قال سفير الاتحاد الأوروبي بصنعاء/ ميكيليه سيرفونه دورسو: إن المجتمع الدولي لديه موقف موحد تجاه اليمن ويظل متعهداً بمراقبة التزام جميع الأطراف بتنفيذ المبادرة الخليجية بحسن نية. وأكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي - في حوار أجرته معه صحيفة "يمن فوكس" الانجليزية- أن هناك حاجة ملحة إلى إطلاق عملية الحوار الوطني وأن على جميع الأطراف الانخراط فيها بحسن نية وبروح التوافق، وأنه ليس هناك رابحون أو خاسرون في الحوار. وأوضح سيرفونه أن انخراط الشباب في العملية السياسية بشكل كامل وجعل صوتهم ومطالبهم مسموعة يُعد أهمية قصوى، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي يؤيدان بصورة واضحة قرارات الرئيس هادي وان القرارات الرئاسية في أي مكان في العالم يجب أن تنفذ، كاشفاً أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون في ال14 من مايو وسيتخذون كافة الخيارات المتاحة ضد أولئك الذين يعملون على تقويض السلطات الدستورية للرئيس المنتخب والمبادرة الخليجية و قرار مجلس الأمن رقم 2014. وقال سفير الاتحاد الأوروبي إن على أن الذين يقفون ضد العملية الانتقالية أن يفهموا أن اليمن قد تغير و لديهم الآن الفرصة للإقلاع عن الأساليب القديمة وأن ينخرطوا في العملية السياسية البناءة. ينشر بالتزامن مع صحيفة يمن فوكس.. فإلى نص الحوار: - يمن فوكس: برأيك، ما مدى التزام الأطراف اليمنية بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم 2014؟ سيرفونه: رغم التحديات المتعددة التي تواجه تنفيذ المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014، إلا أن هناك تقدماً خلال الستة الأشهر الماضية في الالتزام بالتسوية السياسية، جميع الأحزاب أبلغونا أنهم ملتزمون بشكل كامل بتنفيذ المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014 وهناك تقدم واسع منذ توقيع المبادرة الخليجية في الثالث والعشرين من نوفمبر من العام 2011، ولكنها الأفعال وليست الكلمات ما يؤخذ بعين الاعتبار، إن المجتمع الدولي لديه موقف موحد تجاه اليمن ويظل متعهداً بمراقبة مدى التزام جميع الأطراف بتنفيذ المبادرة الخليجية بحسن نية. - يمن فوكس: ما هي طبيعة دور الاتحاد الأوروبي في لجنة الحوار المشكلة حديثاً؟ هل وضعتم أي خطط لهذه الجهود؟ وما هي احتمالات نجاح هذا الحوار؟
سيرفونه: الاتحاد الأوروبي إلى جانب روسيا يقومون بتنسيق مجموعة عمل دولية بشأن الحوار الوطني والتواصل، والهدف منها هو دعم اللجنة الجديدة المنشأة للتواصل من قبل الرئيس والحكومة (لجنة التواصل مع الشباب) للاشتراك مع جميع الأحزاب لغرض تأسيس لجنة تحضيرية للحوار الوطني الشامل. هناك حاجة ملحة إلى إطلاق عملية الحوار الوطني وإن على جميع الأطراف الانخراط فيها بحسن نية وبروح التوافق. وليس هناك رابحون أو خاسرون في الحوار.
- يمن فوكس: ما هي الجهات التي يستهدفها الحوار الحالي، وما هي أهدافه؟ وفي حالة غياب أحد الأطراف، ما ذا سيكون رد المجتمع الدولي؟
سيرفونه: إن الأحزاب السياسية الرئيسية، فضلاً عن الجماعات الخارجة عن المبادرة الخليجية كالشباب والحراك الجنوبي والحوثيين يجب عليها الانخراط في عملية شاملة دون شروط مسبقة. إنها فرصة لإيجاد تسوية سياسية من خلال إجماع وطني وأي جماعة لا تستغل هذه الفرصة التاريخية لإيصال صوتها إلى الآخرين، فإنها بذلك ستكون قد ارتكبت خطأ استراتيجياً وسيبذل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي ما بوسعهما لتشجيع كل الجماعات للانخراط في الحوار الوطني وضمان مصداقيته.
- يمن فوكس: بخروج الشباب إلى الشوارع، كانوا هم المحرك الرئيسي للثورة اليمنية التي قادت إلى التغيير. ما هو الضامن لتحقيق بقية أهداف الثورة إذا تركوا ساحات الحرية والتغيير؟
سيرفونه: اليمن تمضي قدماً باتجاه التسوية السياسية والتي ستلبي تطلعات الشباب من أجل التغيير والانتقال نحو دولة مدنية، ولكن هذا لن يتحقق في ليلة وضحاها، نحن الآن نتبع نهج تدريجي وفي هذه المرحلة التركيز مصوب نحو التحضير لمؤتمر فعال وشامل للحوار الوطني. إن إشراك الشباب في العملية السياسية بشكل كامل وجعل صوتهم ومطالبهم مسموعة تعتبر ذات أهمية بالغة. كما أن اللجنة المشكلة حديثاً (لجنة التواصل مع الشباب) سوف تلعب دوراً بارزاً في مشاركتهم وضمان وجود تمثيل للشباب في عملية الحوار الوطني.
