في الوقت الذي تتوارد فيه الأنباء عن ضبط مواد ممنوعة تم تهريبها من الخارج أو ضبط شحنات مستوردة من سوريا يتم التهريب بداخلها مواد مخدرة إلا أن التهريب في الآوانة الأخيرة كشر عن أنيابه كفاغر شره تجاه اليمن الأمر الذي يبدوا أن ظاهرة التهريب بدأت تنشط حالياً بفعل أيادٍ ترتدي جلباب المسؤولية. وتأييداً لما يبدوا تخميناً كشفت معلومات حصلت عليها "أخبار اليوم" عن وجود تواطؤ وتهريب جمركي في ميناء عدن في عدد من البيانات الجمركية؟ مؤكدة أن هيئة الجمرك صارت تمثل المهربين والمتلاعبين بحياة الآخرين، مشيرة إلى أن ما يتم تهريبه إلى اليمن من بضائع ومواد ممنوعة مقلدة مصنعة من إسرائيل والصين وتايون تشمل البضائع التالية: مبيدات حشرية، أسمدة زراعية، ألعاب أطفال، معلبات، عطورات، سجائر، عصائر، حلويات، وأن بعض هذه المنتجات مسرطنة ومنتهية، منوهة إلى أن تهريبها ينشط عبر المناطق الساحلية لليمن المقابلة لجيبوتي والصومال، مضيفة تلك المعلومات أنه من المحتمل تغيير ذلك النشاط إلى منافذ أخرى عبر الدوائر والمنافذ الجمركية، المعلومات التي أكدت وجود تواطؤ وتهريب جمركي بميناء عدن أوضحت أن مدير عام الجمرك ونائبه اعتادوا ممارسة تمرير حالات كثيرة مشبوهة من حالات سابقة حين قاموا مع أعوانهم بتمرير شحنات قادمة من سوريا وغيروها من أسماء أشخاص ذوي جنسيات سورية إلى أشخاص يمنيين فيما لم يخضعوا محتوياتها حتى للتفتيش العادي، لافتة إلى أنه في حالة البدء بكشف هذه الحالات من قبل مغايرون لهيئة جمرك عدن يتم تمريرها تحت مظلة تشكيل لجنة وذلك من أعوان مدير عام الجمرك ونائبه. وعلى ضوء تصنيف تلك الحالات المشبوهة المعلومات نفسها أشارت إلى حالات أخرى تم اكتشافها بالأشعة السينية بوجود جسم غريب لم يخضع للتفتيش. وذكرت المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة أنه تبين من خلال الضبطيات أن هناك شحنات من مادة السكاكر وغيرها والمستوردة من سوريا يتم التهريب بداخلها لمواد مخدرة وذلك على رغم توجيهات في الجمارك بالالتزام بكافة الضوابط المتعلقة باستيفاء كافة المستندات التجارية وشهادة المنشأ والمواصفات والشهادة الصحية والتحري في عملية المعاينة الفعلية للشحنات بجميع أنواعها وخصوصاً ذات المنشأ السوري. المعلومات ذاتها أفادت أنه عند قيام إدارة الرقابة الخارجية بجمرك ميناء عدن بتفتيش محتويات بيان جمركي في آخر الشهر المنصرم الخاص بإحدى الحاويات القادمة من سوريا ولا سيما عند طلبها فتح الثلاجات العاطلة على متن الحاوية قوبل ذلك الطلب الملح برفض قاسي من قبل نائب مدير الجمرك الذي حال دون فتح الثلاجات ومنع الرقابة من محاولة فتحها بالقوة. وعلى ماله صلة بذلك عممت مصلحة الجمارك بأخذ الحيطة والحذر والتحريات من السلع المشبوهة والقيام بالتفتيش الدقيق سيما عند الشك يتم التفتيش الكامل للشحنة وأشارت المعلومات إلى أن ما تم إنشاده إزاء الإلتزام بمسؤولية التحري جاء بناءً على توجيهات وزير المالية قبل أربعة أشهر في رفع جاهزية موظفي الجمارك في جميع المنافذ والتفتيش والتدقيق لجميع السلع الواردة خصوصاً القادمة من سوريا والتي تعبر المنافذ الأخرى كترانزيت نظراً لما تم ضبطه في جمرك مطار صنعاء من مخدرات مخفية في سخانات مياه وأخرى مع سكاكر حلويات. المعلومات علقت على تعميمات المصلحة باتخاذ التحري والتفتيش وأخذ الحيطة والحذر بواقع 100% إزاء ما يستورد من البلدان المشبوهة فيما مقابل تلك التعميمات عدم خضوع المستورد المشبوه للتفتيش ولا بنسبة 1%. والمعلومات ذاتها أكدت أن العناصر الممثلة لجمرك عدن في قسم المعاينة توحي لموظفي الرقابة أن التفتيش يغضب هيئة الجمرك منوهة إلى أن ذلك كان وراء عدم إمضاء الرقابة الخارجية بميناء عدن لتلك البيانات الجمركية التي لم تخضع محتوياتها للتفتيش. ومن وقائع التواطؤ والتهريب بجمرك عدن إلى العجز في الإيرادات بذات الجمرك حيث كشفت المعلومات عن عجز في الإيرادات الجمركية المحصلة بتقديرات ربط الموازنة لشهر سبتمبر 2008م وذلك بنسبة (9.81%) وذلك لعدة اختلالات في عمل الجمرك واعتبرت تلك المعلومات أن العمل الجمركي مفقود في إدارة جمرك ميناء عدن حيث يقوم الجمرك بالتنكيل بالتجار و"تطفيشهم" أو يقوم بمخالفات تفقد الخزينة العامة مبالغ كثيرة من خلال اتضاح فوا رق العبوات والزوائد عند المطابقة أثناء الجرد بمبررات جذب التجار من المنافذ الأخرى إلى منفذهم وكل هذا يحدث في ظل الحديث عن محاربة الفساد.