من يسمع ليس كمن يرى مميز    معاداة للإنسانية !    آرسنال يُسقط بورنموث ويعزز صدارته للدوري الإنجليزي    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    العاصمة عدن تشهد فعالية الذكرى ال7 لاعلان مايو التاريخي    الحرب القادمة في اليمن    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    4 مايو نقطة تحول في مسار القضية الجنوبية!    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    تحديث جديد لأسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    الكشف بالصور عن تحركات عسكرية خطيرة للحوثيين على الحدود مع السعودية    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دار رعاية الأيتام..غياب الجهات المعنية وحضور الفساد
نشر في الجمهورية يوم 14 - 05 - 2012

يعيشون هنا كرهاً حياة لا تليق بالحيوانات، ولكنهم يكابدونها، أملاً بمستقبل أكثر رأفة ورفقاً بهم، إن قلنا أن لليتم عنواناً فعنوانه في عيون أيتام شارع تعز، المسئولون عنهم هنا يبيعون كل شيء يخص الأيتام، ويمارسون أقسى وأقبح أنواع الإرهاب والتعذيب النفسي.
كلنا يؤمن أن هناك مسئولين في هذا الوطن لا يتوانون عن سرقة هذا الشعب ولكن أن يصل بهم الفساد والخيانة إلى سرقة وأكل مال اليتيم، فهذا المخيف حقاً.. في تاريخ 8 - 5 - 2012م بدأ أيتام شارع تعز إضراباً مفتوحاً عن الطعام، رفضاً لكل الممارسات والانتهاكات التي يتعرضون لها، ومطالبين بحقوقهم التي انتهكت والتي سرقت.. صحيفة «الجمهورية» كانت هناك وأجرت هذا الاستطلاع مع أبناء الدار.. وعاينت عن قرب حجم مأساتهم..هموم..
تناوب في الحديث عبدالله الكوكباني المنسق العام للجنة الطلابية يعيش هنا منذ 12عاماً، عمره لا يتجاوز الثامنة عشرة يتحدث بطلاقة قلما نجدها حتى في المثقفين والإعلاميين، وأخوه في اليتم عزيز الضبيبي رئيس اللجنة الطلابية للأيتام في جامعة صنعاء، أحد أبناء الدار والذين تخرجوا منها وشربوا كأس اليتم مرتين وعشر ومائة..
يقول عبدالله: لقد انتهكت كرامة اليتيم وضاعت ابسط حقوقه وأسيء إلى سمعته ومع ذلك لم يجد إدارة تدافع عن هذا الدار وأهله، منذ ثلاث سنوات ونحن لم تصرف لنا ملابس، ستة أعياد ونحن نعيّد بالزي المدرسي، وأنا متأكد أن أي شخص بسيط في المجتمع ابنه يلبس جديد مرة واحدة في العام على الأقل، نحن بدون ملابس داخلية، حتى مصروف الجيب وهو “عشرة ريالات” في اليوم لم نستلمها منذ ثلاث سنوات على الرغم من أنها لا تغطي قيمة كاس شاي، بالنسبة للقرطاسية منعت عنا وهي في الأصل لا توفي الغرض، ولكنها تمشي جزءاً من الحال وهي عبارة عن “6 دفاتر وقلم ومسطرة” وقلم لعام دراسي كامل، بالنسبة للحقائب المدرسية لا يوجد، كنا نطالب بالتحسين ولكنهم منعوها عنا بالكلية، الخمسة الدفاتر والقلم لعام كامل اطرح سؤالاً للمسئولين القلم كم يستمر مع ابنك في المدرسة؟ وانتم تصرفوه لنا لعام كامل..!
الدار لا توفر لنا الصابون لغسل ما نسميه ملابس، لذا يضطر كثير من أيتام الدار إلى الخروج من الدار مع صلاة الفجر والذهاب إلى مزارع القات لكي “يبزغون“ أي يقطفون القات.. يصل عبدالله إلى هنا وتغلبه العبرة يبكي بكاء مرا كطفل فقد والديه الآن، هذه الدموع والله إنها أعز عليّ من هذا العالم بما فيه، إنها دموع يتيم لا يصارع فقط قسوة الحياة ولكن قسوة الكافلين له..
