من واقع ما شاهدته في الأيام الماضية في مهرجان كرة اليد العالمي في مدينة تيرامو الإيطالية “التي تبعد عن العاصمة روما بما يقارب 250 كم، وجدت أن هذا المهرجان الذي تنتفض له مدينة كاملة بحجم تيرامو، يمر من بين ثنايا تاريخ طويل يمتد لأربعين عاما دون انقطاع. واقع متميز ومساحة رياضية تمتد لقارات العالم لتستقطب شبابها وفرقها الرياضية للحضور والمشاركة في أجواء تكتسي الطابع الشبابي التنافسي الرياضي البحت الذي يخلق الكثير من المميزات في واقع مدينة قيل لنا أنها مصدر الإشعاع الفني والثقافي والرياضي. افتتاح يسلب الألباب ***** يوم الأربعاء الماضي الموافق 4 يوليو كان الجميع في موعد خاص للاقتراب أكثر مما أعده سكان مدينة «تيرامو» ومسئولوها والقائمون على المهرجان.. من خلال ثلاث ساعات وأكثر حملت بين دقائقها ولحظاتها الكثير من الجمال والفن والإبداع، وحتى الصخب الأوروبي الذي قدم كل فريق نفسه من خلاله عبر أناشيد وطنية قد لا نعرف مضمونها كترجمة حرفية لما يقولونه.. لكنها كانت تصل إلينا وفقا لبيانات خاصة رسمت بحماس شباب وشابات البلدان المشاركة حتى إن الجميع كان يتنافس في هذا الحفل وفقاً لمعطيات وجزئيات خاصة للفت الانتباه إليه، وهو حامل لعلم بلاده في هذا الموعد الكبير الذي لا يمكن وصفه. احتفالية البداية التي جاء إليها سكان المدينة الجميلة جميعا ليشاهدوا ضيوفهم، وما يحملونه وما يلبسونه للإطلاع، بل والتقاط الصور.. وفي هذا الاتجاه كان وفدنا اليمني بمن فيه الزميل يزيد الفقيه وكاتب السطور يرتبط بالوطن وتراثه من خلال الحضور باللبس الصنعاني الذي اكتسيناه مع ثلاث من لاعبات الفريق، تحت مظلة علمنا وألوانه الجميلة، وهو يرفرف فوق رؤوسنا. (80) دولةً و(190) فريقًا ***** واقع المهرجان الذي يضم أكثر من (80) دولة من قارات العالم أجمع، كان فيها التمثيل العربي يشمل أربع دول، هي (ليبيا والعراق والجزائر وبلادنا اليمن).. كان واقعا يتجمل من لحظة إلى أخرى في أيامه المليئة بالحيوية والنشاط، ولو من واقع مختلف عن البطولات والمهرجانات العربية من حيث بذخ التغذية والسكن وما شابه واقعاً يطمس ما تعرفه عن الرياضة في واقعك المعاش هنا في اليمن أو حتى في بلاد العرب.. فالمشهد الذي رسم بألوان مختلفة ترتبط باللغات المختلفة الحاضرة وألوان البشرة وحتى الديانات.. كان يضع نفسه على حالة خاصة للاستفادة مما ترصده العين في مدينة تيرامو «الجميلة» الساحرة التي تقدم ما لديها للعالم في هذا الموعد من كل عام في اتجاه رسمت أهدافه قبل أربعة عقود من الزمن.. لهذا وبكل صدق وجدت نفسي انحني إعجابا لما رأيته في الشكل العام للمهرجان الذي يمر عبر بساطة التعامل وبساطة الغذاء وبساطة السكن الذي كانت فيه مدارس المنطقة تحتضن الوفود في فصولها وبظروف عادية جدا في تفاصيلها. فتيات اتحاد رياضة المرأة ***** في المشاركة الرياضية لفتيات اتحاد رياضة المرأة، كانت الصورة الحاضرة.. فوارق كبيرة جدا في القدرات الفنية بين الفرق التي واجهتها لاعباتنا في مشوار المنافسات التي بُدئت بمباراة ضد فريق إيطالي، ثم دنماركي، ثم إيطالي، ثم فرنسي، ثم كرواتي.. فمجريات المباريات كان تظهر الواقع الذي جاءت إليه فتيات اتحاد رياضة المرأة، وواقع تلك الفرق الأوروبية المتمرسة كفرق تمارس اللعبة في مناسبات دائمة في بلدانهن في