بعد ما رأيته من اهتمام بالشباب في ملتقى العواصم العربية التاسع الذي احتضنته الأردن هذا الموسم، وهو الملتقى الذي تحتضنه عمان بشكل سنوي، تأكدت بأن مشاركة الشباب اليمني باتت ضرورية نظرا لما يمثله الملتقى من أهمية كبيرة في سرد مواضيع مهمة يتم مناقشتها فيما بين الشباب أنفسهم للخروج برؤية وتوصيات يتم رفعها للجهة المنسقة، وهي المجلس الأعلى للشباب الذي بدوره يعرضها للجامعة العربية كونها شريك أساسي في تنظيم الفعالية.. المواضيع التي يطرحها الملتقى مهمة وحساسة وتحتاج لمشاركة فاعلة من قبل بلادنا في المواسم القادمة. لقد كان وفد بلادنا عند مستوى المشاركة ممثلا بالأستاذ عبدالرحمن الحسني وكيل قطاع الشباب ومعه الأستاذ عزيز الماوري مدير عام الإدارة الثقافية بوزارة الشباب والرياضة، وكذا المتألق خالد علي عمر المذيع الشاب المعروف، وقد تميز وفد بلادنا بالمداخلات النقاشية وطرح استفاهميات ساهمت في إثراء مواضيع الملتقى ونالت إعجاب الكثيرون. بصريح العبارة ودون مبالغة شدني كثيرا الأستاذ عبدالرحمن الحسني، وهو يلقي بين أيدي الشباب كلمة الوفود العربية والتي أكد من خلالها على ضرورة التقاء الشباب العربي، فيما بينهم وإرساء ثقافة الحوار لكافة الأطراف وبغض النظر عن المعتقدات الدينية، حيث ألقى الحسني الكلمة دون أن يدونها في ورقة وكان أسلوبه بليغا جعلني أشعر بالفخر لأني أنتمي لهذا الوفد الذي تحدث فيه وكيل قطاع الشباب بشكل لن يستطيع رئيس أي وفد عربي في الملتقى أن يتحدث كما فعل وعلى مسئوليتي الخاصة وخالص تقديري أيضا. الكلمة الرائعة التي ألقاها كانت مثارا لاهتمام اللجنة المنظمة التي طلبت من الحسني إعادة صياغتها لنشرها في صحيفة الملتقى، ثم اختاروه ليلقي كلمة مماثلة أمام رئيس مجلس النواب الذي حال وقته الضيق في إبقاء الكلمة طي الحروف التي ستكون بحسب اتقادي أقوى من سابقتها.. اتضح لي أن المشاركات الشبابية تحتاج إلى جهد كبير وإلمام واسع لتنوع ثقافات الشباب المشارك وحسهم الراقي في التعامل، حيث تم تقسيمنا إلى مجموعات ولم يكن وفد كل دولة هو المعني بمناقشة أي محور من محاور الملتقى الرئيسة حول ثقافة العمل التطوعي فانقسم وفدنا بين المجموعات وقدموا خلاصة أفكارهم لكل مجموعة. النشيد الوطني.. منتخباتنا يا للأسف!! ******* قد يبدو حادث النشيد الوطني الذي تم الاستماع له في كأس العرب بتواجد منتخبنا الوطني لكرة القدم أمرا خطأ، لكن هي ليست المرة الأولى التي يتم فيها فتح نشيد وطني يقترب من ألحان الدنمارك أو واق الواق.. مع اتحاد كرة القدم تكرر المشهد وأصبح أيوب طارش خارج المشهد.. مع أن الحكاية بسيطة (سيدي) لن يكلف العيسي كثيرا من إجمالي ما يقارب مليارين وثلاثمائة مليون ريال، بل ويمكن للعيسي أن يستأجر فرقة موسيقية تردد النشيد (لايف) في السعودية، والصحيح هنا هو أن اتحاد الكرة لا يتعلم من أخطاء سابقة وطفيفة تسبب حرجا كبيرا كما حدث. الغريب في الأمر أن شخص كعبد الوهاب الزرقة ظل يضحك، وكأنه يشاهد مسرحية لمحمد نجم، والبقية يرددون النشيد باستحياء لأنهم لم يحفظوه من قناة (الذهبية) أو (غنوة) ولولا استهجان الجماهير اليمنية الحاضرة