المدينة التي لن تركع (2): مأرب.. من جبهة مقاومة إلى نموذج دولة    وزراء خارجية 5 دول يرفضون خطة إسرائيل احتلال غزة    إيران.. ونجاح صفقة S-500 ودورها في تغيير موازين القوى (2)    ترامب يعلن تاريخ ومكان اجتماعه مع بوتين    تير شتيجن يستعيد شارة القيادة    سلة آسيا.. سوريا تتلقى الخسارة الثانية    مشجع اليابان التاريخي يعشق المعصوب    المدرسة الديمقراطية تكرم الصحفي حسن الوريث    الترب يعزّي في وفاة الشاعر والأديب كريم الحنكي    مهرجان القاهرة السينمائي يطلق «CAIRO'S XR»    هل يحذو محافظو محافظات الجنوب حذو المحافظ لملس في دعم المعلمين؟    العديني:تحويل مسار الخطاب الإعلامي بعيدًا عن مواجهة الانقلاب يصب في مصلحة المليشيا    رسميا: بوتافوغو البرازيلي يضم الحارس المخضرم نيتو    السهام يكتسح النور بخماسية في بطولة بيسان    وديا ... تشيلسي يتخطى ليفركوزن    مأرب تحتضن العرس الجماعي الأول ل 260 عريساً وعروس من أبناء البيضاء    وفاة ستة مواطنين بينهم نائب رئيس جامعة لحج في حادث مروّع بطور الباحة    السعودية ومصر ترفضان احتلال غزة وتطالبان بوقف الإبادة في القطاع    السامعي يوجه رسالة شكر وتقدير وعرفان لكل المتضامنين معه ويؤكد استمراره في أداء واجبه الوطني    مقتل ضابطين برصاص جنود في محافظتي أبين وشبوة    مسؤول إسرائيلي: نعمل على محو الدولة الفلسطينية    مستشفى الثورة… حين يتحوّل صرح العلاج إلى أنقاض    وزير التجارة يكشف أسباب تعافي الريال ويؤكد أن الأسعار في طريقها للاستقرار(حوار)    واشنطن: استقلالية البنك المركزي اليمني ضرورة لإنقاذ الاقتصاد ومنع الانهيار    هبوط العملة.. والأسعار ترتفع بالريال السعودي!!    إعلاميون ونشطاء يحيون أربعينية فقيد الوطن "الحميري" ويستعرضون مأثره    الفاو: أسعار الغذاء العالمية تسجل أعلى مستوى خلال يوليو منذ أكثر منذ عامين    القبض على 5 متورطين في أعمال شغب بزنجبار    الأمم المتحدة تعلن وصول سوء التغذية الحاد بين الأطفال بغزة لأعلى مستوى    الذهب يسجل مستويات قياسية مدعومًا بالرسوم الجمركية الأمريكية    الشهيد علي حسن المعلم    الإدارة الأمريكية تُضاعف مكافأة القبض على الرئيس الفنزويلي وكراكاس تصف القرار ب"المثير للشفقة"    الأرصاد يتوقع أمطار رعدية واضطراب في البحر خلال الساعات المقبلة    اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصائل المرتزقة في عدن    تفشي فيروس خطير في ألمانيا مسجلا 16 إصابة ووفاة ثلاثة    فياريال الإسباني يعلن ضم لاعب الوسط الغاني توماس بارتي    اكتشاف معبد عمره 6 قرون في تركيا بالصدفة    دراسة تحذّر من خطر شاشات الهواتف والتلفاز على صحة القلب والشرايين!    في تريم لم تُخلق النخلة لتموت    إنسانية عوراء    يحق لبن حبريش قطع الطريق على وقود كهرباء الساحل لأشهر ولا يحق لأبناء تريم التعبير عن مطالهم    الراجع قوي: عندما يصبح الارتفاع المفاجئ للريال اليمني رصاصة طائشة    لماذا يخجل أبناء تعز من الإنتساب إلى مدينتهم وقراهم    وتؤكد بأنها على انعقاد دائم وان على التجار رفض تسليم الزيادة    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    إب.. قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه في قضية أمام القضاء    القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية في تصفيات كأس آسيا للناشئين    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دار رعاية الأيتام.. معاناة مستمرة.. من ينقذهم !!