دوريات ومشاركات متعددة لا تنقطع.. وذلك يتجسد بوضوح في الأداء الذي قدمه كل فريق.. في جوانب التكتيك والتحرك والانتقال من الدفاع إلى الهجوم والعكس، إضافة إلى الجوانب البدنية والفنية والمهارية، بل وحتى قوانين اللعبة، والتي كانت فيه فتيات اتحاد رياضة المرأة يبحثن عن كل السبل للبقاء في مساحة من الندية أمام خصومهن المتمرسات القادرات على التفوق عليهن بسهولة، حتى إن وصل حماس لاعباتنا وصل إلى أبعد مدى. مشهد المنازلات بين لاعباتنا ولاعبات الفرق التي واجهن كان طبيعياً وليس مستغرباً، وفقا لما نعرفه جميعا، فلاعباتنا لا يخضن دوريًا ولا أية مسابقة إلا فيما ندر.. وبالتالي كان من المستحيل مواجهة تلك الفرق وتحقيق النتائج، لتكون المشاركة الرياضية في اتجاه الاستفادة من مهرجان بتلك القيمة الكبيرة في مدينة تيرامو الإيطالية التي تنتفض بكل من فيها لتقدم نفسها في صورة متجددة سنة وراء أخرى.. لهذا أقول وبكل أمانة وصدق ومن مساحة احترام لمهنتي ومهمتي التي غادرت لها، ودون أية مجاملة للقائمين على الرحلة والمشاركة والبعثة.. ما قدمته الفتيات المشاركات كان هو ما بالإمكان، ولا يمكن أن يجتزنه بأية حال من الأحوال. وفد أمانة العاصمة ***** لم يقتصر حضورنا في هذا المهرجان على الموعد الرياضي لكرة اليد، وإنما كانت هناك مشاركة لأمانة العاصمة في أنشطة مواكبة لفعاليات المهرجان، من خلال الأخت نظمية عبدالسلام رئيسة اتحاد رياضة المرأة والأخ حمزة صالح أمين عام اتحاد لعبة كرة اليد، واللذين حضرا عدداً من الفعاليات والأنشطة المختلفة على مدار خمسة أيام في مدينة تيرامو وفي العاصمة الإيطالية روما. أدوار القدرات الخاصة **** في تواجد البعثة اليمنية في المهرجان كانت الأخت د. فائزة عبدالرقيب رئيسة البعثة تقدم ما لديها من خبرات رياضية وإدارية وعلمية لخدمة البعثة ويومياتها.. فقد كانت اللغة التي نخاطب بها الجميع لنصل إلى حيث نبتغي للارتباط بالحدث وجزئياته في ظل التباعد بين السكن وموقع التغذية وملاعب المباريات التي تتناثر في أماكن مختلفة تبعد عن بعضها بعشرات الكيلو مترات.. لهذا فقد كانت د. فائزة عبدالرقيب مساحة عطاء دائمة للجميع كمربية فاضلة وأستاذة جامعية ورياضية سابقة وأم احتضنت الجميع تحت مظلتها بعطفها وحنيتها وسلوكياتها الرائعة التي تستمدها من مساحة نور وعلم كبيرين.. كل التقدير لهذه الإنسانة الرائعة جدا. في مدينة المهرجان «تيرامو» سحر الطبيعة الخلاب، ومنظر الجمال الذي يصل إلى أبعد مدى.. روعة يكسوها الخضرة والبحر والوجه الحسن.. مدينة ساحرة لا تنام بسيطة في مساكنها القديمة إلا أنها رائعة نظيفة بروعة من يعيش فيها.. أجواؤها صيفية حارة، فقد وصلت درجة الحرارة فيها إلى (33) درجة. يبقى أن أشير إلى أن الإنترنت قد سبب لنا مشكلة في المدينة، فقد عجزنا عن إيجاد مكان خاص بالإنترنت، لأن السكن كان عبارة عن مدرسة، لهذا لم نستطع إرسال أية مادة في الأيام الماضية. - بدون مجاملة أو تملق.. البعثة من خلال قيادتها كانت حريصة على أن يبقى الجميع في إطار مجموعة واحدة في كل المواعيد.. وفقا لتقاليدنا وشريعتنا الإسلامية، يضاف إلى ذلك سعي الأخت نظمية عبدالسلام إلى توفير بعض الأمور الغائبة عن برنامج المهرجان، ومتابعة تفاصيل الحركة اليومية، كما وفرت وجبة الإفطار التي لا يشملها المهرجان.