عادت حرب المياه إلى مدينة الحوطة بعد أن شهدت استقراراً نسبياً خلال الفترة الماضية، رغم ما تعانيه المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي من ظروف صعبة، تقدم خدمة جبارة للمواطنين في إيصال المياه للمستهلكين بمدينة الحوطة وضواحيها وما تعانيه من أمور فنية، ناهيك عن الانقطاع المستمر للكهرباء والذي يوثر تأثيراً كبيراً يسبب في انقطاع المياه مباشرة عن المستهلكين. فيما مشكلة أخرى وهي عدم تسديد المستهلكين لفواتير المياه بشكل منتظم أدى إلى بروز مشكلة تأخر صرف رواتب العاملين في المؤسسة والتي تصل مدة التأخير إلى شهرين أحياناً، بالإضافة إلى الالتزامات الأخرى التي تطالب بها المؤسسة لدى الآخرين وبالعودة لحديثنا عن حرب المياه في المدينة فقد شهدت خلال الفترة القريبة بروز أعمال حفر على طول الطرقات الرئيسية للمدينة وحاراتها ليل نهار للوصول إلى الأنبوب الرئيس للمياه، الغرض منه توصيل هذا الأنبوب بمكينة شفط تقوم عند ضخ المياه للأنبوب بعملية شفط المياه وإيصالها للمستهلكين وكل حارة تقع على خط الأنبوب الرئيسي تقوم بنفس العمل وهكذا حتى وصل عدد الشفطات الكبيرة على الخطوط الرئيسية ما يقارب الثلاثين من مكائن الشفط الكهربائية، فيما هناك في مختلف مناطق المدينة مئات بل آلاف الشفطات الصغيرة في المنازل. يقول العم محمد: تبدأ فكرة شراء شفاط مياه عندما يشكو عدد من الأهالي من أبناء الحي الواحد من عدم وصول المياه إلى منازلهم، مما يؤدي إلى بروز فكرة شراء مكينة شفط، فيقوم احد المواطنين المكلفين بذلك بتجميع مبالغ معينة من كل منزل في الحارة الواحدة وأحياناً عدد من المنازل لشراء شفاط قد تصل قيمته ما بين الخمسين ألف والمائة والعشرين ألف ريال ناهيك عن عمليات الحفر والتركيب والتي تصل لعدة آلاف من الريالات من قبل الأهالي وكل ذلك من أجل المياه . مصادر تقدر قيمة خسائر المواطنين في المدينة في أعمال شراء مكائن الشفط وأعمال التركيب ما يقارب العشرة ملايين ريال. المختصون في مؤسسة المياه يحذرون من خطورة هذا التصرف والذي قد يؤدي إلى بروز مشكلة في أنبوب المياه نتيجة لكثرة أعمال الربط المباشر به . فيما مختصون آخرون يقولون إن انجاز استكمال بقية مكونات مشروع المياه خلال الفترة القادمة سيحل المشكلة لأهالي الحوطة وضواحيها. أعمال الحفر لازالت مستمرة حتى إيجاد الأنبوب الرئيسي للمياه من قبل المواطنين وكل يوم يتم تركيب مكينة شفط جديدة حتى لو تسبب ذلك في خسارة كل مواطن آلاف الريالات وكله من أجل المياه والمؤسسة تبحث عن الإيراد والمستهلكون ممتنعون عن السداد إلا فيما نذر.