- يمن فوكس: وضع الشباب مجموعة من الشروط لتقديمها إلى لجنة التواصل مع الشباب، مطالبين بالاعتراف بالثورة ومحاكمة من شاركوا في قتل المتظاهرين وإقالة أقارب صالح من مناصبهم العسكرية والأمنية.. هل سيتم تنفيذ هذه الشروط؟ * في ال14 من مايو سيكون اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لاتخاذ كافة الخيارات ضد من يعملون على تقويض السلطات الدستورية للرئيس هادي والمبادرة الخليجية و قرار مجلس الأمن رقم 2014 سيرفونه: لقد تم تحقيق العديد من تطلعات ومطالب الشباب في غضون التسوية السياسية القائمة، على الرغم من أن هناك المزيد يراد القيام به، إن ما يحتاجه اليمنيون حالياً هو المضي قدماً والتوافق، وبشأن الشباب وتحقيق أهدافهم: عليهم الانخراط في الحوار لأن سياسات الرفض والتسويف في عملية الحوار الوطني سوف تعزز فقط من قوة أولئك الذين يريدون تقويض العملية السياسية، لا يمكن حل جميع المشاكل في ليلة وضحاها، ويجب على اليمنيين التحرك في الوقت نفسه في كل الاتجاهات؛ فالتوافق الوطني يغلق ملفات الماضي، والحوار الوطني يبني المستقبل، وإصلاح القطاع الأمني إلى جانب دعم النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل للشعب اليمني، كل هذه الأشياء متقاربة وإذا أحرزنا تقدماً في إحداها كان لذلك أثر إيجابي على الأخرى.
- يمن فوكس: هنالك تقارير تتحدث بأن هنالك بعض التحفظات لدى الغرب حول إقالة نجل صالح الأكبر، هل تعتقد أن هنالك رابطاً بين وجود الرئيس السابق وأقربائه وعدم الاستقرار في اليمن؟
إن استقرار اليمن لا يرتبط بأي فرد، ويمكن تحقيقه إذا قامت المؤسسات الجديدة ببناء النظم الوظيفية للدولة وتم تطبيق المبادرة الخليجية بصورة كاملة، وكلما كانت الحكومة مؤثرة وتستجيب لحاجات الشعب اليمني كلما قلت أهمية الأفراد، فيما يتعلق بالأمن والاستقرار، لقد بدأت الحكومة الآن بالتعامل مع التحديات الأمنية الرئيسية وسيتم التقدم في هذا المجال مع الإصلاحات في قطاع الأمن ويتمتع الرئيس هادي واللجنة العسكرية والأمنية بالدعم الكامل من المجتمع الدولي والشعب اليمني.
- يمن فوكس: لقد تم اقتحام القواعد الجوية من قبل القائد السابق محمد صالح الأحمر، ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها ضده على المستوى الدولي والمحلي؟
* حركات الربيع العربي بمثابة عمليات تحول نابعة من الداخل وباعثة على إصلاحات هامة في الجانب الديمقراطي وفي مجال الحكم سيرفونه: الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي يدعمون بصورة واضحة القرارات الجمهورية للرئيس هادي، إن القرارات الجمهورية لا يمكن منازعتها في أي مكان في العالم ويجب تطبيقها، إن التهديد باستخدام القوة ضد مطار دولي يعتبر خرقاً خطيراً للقانون الدولي ويشكل خطراً على الأمن العالمي، وسيجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في الرابع عشر من مايو ويستعرضون كل الخيارات المتاحة ضد هؤلاء الذين يعملون على تقويض السلطات الدستورية لرئيس منتخب والمبادرة الخليجية و قرار مجلس الأمن رقم 2014، إن الذين يقفون ضد العملية الانتقالية عليهم أن يفهموا بأن اليمن قد تغير ولديهم الآن الفرصة للتوقف عن الأساليب القديمة وأن ينخرطوا في العملية السياسية البناءة.
