اعتبر تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الحملة المتصاعدة لهجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار تثير تعاطفاً متزايداً مع مسلحي القاعدة.. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الهجمات لطائرات بدون طيار قادت رجال القبائل للانضمام إلى شبكة ارتبطت بالمؤامرات الإرهابية ضد الولاياتالمتحدة. وأضافت: بعد الهجمات الصاروخية الأمريكية الأخيرة، قالت الحكومة اليمنية والولاياتالمتحدة إن الهجمات قتلت فقط أعضاء القاعدة المشتبه بهم، لكن زعماء قبليين وأقارب الضحايا وناشطين في حقوق الإنسان قالوا إن مدنيين أيضا سقطوا في الهجمات. وقالت الصحيفة الأميركية: لقد تم شن أكثر من 21 هجوماً صاروخياً منذ شهر يناير استهدفت عناصر القاعدة المشتبه فيهم في جنوب اليمن، الأمر الذي يعكس تحولاً حاداً في الحرب السرية التي تشنها وكالة المخابرات المركزية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة التي كانت تركز على باكستان. ونوهت الصحيفة إلى أن الأدلة على التطرف ظهرت خلال أكثر من عشرين لقاءً مع زعماء قبليين وأقارب الضحايا و نشطاء في مجال حقوق الإنسان ومسئولين في أربع محافظات بجنوب اليمن، حيث استهدفت الضربات الأمريكية المتشددين المشتبه بهم، حيث قالوا إن هناك تحولاً قوياً في المشاعر تجاه المتشددين المنتمين إلى الجناح العالمي للقاعدة الأكثر نشاطا، القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأضافت الصحيفة: عند الكشف لأول مرة عن تخويل الرئيس أوباما بشن هجوم صاروخي في اليمن عام 2009، قال مسئولون أمريكيون إنه لم يكن هناك أكثر من 300 عضو أساسي للقاعدة هناك. وقال مسئولون يمنيون وزعماء قبليون إن هذا العدد ازداد في السنوات الأخيرة إلى 700 أو أكثر. و بالإضافة إلى ذلك، أنضم مئات من رجال القبائل إلى القاعدة في شبه الجزيرة العربية في حربها ضد الحكومة اليمنية المدعومة من الولاياتالمتحدة. ولفتت الواشنطن بوست إلى أنه على مواقعهم على الانترنت وصفحاتهم في الفيسبوك ولقطات الفيديو، يصور أنصار القاعدة الحرب الآن في الجنوب بأنها جهاد ضد الولاياتالمتحدة، مما قد يمكنهم من جذب المزيد من المجندين والتمويل من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وأضافت بان المواقع القبلية اليمنية على الانترنت أصبحت مملوءة بمواد دعائية للقاعدة، منها التباهي بقتل الأمريكيين. لقد دافع جون برينان، مستشار أوباما لشؤون محاربة الإرهاب، علنا عن استخدام هجمات الطائرات بدون طيار، بحجة أن دقتها تسمح للولايات المتحدة بالحد من الخسائر في صفوف المدنيين وتقلل المخاطر بالنسبة لأفراد الجيش الأمريكي ويقول إن أي قرار لإطلاق صاروخ من طائرة بدون طيار يتم اتخاذه ب»عناية واهتمام غير عادي». يقول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور إن إستراتيجية الإدارة الأمريكية لمكافحة الإرهاب في اليمن «تقوم بتوجيه الرأي القائل بأن علينا القيام بما هو ضروري لإحباط مؤامرات القاعدة في شبه الجزيرة العربية ضد المصالح الأمريكية»، ولمساعدة الحكومة اليمنية في بناء قدراتها لمحاربة القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقال فيتور: «في حين أن قوة القاعدة في شبه الجزيرة العربية زادت على مدى العام الماضي، فإن كثيراً من أنصارها هم من المتشددين القبليين أو من الأنصار الذين يتعاونون مع القاعدة من أجل ذاتهم والمصالح الشخصية بدلا من التقرب إلى الفكر العالمي للقاعدة. أما بقية المتشددين، أعضاء القاعدة الأساسيين، فهم نسبة صغيرة في التنظيم». ونقلت الصحيفة الأميركية عن النائب اليمني إنصاف مايو: «هناك الكثير من العداء ضد الولاياتالمتحدة لأن الهجمات لم توقف القاعدة وإنما جعلتهم يتوسعوا والقبائل تشعر بأن الهجمات تشكل انتهاكا لسيادة البلاد. أصبح هناك قبول نفسي للقاعدة بسبب الهجمات الأمريكية». وفقا لمسئولين يمنيين فإن صواريخ أمريكية ضربت في أوائل مارس محافظة البيضاء الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوبصنعاء، مما أسفر عن مقتل على الأقل 30 مشتبهاً بهم في القاعدة ,لكن مدافعين عن حقوق الإنسان وأقارب الضحايا قالوا إن الكثير من القتلى كانوا من المدنيين. وأشارت إلى انه في أكتوبر، قتلت ضربة أمريكية أخرى نجل العولقي، عبدالرحمن 16 عاماً، وهو أيضاً مواطن أمريكي، مما أثار غضباً في جميع أنحاء اليمن، لافتة إلى أن الضربات الجوية دفعت الكثير برجال أعمال وبرلمانيين وسياسيين لتوفير الملاذ الآمن في مناطقهم للقاعدة. وأفادت الوشنطن بوست: لم ينسَ أي يمني الضربة الصاروخية الأمريكية في منطقة المعجلة النائية في 17 ديسمبر 2009، وهي أول ضربة صاروخية معروفة لإدارة أوباما في اليمن، الضربة أسفرت عن مقتل العشرات، من بينهم 14 امرأة و21 طفلا وأثارت الحنق ضد الولاياتالمتحدة.