نشر في أخبار اليوم يوم 14 - 05 - 2012

يعيشون هنا كرها، يكابدون حياة لا تليق بهم، أملاً بمستقبل أكثر رأفة ورفقاً.. إن كان لليتم عنوان فعنوانه في عيون أيتام "دار رعاية الأيتام" في شارع تعز.. المسئولون عنهم يبيعون كل شيء يخص أيتام الدار، ويمارسون أقسى وأقبح أنواع الإرهاب والتعذيب النفسي.
في 8-5-2012م بدأ أيتام شارع تعز إضراباً مفتوحاً عن الطعام، رفضاً لكل الممارسات والانتهاكات التي يتعرضون لها، ومطالبين بحقوقهم التي انتهكت وسرقت... صحيفة "أخبار اليوم" كانت هناك وأجرت هذا الاستطلاع مع أبناء الدار.. وعاينت عن قرب حجم مأساتهم..
هموم..
يقول عبد الله الكوكباني (18 عاماً) وهو المنسق العام للجنة الطلابية ويعيش في الدار منذ 12 عاماً :" لقد انتهكت كرامة اليتيم وضاعت أبسط حقوقه وأسيئ إلى سمعته ومع ذلك لم يجد إدارة تدافع عن هذا الدار وأهله، منذ ثلاث سنوات ونحن لم تصرف لنا ملابس، مرت ستة أعياد ونحن نعيد بالزي المدرسي.
وأضاف: أنا متأكد أن أي شخص بسيط في المجتمع ابنه يلبس جديداً مرة واحدة في العام على الأقل، نحن بدون ملابس داخلية، وحتى مصروف الجيب وهو " عشرة ريالات" في اليوم لم نستلمها منذ ثلاث سنوات على الرغم من أنها لا تغطي قيمة كوب شاي.
وبالنسبة للقرطاسية فقد منعت عنا وهي في الأصل لا تفي بالغرض، ولكنها تمشي جزءاً من الحال وهي عبارة عن "6 دفاتر وقلم ومسطرة" قلم لعام دراسي كامل، وبدون حقائب مدرسية، وكنا نطالب بالتحسين ولكنهم منعوها عنا بالكلية، الخمسة الدفاتر والقلم لعام كامل اطرح سؤالاً للمسئولين القلم كم يستمر مع ابنك في المدرسة؟؟ وأنتم تصرفونه لنا لعام كامل؟.
وأوضح أن الدار لا توفر لنا الصابون لغسل ما نسميه ملابس، لذا يضطر كثير من أيتام الدار إلى الخروج من الدار مع صلاة الفجر والذهاب إلى مزارع القات لكي "يبزغون" أي يقطفون القات، وهنا لم يستطع عبدالله الاحتمال لتسيل دموعه بحزن شديد..
يتولى عزيز الضبيبي رئيس اللجنة الطلابية للأيتام في جامعة صنعاء، وهو أحد أبناء الدار الذين تخرجوا منها وشرب كأس اليتم فيها – مهمة الحديث: الباصات الخاصة بالدار يستفيد منها غيرنا، فقد كان لدينا باص كبير ولكنهم باعوه وكان لدينا وايت ماء ولكنهم باعوه أيضا، المخازن كانت مملوءة ولكنها أفرغت لا نعرف لمن؟ أو بالأحرى نعرف إنها صرفت محتوياتها لأبناء المسئولين في المؤتمر وللبلاطجة؟، الباصات كانت تأتي لتأخذ الأيتام لكي يعسكرونهم أو يرسلوهم إلى ميدان السبعين أو التحرير.
يتابع عزيز: السبب الذي أثار الطلاب هو الجوع.. وعدم توفر حتى الملابس الداخلية، انعدام النظافة وانتشار القمل والكتن، والله إن الغنم والحيوانات تعيش أفضل من حياة الأيتام هنا، أصبحت دار الأيتام ملجأ لتخريب النفس والشخصية، نخرج من الدار ممتلئين بالهموم والأحزان، محملين بعقد ضد هذا الوطن لا بناه له؟؟!