الباصات الخاصة بالدار يستفيد منها غيرنا كان لدينا باص كبير ولكنهم باعوه وكان لدينا وايت ماء ولكنهم باعوه أيضا، المخازن كانت مملوءة ولكنها أفرغت لا نعرف لمن أو بالأحرى نعرف أنها صرفت محتوياتها لأبناء المسئولين، الباصات كانت تأتي لتأخذ الأيتام لكي يعسكروهم أو يرسلوهم إلى ميدان السبعين أو التحرير.
عزيز: السبب الذي أثار الطلاب هو الجوع .. عدم توفر حتى الملابس الداخلية ، انعدام النظافة وانتشار القمل والكتن، والله إن الغنم والحيوانات تعيش أفضل من حياة الأيتام هنا، أصبحت دار الأيتام ملجأ لتخريب النفس والشخصية، نخرج من الدار ممتلئين بالهموم والأحزان محملين بعقد ضد هذا الوطن.
أين هم؟
يتابع عبدالله وهو يكفكف دموعه الغالية كان عدد الأيتام في الدار “1800 يتيم” لم يتبق منهم سوى “307” أيتام أين البقة أين ذهبوا ومن المسئول؟؟
كثير من الإخوة التحقوا بالقاعدة والحوثيين، ومنهم هربوا الى السعودية وليس السؤال من هم ولكن لماذا؟
من الذي فصل الطلاب وأين ذهبوا في إحدى المرات اتصل أحد أيتام الدار من الكويت ليسأل عن إحدى فاعلات الخير اللواتي كنّ يأتين الى الدار ويعطفن علينا..
لدينا من أيتام الدار من التحقوا بالحرس الجمهوري وهم تحت السن القانونية، لماذا تفتح أبواب الحرس للأيتام ليلتحقوا بها ورفضوا ان يلتحق بها شباب من المجتمع خارج الدار؟
أكثر من 300 يتيم تحت السن القانونية مجندين ولايزالون في الصف السادس والسابع، بل انهم يختارون الطلاب المتميزين لإلحاقهم بالتجنيد, اثنان من اطفال الدار قتلوا؛ لانهما اعطوا اسلحة وعبثوا بها فقتل احدهم الآخر من السبب ولماذا؟
لقد خرج للشوارع كثير من الأيتام واصيبوا بحالات نفسية وصاروا مجانين في الشوارع بسبب سوء المعامله والعنف الذي يتعرضون له، كلهم يعملون في الجولات أو تقطيف القات، الذي يدرس الآن هنا هم ابناء المسئولين ، أتوا بهم إلى هنا لكي يشعرونا باليتم الحقيقي.
يعاود عبدالله البكاء فأبكى من حوله، إنها دموع يتيم علينا أن لا ننسى هذا ونحن نقرأ هذه الأسطر.
خطط..
عزيز.. نحن هن لنقف مع إخواننا الأيتام وقد بدأنا نلاحظ في جامعة صنعاء أنهم بدأوا يخففوا من تعاملهم مع الأيتام على الأساس انه لا يوجد مخرجات من دار الأيتام، أكثر من 1500 طالب فصلوا من الدار..
وزارة التربية والتعليم كانت تخطط لأخذ دار الأيتام ونقل الأيتام إلى مكان آخر، الأرض التي توجد بها الدار تعتبر مغرية فيها خمسة ملاعب كرة قدم، حاولنا التواصل وكل من يحاول أن يتحدث يتعرض لعقاب شديد وفصل نشرنا مناشدة من قبل في صحف محلية وأرسلنا مناشدة إلى منظمة اليونيسف، وأمانة العاصمة تدير مشروعاً لتحويل دار الأيتام إلى منتجع سياحي، وينقل الأيتام إلى الأرض أحيلت إلى مؤسسة الرحمة في قاع القيضي، وبدأوا بفصل الأيتام من الدار ويطردوهم، وحين تمشي في الشوارع والجولات تفاجأ بأحد إخواننا من الدار يأتي ليسلم علينا وحين نسألهم ماذا يعمل يرد إما ينظف السيارات أو يتسول أو يبيع المناديل الورقية.
