" صوت المرأة ليس له أهمية هُنا، أريدك أن تأخذ صوتي معك" هكذا بدأت السيدة زهرا بالحديث إلى صحفي بدا عليه التردد لسماع قصتها. وكان قد سألها:" هل أنت مجنونة؟". لكنها ردت عليه بحزم: "استمع قصتي أولاً وستعرف من هو المجنون أنا.. أم هم.." لم يكن يدري فريدوني مايدور في راس زهرا بالضبط، لكنها كانت تعرف انه سيخرج من عندها بقصة رائعة ينقلها للعالم. حينها يدير فريدوني ساهيب جام الصحفي الفرنسي من أصل إيراني جهاز تسجيله ليوثق القصة التي لم تكن لتظهر للعالم لولا الصدفة التي قادته إلى كوباييه وهي قرية نائية لمحافظة كرمان بايران. "ماحدث في الليلة الماضية كان مخيفا جدا ف الشيطان نفسه قد زار كوباييه" .. بدأت زهرة بسرد القصة. الفيلم مليء بالاحداث المؤلمة والمثيرة: زوج مستهتر ورجل دين فاسد وحاكم متخاذل وضعيف ونساء مضطهدات.
من جو الفيلم: رفضت ثُريا منو شهري بطلة القصة الحزينة الطلاق دون ان يدفع زوجها النفقة لها كونه يريد الزواج بأخرى ولا يقدر على إعالة اسرتين في نفس الوقت.. وتتعرض ثريا للضرب وكل جرمها انها حاولت الحفاظ على بناتها من الضياع في ظل رغبة زوج قاسي(علي) - وهو احد جنود الحرس الثوري بعد زوال حكم الشاه الإيراني وصعود خامنئي - يبحث عن رغباته والزواج بفتاة في ال 14 وهي ابنه احد المسجونين وحكم عليه بالاعدام وكان قد وعده علي ان يساعده ويخلصه من الحكم مقابل ان يزوجه ابنته (مُهري). يظهر" مُحسن".. المولا المبارك كما يصفوه في القرية ورجل الدين الاكثر مهابة لدى الناس في كوباييه ويحاول ان يساند زوج ثريا علي الذي هدده بتاريخه القديم في السجن قبل ان يفرج عنه ويصبح رجل دين في كوباييه. يحاول رجل الدين ان يقنع ثريا بان تقبل ان يطلقها زوجها ويترك لها البيت والحقل لتعيش منهم .. لكنه يقدم لها عرضا بان يقدم على خطبتها ويتزوجها للمتعة في نفس الوقت كونه لن يُسمح له شرعا ان يتردد على زيارتها وهنا يكون قد اوجد لها مخرجا دينيا - حد قوله. فهو رجل دين عارف. المشاهد تتنامى بشكل مؤلم ومؤثر ومدهش لأحداث ليلة واحدة فقط ترويها السيدة زهرة خالة ثريا التي أقيم عليها حد الرجم بالحجارة حتى الموت بعد إن يتهمها زوجها بالزنا لأنها رفضت الطلاق بدون أن يدفع لها النفقة. فكانت ثريا ضحية مؤامرة بين الزوج والملا رجل الدين الفاسد وعمدة القرية إبراهيم المتخاذل الذي صادق على الحكم بناءً على أقوال الشهود وهو يعرف مالذي يريده الزوج ويعرف إن ما يحدث كان مؤامرة لكنه قبل ان يذهب لتنفيذ الحكم قام إلى الصلاة وطلب من الله أن يمنحه اشره إذا كان هذا الحكم باطلا.. كما قال العمدة عقب صلاته. اثناء تنفيذ الحد طاشت ثلاثة حجارة القاها رمضاني والد ثريا ولم تصبها حينها صرخت احدى النساء :"ابراهيم انها علامة من الله ثريا بريئة".. التفت ابراهيم الى الخلف الا ان الملا لم يسمح له بالتراجع واخذ حجرة ملأت قبضة يده ورمى بها بقوة أصابت جبهة ثريا، صارخاً "الله أكبر الله أكبر".. لتتوالى الحجارة. بعد خروج فريدوني من بيت زهرا ليصل الى سيارته التي اصلحها له هاشم الذي توفت زوجته الليلة الماضية وهو الشاهد ضد ثريا بعد ان هدده الملا وعلي.. فاعترض الملا والعمدة فريدوني خوفاً من ان يكون لديه شيء يدينهم من زهرا لياخذ الملا الحقيبة واتلف الشريط المسجل.. ليذهب الصحفي متوعداً بفضحهم.. ماضياً بسيارته بسرعة لتلتقيه زهرا بالنسخة الاصلية للشريط بعد ان ظن الملا والعمدة انهم انتصروا.. ليجن جنونهم ويطاردون السيارة لكنه مضى وكانت زهرا تصرخ:"الان العالم كله سيعرف القصة".. ووفت زهرا بوعدها لثريا انها ستجعل العالم يعرف براءتها. خلفية جاء فريدوني الى ايران ليغطي الاوضاع السياسية الايرانية بعد انتقال الحكم من الشاه الى خامنئي 1980 وتعطلت سيارته قرب كوباييه وهي الصدفة التي جعلته يدخل القرية لاصلاح سيارته واكمال رحلته الصحفية. أثار الفيلم غضب الكثير من المسلمين الذين اعتبروه اساءه لهم ولدينهم كونه انتقد وحشية تنفيذ احد الحدود الإسلامية وهو الرجم حتى الموت لمرتكب الزنا..كما يبرز القيود المفروضة على المرأة وما يمكن إن تتعرض له باسم الدين، كما أثار الغضب الإيراني التي عمدت إلى نفي كل ما رواه الفيلم. وروى فريدوني قصة رجم ثريا في كتاب عام 1994 وفي 2008 تم تحويل القصة إلى فيلم في غاية الالم لعقوبة قاسية ضد النساء باسم الدين. أنتج الفيلم في أواخر 2008 بإنتاج وإخراج أمريكي اخرجه سيريوس نوراستيه وتقوم ببطولة الفيلم الممثلة الإيرانية الأصل شوهريا اجهدشلو الذي قامت بدور زهرا وجيم كافيزيل الذي قام بدور الصحفي والممثلة الايرانية الاصل ايضا موزهان مارنو وجسدت دور ثريا.. وتم تمثيل الفيلم في احدى القرى المغربية. الفيلم مصنف ضمن الفئة التي لا يجب ان يراها الأطفال دون 18 عام .. وفيلم رجم ثريا يشبه في حالته فيلم الأم المسيح ل ميل جيبسون الذي يحكي أحداث الليلة الأولى لصلب المسيح في فيلم مؤلم ومؤثر جدا.