أين هم؟؟
يقول عبد الله وهو يكفكف دموعه: كان عدد الأيتام في الدار " 1800يتيم" لم يتبق منهم سوى "307" يتيم أين البقية أين ذهبوا ومن المسئول؟؟
* أكثر من 300 يتيم دون تحت السن القانوني مجندون وما يزالون في الصف السادس والسابع.
كثير من الأخوة التحقوا بالقاعدة والحوثيين، ومنهم هربوا إلى السعودية وليس السؤال منهم ولكن لماذا؟
من الذي فصل الطلاب وأين ذهبوا.. في إحدى المرات اتصل أحد أيتام الدار من الكويت ليسأل عن إحدى فاعلات الخير اللواتي كن يأتين إلى الدار ويعطفن علينا.
لدينا من أيتام الدار من التحقوا بالحرس الجمهوري وهم تحت السن القانوني، لماذا تفتح أبواب الحرس الجمهوري للأيتام ليلتحقوا بها ورفضوا أن يلتحق بها شباب من المجتمع خارج الدار؟
أكثر من 300 يتيم تحت السن القانوني مجندون وما يزالون في الصف السادس والسابع، بل إنهم يختارون الطلاب المتميزين لإلحاقهم بالتجنيد, اثنان من أطفال الدار قتلا في أحد ألوية الحرس الجمهوري؛ لأنهم أعطوا أسلحة وعبثوا بها فقتل أحدهم الآخر من السبب ولماذا؟
وكثير منهم خرجوا للشوارع كثير من الأيتام أصيبوا بحالات نفسية وصاروا مجانين في الشوارع بسبب سوء المعاملة والعنف الذي يتعرضون له، كلهم يعملون في الجولات أو تقطيف القات، الذي يدرس الآن هنا هم أبناء المسئولين، أتوا بهم إلى هنا لكي يشعرونا باليتم الحقيقي.. يعاود عبد الله البكاء فأبكى من حوله، إنها دموع يتيم علينا أن لا ننسى هذا ونحن نقرأ هذه الأسطر.
خطط..
عزيز: نحن هنا نقف مع إخواننا الأيتام وقد بدأنا نلاحظ في جامعة صنعاء أنهم بدأوا يخففوا من تعاملهم مع الأيتام على أساس أنه لا يوجد مخرجات من دار الأيتام، أكثر من 1500 طالب فصلوا من الدار..
وزارة التربية والتعليم كانت تخطط لأخذ دار الايتام ونقل الايتام الى مكان آخر، الأرض التي توجد بها الدار تعتبر مغرية فيها خمسة ملاعب كرة قدم، حاولنا التواصل وكل من يحاول أن يتحدث يتعرض لعقاب شديد وفصل، نشرنا مناشدة من قبل في صحيفة "أخبار اليوم" وأرسلنا مناشدة إلى منظمة اليونيسف، وأمانة العاصمة تدير مشروعاً لتحويل دار الأيتام إلى منتجع سياحي، وينقل الأيتام إلى الأرض أحيلت إلى مؤسسة الرحمة في قاع القيضي، وبدأوا بفصل الأيتام من الدار وطردوهم، وحين تمشي في الشوارع والجولات تفاجأ بأحد إخواننا من الدار يأتي ليسلم علينا وحين نسألهم ماذا يعمل يرد إما ينظف السيارات أو يتسول أو يبيع المناديل الورقية.
ظننته ظنا..!
يقول عبد السلام: هناك صورة سيئة نقلها عنا بعض من المحسوبين على الدار ومن خريجيها، حيث صاروا يتهمون الأيتام بأنهم لقطاء وفاشلون وأمور أخرى يندى لها الجبين..
عبد الله: الشامي جاء إلى هنا وهدم الدار حتى صارت لا تصلح إلا مأوى للحيوانات أو مقلباً للقمامة، قطعوا الأشجار وباعوها بثمن بخس 120 ألف ريال 90 ألف وردت للجنة التي كلفت ببيعها و30 ألف باسم الطلاب ولكنها سلمت في الحقيقة للمشرف الليلي إلى جانب معاشه ولا أحد يسمع شكوانا لكثرتها..
