علياء طفلة في الصف الأول الابتدائي كل يوم تأّخّذ وردة من مزهرية البيت وتهديها للأستاذة في المدرسة حتى تحفظ أسمها, هذا دأبها اليومي والمعلمة لم تلتقط إشارة الطفلة البريئة وفي آخر مرة صرخت فيها ..بس.. كل يوم ورد؟!.. ورمت الوردة على الطاولة.. أعتقد لو أن خبيراً تربوياً قرأ تلك الكلمات لخرج بعشرات القراءات لما دار, في صدر الصغيرة علياء من مواقف ومشاهد وزفرات للإحباط المبكر واليأس المتقدم .. هي تحاول لفت انتباه المعلمة والتقرب إليها, لكن المعلمة مشغولة بكل العالم باستثناء الأمانة التي بين يديها وهي علياء وزملائها. علياء التي تحرص كل يوم على الاستيقاظ باكراً والذهاب إلى المدرسة وكم ستستمر في نضالها وحبها للمدرسة وزميلاتها ومعلماتها قبل أن تقرر أن تدخل في مجال التسرب الدراسي هيا.. يا من تهتمون بأسباب تسرب الطلاب من المدارس خذوا هذا السبب _الأطفال يحبون المدرسة, لكن بعض المعلمين هم من يكره الطالب بالمدرسة وبالعلم والتعليم وحتى بالكتاب نفسه؟. أيها المعلم عذراً هذا الطالب أمانة بين يديك ورقيبك هو رب السماء والأرض، فكيف تقبل بتحمل الأمانة ثم لا تؤدي حقها؟ أنت بيدك أن تزرع فيهم حب العلم والمدرسة والنجاح والتفوق 'فكلماتك خاصة في الصفوف الأولى هي شرارة الإبداع والقوة والتفوق. وكيلة أحدى المدارس امرأ ة في الخمسين تقول أنها لم تنس كلمات معلمتها قبل 40عاماً حين شجعتها وقالت لها أنت متميزة وسيكون لك مستقبل. لا أدري لماذا يبخل بعض المعلمين بعبارات الدعم والتحفيز لطلابه إن الفصل هو ملك الطالب لا يحق للمعلم أن يصطحب معه همومه ومشكلاته وقيمة الدبة الغاز والزيت. من حق الطالب أن يحضر المعلم للفصل بروحه ووجدانه وكل حواسه يلعب و يمرح معهم, فما هو ذنب طفل الابتدائي أن يحضر المعلم مكفهر الروح والمعاملة صارم القسمات، وكأنه ذاهب إلى سجنه.
اعذرونا يا معلمي المدارس الصفوف الأولى من استلم الدرجة الوظيفية ك مدرس من أجل لقمة العيش فليعتذر عنها وليبحث عن عمل أخر ويترك مهمة ووظيفة المعلم " لمن يحب أن يكون معلماً ويمتلك القدرة والمهارة الإبداع لذلك ". نتمنى غربلة الوظائف التربوية والبحث عمن يحبون العمل ويزرعون العلم والأمل والتفاؤل في نفوس طلابهم فما فائدة أن يعلم "معلم " الطالب حرفا ويجره حدفا، فما فائدة دروس النحو وتغريد النصوص وأبيات الشعر إن كان المعلم عابس الوجه شحيح الأداء، وما جدوى دروس الكيمياء إن كان المعلم لا يتفاعل مع طلابه وحيويتهم. من حق علياء أن تأخذ هي الوردة وعلبة الألوان من مدرستها وإذا أحبت أن تهدي معلمتها هدية على المعلمة إن تتلقاها بالأحضان هي وغيرها ممن لا يمتلكن مزهرية في المنزل. لماذا تبخل بعض المدرسات بالعطاء لطلابهن حتى لو بالنظرات الحانية والوجوه المبتسمة المشرقة؟!. لماذا لا تحتفل المدارس الحكومية بنجاح طلابها وتفوق المتفوقين فيها وتميز المتميزين ؟!. كيف سيشعر الطالب الصغير بفرحة النجاح والتميز؟ كيف سيحفز المتعثر إلا بحفل ودعم وتشجيع مع أملنا ألا يتحول أمر الحفل إن تم إلى وسيلة لإنهاك ولي الأمر, يكفي حفل إنشادي بسيط في الطابور وعبارات شكر وتقدير وعقد من الفل أبو 50ريال ودامت أعوامكم بالفل... أقصوصة: مديرة مدرسة حكومية عملت حفلاً لطلاب المدرسة ومنعت أولياء الأمور من تصوير أطفالهم ومن يريد صور عليه الذهاب إلى معمل ليحصل على نسخة منه ؟!!.