المقامة في الفنادق الفخمة التي يصرف عليها الآف الدولارات هي تلك اللغة التي ظهرت في مؤتمر المرأة فماذا تركن إذن لحوار الشارع والبلاطجة.. إن المرأة مهما تعلمت وخاضت معترك الحياة الاجتماعية والأدبية والسياسية لابد أن تظل محاطة بقيم الحياء والسكينة والوقار والاتزان والكلام يقال على الرجال وإلا كيف سيبنى الوطن ويضع المجد لو كان أمثال أولئك هم المتصدرون للنقاشات والحوارات وهم من سيصغون للحوار الوطني؟.. إننا في حاجة ماسة أن نراجع بوصلة مواقفنا ومراجعة خطوط قناعاتنا عن الذات والآخرين وأن نستقبل من يخالفنا في ندوة أو أمؤتمر أو حتى باص بهدوء ورضى فالوطن يتسع للجميع ولابد أيضاً أن تتسع القلوب. إقتراحات: أقترح على اللجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن وبقية منظمات المجتمع المدني التقليل من ورش العنف ضد المرأة, والبدء في تنفيذ دورات الحوار الأخوي, الحوار الهادف إلى: كيف تكسب الآخرين كيف نحب الوطن كيف نعيش بسعادة