ظننته ظنا..!
عزيز: كنا نعتقد ان عبدالرحمن الأكوع هو أبو الأيتام ولكنه هو أول من يتعمد إذلالهم وأذيتهم.!؟
عبد السلام: هناك صورة سيئة نقلها عنا بعض من المحسوبين على الدار ومن خريجيها، حيث صاروا يتهمون الأيتام بأنهم لقطاء وفاشلون وأمور أخرى يندى لها الجبين..
عبدالله: الشامي جاء الى هنا وهدم الدار حتى صارت لا تصلح إلا مأوى للحيوانات او مقلب للقمامة، قطعوا الأشجار وباعوها بثمن بخس 120 ألف ريال 90 ألفاً وردت للجنة التي كلفت ببيعها و30 ألفاً باسم الطلاب ولكنها سلمت في الحقيقة للمشرف الليلي الى جانب معاشه ولا احد يسمع شكوانا لكثرتها..
الشامي شوّه سمعة الدار وسمعة الأيتام لكي يبعد الأنظار عن فساده , أتذكر اني كنت في الحديدة فوجدتهم يقولون إننا الأيتام في الدار نمارس أشياء قبيحة وأننا نسرق، تخيلوا لو سرقت بطارية في شارع مازدا أو الحصبة يأتوا للبحث عنها في الدار.
إدارة سبعة نجوم..
المدير يأتي إلى هنا نصف ساعة بالكثير واغلب الأيام لا يزور الدار ولا يعرف عنها شيئاً، ويقضي وقته عند عبدالرحمن القاضي وعبدالرحمن الاكوع ,هذا المدير باع معهد 7 يوليو الخاص بالأيتام وحوله إلى مصلحة خاصة، أما المعهد التقني الصناعي لقد حولوه إلى مؤسسة خاصة كان يرغبون في تحويل الدار إلى مقر مؤسسة الصالح؛ لأن كل مباني مؤسسة الصالح إيجار واقل مبنى يصل إيجاره إلى 700 ألف ولذا أغلقت كثير من دور الصالح بسبب أن عملهم ليس لوجه الله ونحن استقبلنا إخواننا الأيتام هنا, ما مؤسسة الصالح لن تدخل إلى هنا ولن نسمح لهم.
عزيز: مبنى 14 أكتوبر أثث من قبل مؤسسة ألمانية، وهي مؤسسه أجرت دراسات وأثبتت أن احد أسباب تفريغ الإرهاب هي العقد النفسية حين يشعر الإنسان انه ليس لديه حقوق، بالنسبة لنا فنحن نشعر اننا سننفجر في اي لحظة، ولكنه تحول الى ورشة.
بالنسبة للأستاذ الوادعي كان مهملاً في جانب الضبط الإداري، ولكنه كان حجر عثرة أمام من يريد تخريب الدار لذا استغنوا عنه، واحضروا الشامي لتنفيذ خططهم.
أكل مال اليتيم..
بني لأيتام الدار المعهد الصناعي وكان تعاوناً بين شركة هائل سعيد أنعم التي دفعت “350 مليوناً“ وزارة المالية التي دفعت “350مليوناً“ على أساس أن تفعيل دور المناشط والمهارات مثل الحدادة والنجارة والبناء، وكانت الخطة هي ضرورة تعليم المهن؛ حتى يستطيع اليتيم بعد خروجه من الثانوية والتحاقه بالجامعة ان يجد حرفة تساعده على العيش ومواصلة دراسته الجامعية , كانت هذه أفكار الوادعي ولكنهم حاربوه لأنه بدأ يوسع في أملاك الدار فكان صخرة أمام مسئول يدير مؤسسة اليتيم الذي امتلك ابنه سيارة (بي أم دبليو) بينما الأيتام هم في الدار لا يجدون اللقمة ويتخرجون من الثانوية ليس لديهم مهنة تؤكلهم عيش, الكمبيوترات الخاصة بالأيتام تعطلت ووزعت بين الموظفين والمفترض ان يخرج اليتيم من الدار يستطيع استخدام الكمبيوتر والتصميم على اقل تقدير؛ لان لديه وقتاً من بعد الظهر إلى المغرب وهذا الوقت يفترض أن يكون له دور مناشطي يدر عليهم دخلاً بعد التخرج من الثانوية.