لكان لدينا (فضول) آخر يكتب نشيد من واقع بائس منتخبه يخسر من منتخب ليبيا القادم من أنقاض القذافي ومن موت سريري اعترى البلاد لينقض علينا بعشرة لاعبين ويفوز بالثلاثة. الحكاية المؤلمة أن منتخبنا صار يخسر من فلسطين، وهو ما لم يحدث إلا في عهد الرجل الفاضل أحمد العيسي، الحسرة أن منتخب ليبي مطحون يقهرنا في بلاد كأنها أرضنا وأمام جمهورنا أيضا. منتخباتنا تواصل السقوط، ترفض التأهل وتكتفي بدور جسر العبور لمنتخبات أخرى وتصنيفنا في الفيفا يتراجع بشكل غير مشهود، عندكم مثلا منتخب تحت 22 سنة يخسر يودع النيبال جارا أذيال الخيبة والمنتخب الأول في كأس العرب يفوز على البحرين ليكون هذا الفوز هو المنفذ الوحيد ليتسلل هواة الظلام وتجار الأقلام لإتحافنا بفنيات العيسي ويذهب البعض بعيدا ليقنعونا أن تامر حنش أضاع ركلة جزاء فيما سجل العيسي هدفين. قدمنا عرضًا مشرفًا ولكن!! ****** أصبحت أسطوانة العرض المشرف هي أسطوانة الحرف المقرف.. منتخبنا يخسر من ليبيا بعد مباراة قدم فيها منتخبنا عرضا مشرفا.. يا الله من زمان، زمان جدا حين كنا نغني ماما زمنها جاية، وأنا أسمع أن منتخبنا يقدم عروضا مشرفة، وتصل ماما وخسائر المنتخبات تهل بدون حساب.. المشكلة أن الإعلامي المرافق هو الوحيد الذي يرى العرض المشرف لصيقا بمنتخبنا، وهو الوحيد الذي يقيم أداء اللاعبين بحسب هواه الذي تفرضه مصالحه الشخصية، وحتى تبقى علاقته بالسفر حميمة في ظل رئيس اتحاد يذوب في التلميع، ويفرح بالثناء الكاذب وتستهويه كلمة شيخ أكثر من أن تستهويه طرق البحث عن تحسين أداء المنتخب. قوة العيسي تزداد! ***** دعوني أسجل اعترافا مهما هنا بعد افتتاح كأس العرب والاعتراف مضمونه أن العيسي يزداد قوة من يوم لآخر لأنه من يمسك بزمام السفر وبإمكانه أن ينظم رحلات للمريخ حتى يضمن تواجد (كوكبة) تلمعه وتبرر إخفاقات منتخباتنا الوطنية، وتؤكد للجميع أن التراجع في تصنيف الفيفا هو حالة مشابهة لتراجع قياس ترمومتر الحرارة كدليل على التحسن والصحة. بعد كأس العرب سيكون العيسي قد ضمن عددا لا بأس به ممن تجمل معهم رئيس اللجنة الإعلامية باتحاد القدم والذي أغفل الكثير من أبناء عدن وحضرموت وأبين وإب مع أن الفرصة كانت مواتية لتسفير نصف سكان الوطن وما المشكلة، فالمال لا يدفعه سوى صندوق النشء ووزارة الشباب والرياضة.. ومع هذا سنجد من يتحامل على الوزارة لان (الجمالة) محسوبة لاتحاد القدم، الذي يديره العيسي منذ زمن طويل دون تحقيق إنجازات تتناسب مع الصرف المهول الذي يُقال إنه يذهب للكرة اليمنية. عزاني السلة ماذا بعد؟ ***** لا يبدو أنني قرأت سرابا حول تصريح العزاني رئيس اللجنة المؤقتة لكرة السلة والمتعلق بعدم خوضه انتخابات اتحاد السلة ليترك الفرصة للشباب، وهو الأمر الذي وجدناه وقتها هروبا في الوقت المناسب من مطب الإحراجات التي ستطيح بالعزاني بعد تفاقم أوضاع اتحاد السلة وازدياد عدد المتضررين من سياسة العزاني.. ربما ما حصل لمنتخبنا الوطني لرجال السلة الذي شارك في بطولة غرب آسيا في العاصمة الأردنية عمان من فشل ذريع بخمس هزائم من خمسة لقاءات لا يكفي لأن يفهم العزاني حقيقة الوضع وأي حال