الشامي شوه سمعة الدار وسمعت الأيتام لكي يبعد الأنظار عن فساده, أتذكر أني كنت في الحديدة فوجدتهم يقولون إننا الأيتام في الدار نمارس أشياء قبيحة وأننا نسرق، تخيلوا لو سرقت بطارية في شارع مازدا أو الحصبة يأتوا للبحث عنها في الدار.
إدارة سبعة نجوم..
المدير يأتي إلى هنا نصف ساعة بالكثير وأغلب الأيام لا يزور الدار ولا يعرف عنها شيئاً، ويقضي وقته عند عبد الرحمن القاضي وعبد الرحمن الاكوع،هذا المدير باع معهد 7 يوليو الخاص بالأيتام وحوله إلى مصلحه خاصة، أما المعهد التقني الصناعي لقد حولوه إلى مؤسسه خاصة وهي ما تسمى مؤسسة "صناع الحياة" كانوا يرغبون في تحويل الدار إلى مقر مؤسسة الصالح؛ لأن كل مباني مؤسسة الصالح إيجار وأقل مبنى يصل إيجاره إلى 700 ألف ولذا أغلقت كثيراً من دور الصالح بسبب أن عملهم ليس لوجه الله ونحن استقبلنا إخواننا الأيتام هنا, أما مؤسسة الصالح لم تدخل إلى هنا ولم نسمح لهم.
عزيز.. مبنى 14 أكتوبر أثث من قبل مؤسسة ألمانية، وهي مؤسسه أجرت دراسات وأثبتت أن أحد أسباب تفريغ الإرهاب هي العقد النفسية حين يشعر الإنسان أنه ليس لديه حقوق، بالنسبة لنا فنحن نشعر أننا سننفجر في أي لحظة، ولكنه تحول إلى ورشة.
بالنسبة للأستاذ الوادعي كان مهملاً في جانب الضبط الإداري، ولكنه كان حجر عثرة أمام من يريد تخريب الدار لذا طردوه، واحضروا الشامي لتنفيذ خططهم.
أكل مال اليتيم..
بني لأيتام الدار المعهد الصناعي وكان هناك تعاون بين شركة هائل سعيد أنعم التي دفعت " 350 مليون" ووزارة المالية التي دفعت " 350مليون "على أساس تفعيل دور المناشط والمهارات مثل الحدادة والنجارة والبناء وغيرها المهارات، وكانت الخطة هي ضرورة تعليم المهن؛ حتى يستطيع اليتيم بعد خروجه من الثانوية والتحاقه بالجامعة أن يجد حرفة تساعده على العيش ومواصلة دراسته الجامعية، كانت هذه أفكار الوادعي ولكنهم حاربوه لأنه بدأ يوسع في أملاك الدار فكان صخرة أمام حميد زياد الذي امتلك أبنه سيارة (بي أم دبليو) وهو يدير مؤسسة اليتيم، بينما الأيتام هم في الدار لا يجدون اللقمة ويتخرجون من الثانوية ليس لديهم مهنه تؤكلهم عيش, الكمبيوترات الخاصة بالأيتام تعطلت ووزعت بين الموظفين والمفترض أن يخرج اليتيم من الدار يستطيع استخدام الكمبيوتر والتصميم على أقل تقدير؛ لأن لديه وقت من بعد الظهر إلى المغرب وهذا الوقت يفترض أن يكون له دور مناشطي يدر عليهم دخلاً بعد التخرج من الثانوية.
عبد الله.. من أصل 150 جهاز كمبيوتر لم يتبقى سوى 40 جهازاً فقد وزعت للمشرفين على الرغم أنها خاصة بأيتام الدار، بالنسبة للتلفزيونات لا نعرف أين ذهبت ولم يتبق سوى تلفزيون واحد " 21 بوصة" ل " 307" طالب وكان في الخطة تلفزيون لكل 120 طالب.
الأب البديل أو العدو البديل أخذ التلفزيونات والمكانس الكهربائية التي لم يمر عليها أكثر من شهر ولكنها اختفت فجأة!.
الحياة في الدار..
باب الدار صار مفتوحاً لمن هب ودب، الأيتام نجدهم في الشوارع..!!؟ البطانيات تمر عليها السنوات لا تعرف الماء والصابون والوسائد أيضاً في مستوى الورقة.