عبد الله: من أصل 150 جهاز كمبيوتر لم يتبقَّ سوى 40 جهازاً فقد وزعت للمشرفين على الرغم أنها خاصة بأيتام الدار، بالنسبة للتلفزيونات لا نعرف أين ذهبت ولم يتبقَّ سوى تلفزيون واحد “21 بوصة” ل“307” طلاب وكان في الخطة تلفزيون لكل 120 طالباً.
الأب البديل أو العدو البديل اخذ التلفزيونات والمكانس الكهربائية التي لم يمر عليها أكثر من شهر ولكنها اختفت فجأة!
الحياة في الدار..
باب الدار صار مفتوحاً لمن هب ودب الأيتام نجدهم في الشوارع..!!؟
البطانيات تمر عليها السنوات لا تعرف الماء والصابون والوسائد أيضا في مستوى الورقة.
قبل رمضان عقد أسبوع مناشطي وأخرجت لمن جاء إلى الدار البطانيات والفرش والوسائد الجديدة الموجودة في المخازن، والتي نطالب بإخراجها لنا منذ سنوات ولكنهم كانوا يرفضون ولم يعطوها لنا إلا بعد ما استخدموها وصارت مهترئة!؟
حتى الصابون يأتي فاعل خير ويعطينا صابونات ولكنهم يوزعون لكل طالب صابونة ولا تعرف أين تذهب الباقي.
المشرفون هنا يمنعون الطلاب من الدخول إلى صالة الطعام، ويحرمونهم من الأكل بحجج واهية على الرغم أن الأب يفترض به أن يسأل ابنه لماذا تأخرت وماهي مشاكلك ويقوم بحلها.
يضربوننا بطريقة وحشية وفي احدى المرات كسرت أيدينا ,في حين عندما تعرض ابن احد المدرسين للضرب فقام الدنيا ولم يقعدها, بعض المدرسين يأتوا بأبنائهم للدراسة هنا في الدار، وتأتي فاعلة خير توزع وجبات ساندويتشات في الراحة، ولكن ما يحدث أن يستلمها أبناء المدرسين وأبناء المسئولين الموجودين في الدار ، وكثير من إخواننا لا يحصلون على هذه الوجبة وهو يكون في الأصل بلا وجبة إفطار وعليه أن يصبر إلى الغداء، ربما يأتي وقت الغداء ويعاقبه المشرف ويحرمه من الغداء , بالنسبة لوجبة الإفطار هي عبارة عن الخس تفوح منه رائحة الخميرة وطعمها ويخبز خصيصا للأيتام.
عزيز: نحتاج إلى تقرير تلفزيوني مصور أو فيلم وثائقي , أنا حين أقول أن الطالب يغسل ملابسه بالماء فقط ولا يجد الصابون؛ لأني لا أتذكر أني قد غسلت ملابسي منذ 5 سنوات بالصابون على الرغم أننا نملك في الدار مغسلة بخارية تبرع بها فاعل خير للأيتام ولكنها مغلقة.
التعليم في الدار..
التعليم هنا دوره لا يؤدى على أكمل وجه ربما 50 % من مهمته ويبقى لدينا لقسم الداخلي وما نسميه الأب البديل الذي تخلى عن مسؤولياته تماماً فلا هو الذي يتابع الطلاب في المدرسة ولا في القسم ولا يتابع حقوق الطلاب وأمور النظافة الخاصة بالأطفال..
