أكدت الفعاليات السياسية والتكتلات الثورية، بمحافظة ذمار، على استمرار الثورة ودخولها مرحلة جديدة تشمل كل مؤسسات الدولة مطالبين الرئيس وحكومة الوفاق بإحداث تغييرات شاملة في قيادة المحافظة لانتشالها من الوضع المتردي في مختلف الجوانب. وعلى أنغام الأناشيد الثورية والهتافات المتعهدة باستكمال أهداف الثورة، جددت القوى السياسية والثورية تأييدها للقرارات الرئاسية الأخيرة، وخصوصاً في الجانب العسكري، داعين الرئيس والحكومة لاتخاذ قرارات جريئة في الأيام القادمة لا يستثنى منها أحد من بقايا العائلة في المؤسسة العسكرية واستنكر البيان الختامي الصادر عن اللقاء الموسع والذي عقد بالقصر الجمهوري "دار الضيافة حالياً " بمحافظة ذمار، العمليات الإرهابية التي استهدفت المؤاطنين والمسولين العسكريين والأمنيين،وطالب البيان بسرعة ضبط الجهات المنفذة والمخططة وإطلاق معتقلي الثورة، واستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وليتها التنفيذية، مؤكداً على أهمية مشاركة كل القوى على الساحة الوطنية في الحوار الوطني، الجاري التحضير له. وفي اللقاء الموسع دعا الرئيس التنفيذي لأحزاب اللقاء المشترك بذمار شعلان الأبرط، رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق لإنقاذ المحافظة من التدهور الحاصل في كل مؤسسات الدولة، وأشار في كلمته الترحيبية إلى الوضع المأسوي الذي وصلت إليه الخدمات العامة والفساد المالي والإداري المستشري، وأرجع ذلك لغياب دور قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وعدم اطلاعها بمسئولياتها وواجباتها. وتطرق الأبرط لحالة الانفلات أمني والارتفاع الكبير في معدلات الجريمة وأعمال السرقة والنهب الذي تشهده المحافظة ويشمل المؤسسات الخاصة والعامة، بالإضافة إلى تراكم النفايات وتدهور المرافق الحكومية والفساد الذي أوغل في المؤسسات التعليمية في جامعة ذمار والتعليم المهني والمدرسي وانعدام الخدمات الصحية وتدني مستوها. وأضاف "يتطلع الشعب اليمني للمستقبل الأفضل، مما جعل أصحاب القلوب الحاقدة والأيادي الملوثة والتي توزعت المهام بينها للانتقام من الشعب المتطلع للعيش الكريم، وما يحدث من إرهاب ويستهدف الإنسان والخدمات يدل على حقدهم على هذا الشعب، وأكد أن المشترك سيظل في طليعة القوى الثورية، وفياً لأهدافها وشهداءها حتى تستأصل منابع الفساد ويبني الشعب دولته المدنية . رئيس المجالس الثورية بالمحافظة، المحامي أحمد محمد من جانبه دعا لمحاكمة المتمردين على قرارات الرئيس هادي بتهمة الخيانة العظمى، في حين أنهم يسعون ويتمرون في تسليم المعسكرات والمواقع العسكرية للجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة، وقال " إن شباب الثورة مستعدون وقادرون على حماية المعسكرات وحفظ المعدات العسكرية كي لا يتكرر السناريو السابق لتسليم تكل. وأكد أن ثوار ذمار مستمرون ر في نهجهم الثوري، مستدركاً "وما نقلنا للثورة من الساحات إلى المديريات والقرى والمؤسسات، إلا من أجل استكمال نضالنا السلمي وبناء الدولة المدنية وإسقاط رموز وفلول الفساد العائلي،وها نحن نعقد لقاءنا في هذه المؤسسة التابعة للدولة والمملوكة للشعب اليمني أجمع". وأضاف "إن شباب الثورة تركوا للمسار السياسي أن يعمل من أجل تفويت الفرصة على المخلوع وأعوانه، لكن ها هو المخلوع يعمل بكل ما أوتي من قوة للالتفاف على المبادرة الخليجية، بتمرده على قرارات الرئيس هادي، مؤكداً" على قدرة شباب الثورة وبنضالهم السلمي، على الزحف إلى مكاتب المفسدين والمجرمين وقدرتهم على تقديم المتمردين للمحاكمة، فيما إذا رفضوا تسليم أنفسهم للعدالة، و الشعب سيعاقب كل من يقف عائقاً أمام تحقيق الدولة المدنية. من جهته قال النائب البرلماني عبدالعزيز جباري: "إن الثورة حققت أولى أهدافها في إزالة رأس النظام،إلا أن النظام ورموز الفساد ما زال في مكانها في العاصمة والمحافظات الأخرى، فالصوص في محافظة ذمار يسرحون ويمرحون ولا يفهمون أن الثورة التي قام بها الشعب كله وضحى من أجل نجاحها بالدماء والأرواح،ليست لإسقاط رأس النظام بل كل الأذناب والأتباع والأزلام والمفسدين. ودعا جباري الرئيس هادي لاختيار شخصية وطنية مشهود لها بالقدرة والنزاهة لتقود المحافظة. وفي رسالته الثانية التي بعثها للرئيس السابق صالح دعاه فيها إلى اعتزال العمل السياسي، وقال جباري لصالح : "من حق حزب المؤتمر أن يعيد ترتيب أورقه بعد بخروجك منه، واليمن في حاجة لحزب المؤتمر كحزب نظيف وطني يشارك في الحياة السياسية و يساهم في بناء اليمن، وكل ذلك بعد أن يتخلص المؤتمر من العناصر الفاسدة والتي أجرمت في حق هذا الشعب اليمني".