- يمن فوكس: يشعر اليمنيون أن التركيز يتم فقط على العملية السياسية وأن هنالك تجاهلاً للوضع الاقتصادي.. ما هو دور الاتحاد الأوروبي في توفير الحلول الإستراتيجية بعيداً عن القروض لحل المشاكل الاقتصادية؟ * من يقفون ضد العملية الانتقالية عليهم أن يفهموا أن اليمن قد تغير وأن لديهم فرصة للانخراط في العملية السياسية البناءة سيرفونه: كما ذكرت سابقاً، فإن كل المسارات ترتبط مع بعضها، إن اليمن في حاجة إلى الاستقرار الأمني والسياسي كي يصبح قادراً على جذب الاستثمارات وتوفير عنصر الاستدامة لاقتصاده، وفي نفس الوقت، فإن النمو الاقتصادي مهم للمساعدة في استدامة العملية الانتقالية ومطالب الشعب، لقد قام الاتحاد الأوروبي مع البنك الدولي والأمم المتحدة بدعم الحكومة للقيام بتقييم الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، كما أن الاتحاد ملتزم بدعم الخطة الانتقالية للحكومة، وسيوفر اجتماع أصدقاء اليمن في الرياض في الثالث والعشرين من هذا الشهر الفرصة لمناقشة أولويات الحكومة، وعلى شركاء التنمية تقديم التعهدات في مؤتمر المانحين الذي سيلي هذا المؤتمر، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يزيد من مساعداته لليمن في الفترة الانتقالية، ويتعين على الدعم الخارجي أن يكون مكملاً للجهود اليمنية من أجل إصلاح الاقتصاد، وعلى وجه الخصوص إصلاح خط أنابيب النفط وتنويع المصادر الاقتصادية خارج نطاق المشتقات الهيدروكربونية. - يمن فوكس: ما هي النتائج التي من الممكن، أو من الواجب، أن يتمخض عنها مؤتمر الرياض؟
من المتوقع أن تكون النتيجة ثلاثية الأبعاد: (1) الدعم للمؤسسات الانتقالية والبدء بعملية التحضير لمؤتمر الحوار الوطني؛ (2) إحراز تقدم في إصلاح القطاع الأمني؛ (3) استجابة سريعة وفورية للتحديات الاقتصادية التي تواجه اليمن.
- يمن فوكس: لقد قلتم مسبقاً في حوار هاتفي مع يمن فوكس بأن الفشل في تنفيذ المبادرة الخليجية جعل الحكومة اليمنية غير قادرة على محاربة القاعدة.. هلاّ أعطيتم مزيداً من التفاصيل بشأن نقاط الفشل؟
إن غياب الحكومة المركزية الفاعلة يسمح للقاعدة باستغلال ضعف الدولة في السيطرة على المزيد من الأراضي، وبالإضافة إلى ذلك، تدعو المبادرة الخليجية إلى تخفيف حدة التوترات في العاصمة وإلى إعادة نشر قوات الجيش لتولي أمر القاعدة، إن الرئيس واللجنة العسكرية ملتزمين بمواجهة القاعدة، بحسب ما بدا واضحاً في خطاب الرئيس يوم 6 مايو، والأهم من ذلك هو أن رفع مستوى تواجد الحكومة في المحافظات البعيدة عن العاصمة وازدياد تجاوب الدولة على المستوى المحلي يُعدان من التدابير الهامة لتقليل نشاط القاعدة ومجابهتها.
- يمن فوكس: في رأيكم، ما هي الأسباب التي تقف وراء الإرهاب بصفة عامة وتزايد نشاط وعمليات القاعدة بصفة خاصة؟ وهل استخدام القوة هي الوسيلة الوحيدة، أو المناسبة، لاجتثاث الإرهاب؟
الإرهاب ظاهرة متعددة الأبعاد، إنها تتغذى على التعصب المذهبي والتهميش والفقر ...الخ، والاتحاد الأوروبي ملتزم بمعالجتها بطريقة شاملة، إن الاتحاد حريص على تعزيز القدرات الخاصة بالمؤسسات التشريعية والمسؤولة عن تنفيذ القانون بهدف وضع سياسات ونظم لمعالجة التطرف، وعلاوة على ذلك، فإننا نحاول أيضاً معالجة "الأسباب الرئيسية" التي لها صلة بالفقر والتهميش وكذلك الحاجة إلى القيام بإصلاحات سياسية واجتماعية في سبيل وضع الأساس لدولة أكثر فاعلية تتجاوب مع طموحات شعبها.. وبالتالي فإن الحرب ضد القاعدة لها جوانب متعددة وتشمل مجالات كثيرة، العسكرية والفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
- يمن فوكس: ألا يعتبر أسلوب الغرب في التعامل مع دول العالم الثالث ومع قضاياهم من الأسباب المساهمة في ظهور التطرف؟
إننا نؤيد عمليات التغيير النابعة من إرادة البلد، إن حركات الربيع العربي بمثابة عمليات تحول نابعة من الداخل وباعثة على إصلاحات هامة في الجانب الديمقراطي وفي مجال الحكم، لقد أصبحنا في الوقت الراهن أكثر قرباً من العالم العربي وأضحى لدينا فهم أفضل عنهم، كما أننا قد تمكنا من خلق قواسم مشتركة ونتشارك بقيم مبنية على أساس الديمقراطية والاحترام والتسامح، وهاهي الأطراف السياسية اليوم في الحكومة وتتقاسم السلطة وتحمل المسؤولية تعتبر من الوسائل الهامة للحد من التطرف وتعزيز النهج العقلاني.
- يمن فوكس: كلمة أخيرة تودون قولها سيادة السفير؟.
إن الشعب اليمني يتمتع بقدرة خيالية على التحمل والصبر، كما أنهم أناس بواسل يستحقون مستقبلاً أفضل، وقد بات من واجب المؤسسات الانتقالية في الوقت الراهن أن تستجيب لطموحاتهم، ومن واجب جميع اليمنيين أن يصطفوا للعمل سوياً من أجل مستقبل مشترك بروح التسامح والحكمة، وسوف نقف إلى جانبهم.