قبل رمضان عقد أسبوع مناشطي وأخرجت لمن جاء إلى الدار البطانيات والفرش والوسائد الجديدة الموجودة في المخازن، والتي نطالب بإخراجها لنا منذ سنوات ولكنهم كانوا يرفضون ولم يعطوها لنا إلا بعد ما استخدموها وصارت مهترئة !؟
حتى الصابون يأتي فاعل خير ويعطينا صابونات ولكنهم يوزعون لكل طالب صابونة ولا تعرف اين تذهب الباقي.
المشرفون هنا يمنعون الطلاب من الدخول إلى صالة الطعام، ويحرمونهم من الأكل بحجج واهية على الرغم أن الأب يفترض به أن يسأل ابنه لماذا تأخرت و ما هي مشاكلك ويقوم بحلها.
يضربوننا بطريقه وحشيه وفي إحدى المرات كسرت أيدينا،في حين تعرض ابن أحد المدرسين للضرب فقام الدنيا ولم يقعدها، بعض المدرسين يأتوا بأبنائهم للدراسة هنا في الدار، وتأتي فاعلة خير توزع وجبات ساندويتشات في الراحة، ولكن ما يحدث أن يستلمها أبناء المدرسين وأبناء المسئولين الموجودين في الدار، وكثير من إخواننا لا يحصلون على هذه الوجبة وهو يكون في الأصل بلا وجبة إفطار وعليه أن يصبر إلى الغداء، ربما يأتي وقت الغداء ويعاقبه المشرف ويحرمه من الغداء، بالنسبة لوجبة الإفطار هي عبارة عن الخس تفوح منه رائحة الخميرة وطعمها يخبز خصيصاً للأيتام.
عزيز.. نحتاج إلى تقرير تلفزيوني مصور أو فلم وثائقي، أنا حين أقول إن الطالب يغسل ملابسه بالماء فقط ولا يجد الصابون؛ لأني لا أتذكر أني قد غسلت ملابسي منذ 5 سنوات بالصابون على الرغم إننا نملك في الدار مغسله بخاريه تبرع بها فاعل خير للأيتام ولكنها مغلقه.
التعليم في الدار..
التعليم هنا دوره لا يؤدى على أكمل وجه ربما 50% من مهمته ويبقى لدينا القسم الداخلي وما نسميه الأب البديل الذي تخلى عن مسؤولياته تماماً فلا هو الذي يتابع الطلاب في المدرسة ولا في القسم ولا يتابع حقوق الطلاب وأمور النظافة الخاصة بالأطفال..
هنا الأيتام حتى الذين في المستوى الثانوي لا يعرفون أبسط المفردات فلو سألت أحدهم ما هي هوايتك؟ يسألك ماذا تقصد بهوايتك؟؟!! قمنا بعمل استمارات وسألنا الطلاب من هو ولي أمرك؟ قال ماذا تعني بولي أمرك؟ إلى هذا الحد يصل الأمر..
عزيز.. أي أستاذ يرغب في التدريس في مدرسة خاصة يتحول هنا إلى مشرف فقد كان لدينا كثير من الأساتذة الكفاءات في مواد التخصص ولكنهم تحولوا إلى الإشراف،على الرغم أن المشرف يجب أن يكون متخصصاً وضليعاً في علم النفس وهنا بالذات يتعامل مع شريحة مهمة وحساسة، ولابد أن يعرف بنفسية اليتيم ومشاكله، ولكن ما يحدث أن الكفاءة تتحول إلى الإشراف وتأتي ساعة أو ساعتين في الليل، و في النهار تعطي جهدها لطلاب المدارس الخاصة أما نحن فلا نستحق.
حكاية المشرف..
في يوم من الأيام أتى وزير التربية السابق عبد السلام الجوفي إلى هنا وأكل من أكلنا وقال للمشرف ( هذا أكل لا يأكل منه الحمير أين المشرفون ما الذي تعملونه هنا..؟) فرد عليه المشرف إن المشرفين يأتون هنا بدوام ساعتين لمتابعة الطلاب المدارس ثم من بعد صلاة العصر يأتون ساعة لمتابعة الطلاب في المناشط ثم يأتوا في المساء 4 ساعات ولكن هذا الكلام لا يطبق فعلياً، المشرف يأتي هنا بعد صلاة العشاء ساعة أو ساعتين فقط، الأصل أن المشرف المتخصص في علم النفس يأتي إلى هنا والمدرس المتخصص في المواد يكون في الفصل أثناء الدوام، ولكنه يتحول للإشراف.