هنا الأيتام حتى الذين في المستوى الثانوي لا يعرفون ابسط المفردات فلو سألت احدهم ماهي هوايتك؟ يسألك ماذا تقصد بهوايتك؟! قمنا بعمل استمارات وسألنا الطلاب من هو ولي أمرك؟ قال: ماذا تعني بولي أمرك؟؟ إلى هذا الحد يصل الأمر..
عزيز: أي أستاذ يرغب في التدريس في مدرسة خاصة يتحول هنا إلى مشرف فقد كان لدينا كثير من الأساتذة الكفاءات في مواد التخصص ولكنهم تحولوا الى الإشراف ،على الرغم أن المشرف يجب أن يكون متخصصاً وضليعاً في علم النفس وهنا بالذات يتعامل مع شريحة مهمة وحساسة، ولابد أن يعرف بنفسية اليتيم ومشاكله، ولكن ما يحدث ان الكفاءة تتحول الى الإشراف وتأتي ساعة أو ساعتين في الليل، وفي النهار تعطي جهدها لطلاب المدارس الخاصة اما نحن فلا نستحق.
حكاية المشرف..
في يوم من الأيام أتى وزير التربية السابق عبدالسلام الجوفي إلى هنا واكل من أكلنا وقال للمشرف (هذا أكل لا يأكل منه الحمير أين المشرفون ما الذي تعملونه هنا..؟) فرد عليه المشرف أن المشرفين يأتون هنا بدوام ساعتين لمتابعة الطلاب في المدرس، ثم من بعد صلاة العصر يأتون ساعة لمتابعة الطلاب في المناشط ثم يأتون في المساء 4 ساعات ولكن هذا الكلام لا يطبق فعليا، المشرف يأتي هنا بعد صلاة العشاء ساعة أو ساعتين فقط، الأصل أن المشرف المتخصص في علم النفس يأتي الى هنا والمدرس المتخصص في المواد يكون في الفصل أثناء الدوام , ولكنه يتحول الإشراف.
عبدالله: المشرف الاجتماعي هنا ليس له عمل وعليكم ان تسألوا هل حدث وان قام بدراسة اجتماعية خاصة بطلاب الدار، كل ما يقوم به إذا جلس مع طالب أن يهينه ويخرج أسراره للجميع, حدثت مشكلة بين بعض الزملاء فتلفظ المشرف بألفاظ بذيئة ونابية وأهان كرامة الطالب, أحد المدرسين عندما يتحدث إلينا يستخدم ألفاظ (يا ناقه ..يا حمار.. يا حيوان.. يا طرطور.. يا ابن الكلب...) لدرجة اننا نسينا أسماءنا لكثرة استخدامهم لهذه الألفاظ , نحتاج هنا إلى قدوة لنخرج يوما إلى المجتمع ونستطيع أن ننفعه ولكننا نخرج أعداء لهذا الوطن , نحن نضرب بطريقة مخيفة.
الفجر والأيتام..
عبد الله: بعد صلاة الفجر نقفز من فوق السور ونذهب الى الجولات ننتظر أن يأتي احد ويأخذنا لنقطف القات وحين نعود يستقبلنا الموظفون في البوابة ويقولون لنا “اقسم القات“!!.
عزيز: كان الأستاذ الوادعي يردد دائما (اذا أردت ان يصبح ابني قائداً لا اعلمه ان يمد يده الى الآخرين ولا يمكن ان يكون ابني قائداً وهو مكبوت نفسيا ولا يمكن ان يكون ابني قائداً وهو يرى الآخرين أفضل منه) لابد ان يتم الربط بين الطفولة وما بعدها وبين ان تدرس في الدار وبعد ان تتخرج من الثانوية نحن هنا نرتبط ببعضنا البعض حتى الذين تخرجوا من الدار مجرد ان يعلموا ان إخوتهم يعانون من شيء يأتون إلى هنا بسرعة.
الإمام والملك..
هذه الدار مكرمة من الملك فهد بن عبدالعزيز بنيت عام 1979 م وهي اقدم دار أيتام في الشرق الأوسط، كانت موجودة أمام المعسكر الموجود حاليا في باب اليمن، بناها الإمام في عام 1922م.
