احتشد مئات الآلاف من اليمنيين في شارع الستين في جمعة (معاً نوحد الجيش ونضبط الأمن)، وذلك بعد قيام الرئيس عبدربه منصور هادي بإصدار عدد من القرارات التي استهدفت المؤسستين الأمنية والمدنية والتي قضت بتشكيل فريق الحماية من قوات الفرقة وقوات الحرس تحت إدارة مستقلة وضم ألوية من الحرس الجمهوري إلى قيادات المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية وإقالة بعض من رموز النظام السابق. وخاطب خطيب الجمعة/ عبدالسلام الخديري رئيس الجمهورية بأن أول الغيث قطرة وأن قراراته الأخيرة هي خطوة أولى لا بد أن تتبعها خطوات أخرى نحو الهيكلة، معتبراً إياها نصراً للثورة وبشرى في مسيرتها وضربة موجعة للنظام السابق وإعلامه الذين يجهزون للثورة المضادة بالترويج بأن الثورة سرقت ليصدقهم بعض مستعجلي النصر. وأضاف بأن القرارات خطوة تأخرت كثيراً، إلا أنها موفقة لاستعادة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية التي نهبتها العائلة واعتبرها هدفاً من أهداف الثورة وخطوة في استكمال نقل السلطة. وطالب بحوار وطني ناجح بمشاركة كل المكونات الفاعلة وتغيير معطيات ما قبل الثورة قبل البدء بالحوار وشدد على ضرورة التغيير في المجال الدبلوماسي والذي مازال يمسك بزمامه شخصيات متورطة بسفك دماء اليمنيين، بل وبعضها مازال يشيد بمجازر الأسد والوقوف بجانب الجاني على الضحية.. وتساءل: كيف للقتلة أن يعتلوا الكراسي وشباب الثورة يدخلونهم السجون والمعتقلات. وأشار إلى أن مشروع التوريث الديني قد سقط مع مشروع التوريث العائلي والسياسي.. وقال: لا يمكن لحكومة الوفاق أن تكون كالذبابة إحدى جناحيها داء والآخر دواء، فالشعب لن يرضى بنصف ثورة، مطالباً إياها بتغييرات جذرية في كل مكان وحذرهم من ثورة مؤسسات عارمة تقلع الفاسدين من قواعدهم. كما طالب بلجنة تحقيق في أحداث 2011م والإفراج عن المعتقلين والتحقيق مع ناهبي المعسكرات وحادثة السبعين والشرطة وحادثة أبين وخطف أئمة المساجد في صعدة، مستغرباً من كيف يمكن لأحد أن يأخذ محافظة بالقوة ثم يتحكم بها وكذلك من يحتل معسكراً ثم يمتلكه، داعياً قطاع الطرق ومن يعتدون على أبراج الكهرباء ومستبيحي الدم الحرام لأن يتوبوا إلى الله في العشر الأواخر من رمضان. وقال: في الوقت الذي توزعون الكسوة والطعام على الفقراء والأيتام، هناك من يوزع البارود والألغام والمال الحرام وفي الوقت الذي يوزعون المواد الغذائية إلى نازحي أبين وصعدة يتم شحن 18 ألف قطعة سلاح إلى صعدة وعصابات الإجرام. واستنكر الدعم الإيراني وما أسماه تدفق المال الفارسي الذي يدعم العصابات في أبين وصعدة ليتحول المجرمون إلى عصابات ومرجعيات يحرضون على نزعات الإنفصال في الجنوب. وطالب رئيس الجمهورية بقرارات حاسمة وإلا سيكون الثوار في حل من أي التزامات ولن يسمح الثوار باغتيال ثورتهم أو خيانة دماء شهدائهم.. متسائلاً فكيف يكون فلول السلطة في الحكم والمعتقلين في السجون؟. وصارح رئيس الجمهورية بأن الثورة في وضع حرج، فإذا وصلت إلى الوضع الخطر فإن الثوار سيكونون بركاناً ثائراً. واستنكر أفعال عصابات التدمير والتخريب التي تعتدي على أبراج الكهرباء والتحالف مع الداخل والخارج للخروج على قرارات الرئيس وهجوم وزارة الداخلية وتشجيع أصوات الانفصال والتشطير. ودعا رعاة المبادرة الخليجية إلى النظر في أعمال عصابة النظام الذي أسقطه الثوار وصوابية الثورة في خلع النظام بعد أن عاث في الأرض الفساد. وقال بأن الجيش يتعرض لمؤامرة كبيرة، لأن العائلة أعدته لحمايتها فلما أراد أن يكون جيشاً للشعب بدأت مجازر أبين وصعدة واغتيال القيادات حتى لا يتمكن من حماية نفسه، مضيفاً بأن الثوار سيكونون مشروعاً لإنقاذ الجيش بأجسادهم، فالجيش هو من سينزع الألغام في أبين وصعدة وسينفذ أحكام القضاء وسيحمي مؤتمر الحوار, مثمناً دور القادة العسكريين الذين سمعوا وأطاعوا لقرارات الرئيس. وخاطب متمردي الحرس الجمهوري بأن العائلة لن تعود إلى الحكم كما لا يعود اللبن إلى الثدي, مؤكداً على الثوار التوعية بأهداف ثورتهم السامية في كل مكان من اليمن. ثم سارت الحشود بعد الصلادة في مسيرة حاشدة إلى أمام منزل رئيس الجمهورية ونفذوا وقفة لتأييد قرارات الرئيس والمطالبة بمزيد من القرارات في طريق الهيكلة وعملية نقل السلطة. حيث ألقت د/ جميلة يعقوب كلمة عن الثائرات، أرسلت ثلاث رسائل أولها إلى رئيس الجمهورية بأنه يتقدم بخطوات في إبقاء اليمن حراً ومستقراً من خلال قرارات إعادة القوات المسلحة وتحريرها من العائلة واستعادة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وطالبته بإقالة بقية أبناء العائلة والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه للتمرد على القرارات الرئاسية.. والرسالة الثانية للثوار والثائرات بالتمسك بساحات الحرية والكرامة التي أروت تربتها دماء الشهداء حتى تحقيق الكرامة والتغيير المنشود.. والرسالة الثالثة إلى عصابة بقايا النظام بأن الشعب قد خرج ولن يرجع إلى الخلف والعجلة قد دارت والمؤشرات تقول بأن نهاية النظام اكتملت. إلى ذلك دعا بيان اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية الذي ألقاه/ حمزة الكمالي، دعا الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية التي قطعوها على أنفسهم كراعيين للمبادرة الخليجية وتحديد الطرف المعطل وإدانته وطلب مجلس الأمن إخضاعه للفصل السابع. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى احترام الميثاق الدولي لحقوق الإنسان وسرعة تشكيل اللجنة الدولية للتحقيق بقتل المتظاهرين في اليمن. ودعا أيضاً كافة الدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن إلى احترام مسؤولياتهم وخصوصاً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وتحديد من يقوم بتعطيل نقل السلطة في اليمن وتقديم ملفاتهم إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب. وأهابت اللجنة برئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور استكمال قرارات توحيد قرار الجيش والبدء بهيكلة المؤسسات الأمنية، باعتبارها من ضرورات خلق الاستقرار والحفاظ على حياة المواطنين وأمنهم وأهم الخطوات المهيئة للحوار الوطني القادم وتقديم من يخالف تلك القرارات إلى محاكمات عسكرية كمتمردين، كما أهابت بكافة فئات الشعب اليمني الالتفاف خلف القيادة السياسية ودعم كافة القرارات التي من شأنها هيكلة الجيش ونقل السلطة.