عبد الله.. المشرف الاجتماعي هنا ليس له عمل وعليكم أن تسألوا هل حدث وإن قام بدراسة اجتماعية خاصة بطلاب الدار؟ كل ما يقوم به إذا جلس مع طالب أن يهينه ويخرج إسراره للجميع، حدثت مشكلة بين بعض الزملاء فتلفظ المشرف بألفاظ بذيئة ونابية وأهان كرامة الطالب, أحد المدرسين عندما يتحدث إلينا يستخدم ألفاظ ( يا ناقه..يا حمار.. يا حيوان.. يا طرطور.. يا ابن الكلب) لدرجة أننا نسينا أسماءنا لكثرة استخدامهم لهذه الألفاظ، نحتاج هنا إلى قدوه لنخرج يوماً إلى المجتمع ونستطيع أن ننفعه ولكننا نخرج أعداء لهذا الوطن, نحن نضرب بطريقة مخيفة.
الفجر والأيتام..
عبد الله.. بعد صلاة الفجر نقفز من فوق السور ونذهب إلى الجولات ننتظر أن يأتي أحد ويأخذنا لنقطف القات وحين نعود يستقبلنا الموظفون في البوابة ويقولون لنا "اقسم القات"!!.
عزيز كان الأستاذ الوادعي يردد دائماً (إذا أردت أن يصبح ابني قائداً لا أعلمه أن يمد يده إلى الآخرين ولا يمكن أن يكون ابني قائداً وهو مكبوت نفسياً ولا يمكن أن يكون ابني قائداً وهو يرى الآخرين أفضل منه) لابد أن يتم الربط بين الطفولة وما بعدها وبين أن تدرس في الدار وبعد أن تتخرج من الثانوية، نحن هنا نرتبط ببعضنا البعض حتى الذين تخرجوا من الدار مجرد أن يعلموا أن إخوتهم يعانون من شيء يأتون إلى هنا بسرعة.
الإمام والملك..
هذه الدار مكرمة من الملك/ فهد بن عبدالعزيز بنيت عام 1979 م وهي أقدم دار أيتام في الشرق الأوسط، كانت موجودة أمام المعسكر الموجود حالياً في باب اليمن، بناها الإمام/ يحيى حميد الدين في عام 1922م.
الأيتام والمياه.
عبد الله.. أعطينا قطعة أرض خاصة بالدار لمؤسسة المياه والصرف الصحي على أساس يتم حفر بئر تستفيد منه المنطقة ونستفيد نحن منها في المقام الأول ومع ذلك وبعد حفر البئر تم عمل صفايات للحي المجاور للدار والذي يسكنه مسؤولون، ونحن لا نزال نشرب الماء كدراً لأننا لا نستحق قيمة صفاية، لذا نحن هنا كلنا مصابون بالكلى.
إخلاء الدار..
عزيز.. قضية تناقص أعداد الطلاب مركبة ليس فقط فصل 1500 طالب ولكن أيضاً حرمان عدد مماثل كل عام يتخرج 200 يتيم ويدخل عدد مماثل ولكن ما يحدث الآن فصل وحرمان من الالتحاق.
عبد الله.. كم عدد الأيتام بسبب الثورة الشبابية؟ لذا يفترض أن تفتح الإدارة الآن الباب لدخول هؤلاء الأيتام بدلاً من أبناء المسؤولين الذين أتوا بهم إلى الدار بحجة إدماجنا في المجتمع.
أبناء المسئولين..
ولكن ما حدث أن أبناء المسئولين والضباط جاؤا يستعرضون سلطة آبائهم علينا، أتذكر قبل حوالي 3 أشهر كان قائد الكشافة هو أحد الأيتام يقف إلى جوار البوابة ينفذ أوامر مدير الدار بمنع خروج أحد وجاءه ابن أحد الضباط يريد الخروج وحين منعه، اشتبك مع اليتيم و ما كان من إدارة الدار إلا أن نفذت طقمين مكافحة الإرهاب إلى أيتام الدار، دخول أبناء الضباط والمسئولين إلى هنا يشعرنا باليتم الحقيقي.