الأيتام والمياه..
عبد الله: أعطينا قطعة ارض خاصة بالدار لمؤسسة المياه والصرف الصحي على أساس يتم حفر بئر يستفيد منها في المنطقة ونستفيد نحن منها في المقام الأول ومع ذلك وبعد حفر البئر تم عمل صفايات للحي المجاور للدار والذي يسكنه مسؤولون، ونحن لانزال نشرب الماء كدرا لأننا لا نستحق قيمة صفاية، لذا نحن هنا كلنا مصابون بالكلى.
إخلاء الدار..
عزيز: قضية تناقص أعداد الطلاب مركبة ليس فقط فصلي 1500 طالب ولكن أيضا حرمان عدد مماثل كل عام يتخرج 200 يتيم ويدخل عدد مماثل ولكن ما يحدث الآن فصل وحرمان من الالتحاق.
عبد الله: كم عدد الأيتام بسبب الثورة الشبابية لذا يفترض ان تفتح الإدارة الآن الباب لدخول هؤلاء الايتام بدلا من أبناء المسؤولين الذين أتوا بهم إلى الدار بحجة إدماجنا في المجتمع.
أبناء المسئولين..
ولكن ما حدث أن أبناء المسئولين والضباط جاؤوا يستعرضون سلطة آبائهم علينا، أتذكر قبل حوالي 3 أشهر كان قائد الكشافة هو احد الأيتام يقف إلى جوار البوابة ينفذ أوامر مدير الدار بمنع خروج احد وجاءه ابن احد الضباط يريد الخروج وحين منعه، اشتبك مع اليتيم وما كان من إدارة الدار إلا أن نفذت طقمين مكافحة الإرهاب إلى أيتام الدار , دخول أبناء الضباط والمسئولين إلى هنا يشعرنا باليتم الحقيقي.
هيكلة الدار..
عبدالسلام: يقول كثير من الأيتام تجندوا تجنيداً كاملاً في الأمن المركزي والفرقة والحرس الجمهوري وتم استغلالهم في أغراض سياسية وكثير من الأيتام صار سكنهم جولة حده حيث يعملون في تنظيف السيارات وأشياء أخرى محظورة، التقصير في المقام الأول هو من الدولة؛ لأنهم ادخلوا اليتيم في صراعات حزبية وأخرجوه إلى الاعتصام في السبعين والستين، ومطالبنا الآن هي حقوقية في الدرجة الأولى نحن نريد هيكلة الدار لابد من تغيير الكادر التعليمي، لأنه صار تآلف ومفترض أن يكون خريجي الدار هم من يمسك الدار فمن شعر بمعاناة هؤلاء وشرب من نفس كأسهم يستطيع أن يحل مشاكلهم، وتبقى المعاناة العظيمة تصنع الرجال العظام، ومعاناة الأيتام هنا تأتي بسبب الإدارة والمعلمين الذين استغلوا الأيتام كورقة ضغط على أشخاص آخرين ثم رموا بهم تماماً ككرت الشحن.
التغذية هنا والله لا تأكلها الحيوانات والسكن لا يسكن فيه الكلاب، يجب أن يحصل هؤلاء الأيتام على حقوقهم البسيطة.