وصلت إليه كرتنا السلوية.. آخر ما قرأت أن العزاني الذي أدلى بذلك التصريح سيخوض صراعا ساخنا على رئاسة الاتحاد وإن صدق الخبر الذي قرأت فهذا يعني أن العزاني يريد مغادرة الاتحاد بزفة ومطربين يحيلونه للتقاعد بعيدا عن هذه اللعبة.. كم كان جميلا لو واصل تفهمه لمطالب التغيير وكم كان أفضل له لو ترك اللعبة لأبنائها خاصة بعد إخفاقه المتواصل في قيادة اللعبة إلى مستوى متطور. العزاني سيغادر - أمر لا خلف عليه - فمن غير المعقول أن تنتهي تلك الثورة التي بدأتها الأندية دون أن تحقق هدفها من إقصائه كحق مشروع للسعي نحو غد أفضل للعبة شعبية يمارسها الكثيرون من شباب الوطن، هذا التناقض هو حالة تخبط أصلا يعيشها الرجل الذي يصر على أن يبقى معتقا حتى آخر قطرة عرق في شريان اللعبة غير آبه باعتراض أو تسجيل مواقف احتجاج أو توقف دوري وغيره من المعوقات التي ترفض العزاني ولو على جثة الاختيار الأفضل. دريبان.. في انتظار الإنصاف الوزاري ****** من وجهة نظر شخصية وقد يوافقني الكثيرون أن إنصاف لاعب كبير بحجم المرعب عصام دريبان بات ضروريا بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.. عصام دريبان كفاءة إدارية وحالة مثالية نادرة حين جمع بين الأداء الرياضي الرائع كلاعب وبين الأداء الإداري كأمين عام لاتحاد الرياضة للجميع.. جاء دريبان على كثير من اختلالات في اتحاد الرياضة للجميع ومن موقعه كأمين عام للاتحاد استطاع في مدة قصيرة النهوض بأنشطة الاتحاد على مدار الموسم بشكل لم يسبق له مثيل.. دريبان يواصل عمله بإخلاص وتفانٍ وكم سيكون من الجميل والإنصاف أن يتلفت وزير الشباب والرياضة الأستاذ معمر الإرياني إلى هذا الرياضي الخبير الذي قدم للكرة اليمنية الكثير وهو ما لم يقدمه عدد كبير ممن حصلوا على ترقيات إدارية في وزارة الشباب.. وزير الشباب ليس بحاجة إلى نذكره بعصام فالرجل مشهود له بالنزاهة ويحظى باحترام الجميع، ويتمتع بمزايا الإخلاص في العمل وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الذاتية. الأستاذ معمر الإرياني بخطوات التدوير الوظيفي التي انتهجها مؤخرا أنصف الكثيرين والبعض أنصفهم بحسب دراساتهم ومؤهلاتهم.. ننتظر أن نرى المرعب في مكان يناسب طموحاته وقدراته ليس إلا. العلم المقلوب غلطة صححها الحسني ****** إن أخطاء تتعلق بعلم وطني أو رمز تاريخي أمر وارد إذا كانت المسئولية ملقاة على عاتق سفاراتنا في الدول العربية وغيرها، وما حصل أن الحسني بسبب عدم وجود حجز مناسب للطيران إلى الأردن قبل موعد الافتتاح بيوم واحد وصل إلى الأردن في ذات يوم الافتتاح وعبر مارا إلى موقعه المعد ليكتشف أن العلم الوطني مقلوب الألوان فسارع إلى إبلاغهم بذلك فاعتذروا له، ولكن اعتذارهم كان بعد أن تم تصوير كرسي بلادنا وعليه العلم بالمقلوب ومن الطبيعي أن يكون حدس الحسني في وقت وصوله منصبا على لحاق الافتتاح كممثل رسمي لنا قبل أن يركز على العلم أو قارورة الماء الموجودة على سطح الطاولة. تصرف الحسني بحس وطني غيور فتم رفع العلم، ومع تلاشي هذا الخطأ البسيط، فإن الملامة تقع على قنصليتنا التي لم تنتبه لبعض الأعلام الوطنية التي يتم توزيعها.