هيكلة الدار..
عبد السلام.. يقول إن كثيراً من الأيتام تجندوا تجنيداً كاملاً في الأمن المركزي والفرقة والحرس الجمهوري وتم استغلالهم في أغراض سياسيه وكثير من الأيتام صار سكنهم جولة حدة، حيث يعملون في تنظيف السيارات وأشياء أخرى محظورة، التقصير في المقام الأول هو من الدولة؛ لأنهم أدخلوا اليتيم في صراعات حزبيه وأخرجوه إلى الاعتصامات في السبعين والستين، ومطالبنا الآن هي حقوقيه في الدرجة الأولى، نحن نريد هيكلة الدار لابد من تغيير الكادر التعليمي، لأنه صار تألفاً ومفترض أن يكون خريجو الدار هم من يمسك الدار فمن شعر بمعاناة هؤلاء وشرب من نفس كأسهم يستطيع أن يحل مشاكلهم، وتبقى المعاناة العظيمة تصنع الرجال العظام، ومعاناة الأيتام هنا تأتي بسبب الإدارة والمعلمين الذين استغلوا الأيتام كورقة ضغط على أشخاص آخرين ثم رموا بهم تماماً ككرت الشحن.
التغذية هنا والله لا تأكلها الكلاب والسكن لا يسكن فيه الكلاب، يجب أن يحصل هؤلاء الأيتام على حقوقهم البسيطة.
معاناة الطفولة..
معاذ سفيان 6 سنوات في الدار تحدث فقال.. أنا مضرب عن الطعام حتى نعطى جميع حقوقنا، منذ 4سنوات لم تحقق لنا أي مطالب مثل التغذية والملابس ومصروف الجيب والقرطاسية، وحقوق إخواننا الصغار الذين يفتقدون الحنان من المشرفين لا أحد يهتم باليتيم هنا نتعرض للعنف من قبل الأساتذة وحين تحصل مشاكل بين الإخوة و يذهبون إلى الإدارة لا يقومون بحل المشكلة بل يساقون إلى أقسام الشرطة كأنهم مجرمون على الرغم أن المشكلة تحل بكلمتين نتعرض للضرب باليد وبالعصي وبالكلام البذيء والإهانة.
ولا يتجاوز عمر أكرم 10 سنوات فقد دخل الدار منذ 5 سنوات، يدرس الآن في الصف الخامس.. يتحدث ببراءة طفولية ويقول أتيت من مستشفى الثورة، الآن أعاني من كسر في يدي، لم يعطوني العلاج بل رشته، وسيصرف لي العلاج من الصحة "كرها" مضرب عن الطعام لأنهم لم يصرفوا لنا ملابس لم يعطونا مصروف الجيب وهو "10 ريال "يومياً وكذلك القرطاسية، بالنسبة للأب البديل أو المشرف (خبيث) يضربني ويلطمني ويسبني بكلام أسود يعني سب " شوعة".؟؟!!
عبد الرحمن 13 سنه 4 سنوات في الدار جاء من عمران يقول لو كنت مديراً للدار سأعطي الأيتام ملابس نظيفة وأعطيهم أكلاً جيد وعلاجات واحضر مدرسين جيدين من التربية واطرد كل المدرسين الموجودين هنا، يواصل حديثه قائلا..بعض الأحيان يسبنا المشرف وأحيانا يضربنا وحين يأتي لكي يوقظنا لصلاة الفجر يقول لنا ( قومين يا بنات الق...، يا بنات الكلب ويقول كلام أسود ما أقدر أقوله لك يا أستاذة )..
رأي الإدارة..
أخيرا تحدث إلينا أ- سمير العبسي المكلف حديثا في الدار وقال أنا أرسل مناشدة للجهات المسئولة ولدولة رئيس الوزراء باسندوة هذا الرجل الذي يحمل جانباً إنسانياً مشرقاً، فمشاكل دار الأيتام كثيرة ولا يمكن حصرها, ولكن الدار بحاجة إلى عملية إنقاذ حقيقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.