اليتيم الجامعي
مدير مؤسسة اليتيم يستقبل الطالب لمدة ستة أشهر بعد تجاوز السن القانونية، على الرغم أن فتوى القرضاوي واضحة اليتيم يظل يتيماً إلى أن يوظف، ولكن مدير مؤسسة اليتيم يستقبل اليتيم ستة أشهر ويسيطر على مقاعد الأيتام، منح الأيتام أخذها مدير مؤسسة اليتيم ومنح الأيتام وهي عبارة عن 300 ريال سعودي تدفع من وزارة التعليم العالي لمخرجات دار رئيس الجمهورية على الرغم أن معظمهم أبناء مسئولين، بينما الطالب اليتيم الحقيقي الذي درس وتعذب وعانى “12 سنة” لا يحصل على شيء نحن نشعر باليتم أكثر لأننا حين نلتحق بجامعه صنعاء لا نستطيع الحضور؛ لأن زملاءنا يلبسون غير ما نلبس، ولأن زملاءنا يشترون الكتب المقررة بينما نحن نطبع كل يوم ورقة أو ورقتين من الملزمة حتى تكتمل؛ لأننا لا نستطيع شراء الملزمة أو الكتاب كاملاً هناك فرق بين عيشنا وعيشهم، الأساس أن الكفالة اللاحقة لأيتام الدار التابعة للدولة حيث إن لها الأولوية في مؤسسات الدولة سواء كانت جامعات أو معاهد، وكلهم يقومون بتشتيت دار رعاية الأيتام ويشتتون طلابها ولا يقدمون لهم أي خدمات..
عبدالسلام العميسي من أبناء الدار خريج شريعة وقانون: نحن “120” طالباً من دار الأيتام في سكن سنان أبو لحوم.. أعطينا موعداً للخروج في تاريخ 9 - 5 - 2012م على أساس أن احد فاعلي الخير بنى لنا سكناً بأثاث وتجهيزات فاخرة، ولكن المشكلة أن أفراداً من الفرقة رفضت الخروج من السكن وحين اعترضنا حبسنا لمدة سبعة أيام ولم نخرج إلا بوساطات ومشائخ.
معاناة الطفولة..
معاذ سفيان 6 سنوات في الدار تحدث فقال: مضرب عن الطعام حتى نعطى جميع حقوقنا، منذ 4 سنوات لم تحقق لنا أي مطالب مثل التغذية والملابس ومصروف الجيب والقرطاسية، وحقوق إخواننا الصغار الذين يفتقدون الحنان من المشرفين لا احد يهتم باليتيم هنا نتعرض للعنف من قبل الأساتذة وحين تحصل مشاكل بين الإخوة ويذهبون إلى الإدارة لا يقومون بحل المشكلة بل يساقون إلى أقسام الشرطة كأنهم مجرمون على الرغم أن المشكلة تحل بكلمتين نتعرض للضرب باليد وبالعصي وبالكلام البذيء والإهانة.
لا يتجاوز عمر أكرم 10 سنوات دخل الدار منذ 5 سنوات، يدرس الآن في الصف الخامس.. يتحدث ببراءة طفولية ويقول: أتيت من مستشفى الثورة الآن أعاني من كسر في يدي، لم يعطوني العلاج بل روشتة، وسيصرف لي العلاج من الصحة “كرها” مضرب عن الطعام لا نهم لم يصرفوا لنا ملابس ولا يعطونا مصروف الجيب وهو “10 ريالات“يوميا وكذلك القرطاسية، بالنسبة للأب البديل أو المشرف يضربني ويلطمني ويسبني بكلام اسود يعني سب “شوعة”؟!
عبدالرحمن 13 سنة 4 سنوات في الدار جاء من عمران يقول: لو كنت مديرا للدار سأعطي الأيتام ملابس نظيفة وأعطيهم أكلاً جيداً وعلاجات واحضر مدرسين جيدين من التربية واطرد كل المدرسين الموجودين هنا.
يواصل حديثه قائلاً: بعض الأحيان يسبنا المشرف وأحيانا يضربنا وحين يأتي لكي يوقظنا لصلاة الفجر يقول لنا (قومين يا بنات الق...، يا بنات الكلب ويقول كلام اسود ما اقدر أقوله لك يا أستاذة )..
رأي الإدارة..
أخيراً تحدث إلينا الأستاذ سمير العبسي المكلف حديثاً في الدار وقال: أنا أرسل مناشدة للجهات المسئولة ولدولة رئيس الوزراء باسندوة هذا الرجل الذي يحمل جانباً إنسانيا مشرقا، فمشاكل دار الأيتام كثيرة ولا يمكن حصرها، ولكن الدار بحاجة إلى عملية إنقاذ حقيقية..
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.