ثمة حضور كبير للعيد في الحديدة فهي المحافظة الأكثر استقبالاً للضيوف القادمين إليها من كل المحافظات برحابة صدر وسعة أنفس.. أطفال ونساء ورجال يبتهجون بالعيد بالرغم من تردي الأوضاع والفقر المدقع الذي يغيم على المحافظة إلا أن صفاء القلوب وجمال الأرواح لأبناء هذه المحافظة يسبق التباهي بالملابس الجديدة أو الصرفيات الكبيرة للبعض.. شريط ساحلي كبير محفوف بمناظر جميلة ورائعة من (الصليف وابن عباس والخوبة شمالاً إلى الطائف والجاح والخوخة جنوب مدينة الحديدة).. مناظر جميلة تتداخل مع مناخ يسير ببطء نحو الاعتدال كل ذلك يجعل من محافظة الحديدة قبلة للزائرين الذين يتوافدون إليها زرافات ووحدنا.. أملاً منهم في شاطئ جميل وهواء نقي ومشاهد رائعة وربما ودماثة خلق لأبناء هذه المحافظة... العيد و ذكريات الزمن الجميل لم تنس المدنية المتلاحقة أبناء محافظة الحديدة الذكريات الجميلة لأعيادهم.. فما زال أبناء هذه المحافظة البسيطة يستذكرون بعض تلك الذكريات، حيث البساطة والتلاحم والتصافي والتعاون الحميم.. أيمن سليمان أحد أبناء حي الصديقية وهو أحد الأحياء الشعبية في المدينة يقول إنه كان للعيد مذاق جميل ومتميز ربما اليوم هو أقل، كان المئات من السكان يتدفقون الى شواطئ البحر والكورنيش.. ما يزال أيمن يتذكر كيف كان الأطفال يبتهجون بحمير العيد وهم يرددون تلك الأهازيج ( وحمار العيد بلا حنا ) في النهار ومنذ الصباح الباكر وبعد عودة الرجال من المصلى الكبير تبدأ تشكل لوحة من التكافل الاجتماعي الرجال وحتى الأطفال يتزاورون مع أقاربهم وأرحامهم وجيرانهم يتبادلون التهاني ويأكلون وجبات شعبية خفيفة المعفش والمطبق والزعافير والمجلجل والمشروبات المختلفة والعصائر التي تتكون الشعير والعناب ومنقوع الزبيب والماء المبخر وغيرها من الأشياء الجميلة التي اذكرها في طفولتي، أما اليوم و للأسف ان مثل هذه المظاهر أخذت في التلاشي نوعاً ما.. تهنية عبر sms تحدث الينا الكثير ممن التقينا بهم في اليوم الأول والثاني لعيد الفطر المبارك أنهم اكتفوا بتهنئة أصحابهم وأقربائهم عن طريق إرسال الرسائل النصية بهواتفهم النقالة.. وهي التهنئة الأقل كلفة والأسرع.. حيث يحكي البعض من أن عدد الرسائل التي وصلته خلال فترة العيد بلغت ما يقارب المائة رسالة.. فالكثيرون من الشباب ومرتادي النت قاموا بالاستفادة من التطور التكنولوجي الحاصل وخاصة شبكة التواصل الاجتماعي فلجأ الى خيار ارسال التهاني عبر الانترنت والفيس بوك.. ومع هذه التطور الحاصل والاستفادة منه من إلا أن الكثير يقول إن هذه الطرق غيبت روح التواصل الاجتماعي التي تكرس المحبة والمودة بين أبناء المجتمع الواحد.. ومهما استفاد الناس من هذا التطور التكنولوجي فإنه لا يغني عن التواصل الشخصي كونه الأجمل خاصة في مثل هذه المناسبات.. خصخصة الملاهي تسرق فرحة الاطفال العيد هو فرحة وبسمة على شفاه الأطفال ولا يتأتي ذالك إلا من خلال أسعار الأطفال بزيارة الملاهي التي تحتوي على الألعاب بأنواعها.. إلا أن الحديدة قد فقدت هذا الجانب، خاصة بعد أن تم خصخصت الحديقة العامة التي كان يرتادها أبناء المحافظة برغم قلة الالعاب فيها إلا أنه وبعد الخصخصة لم يجد الآباء مكاناً حكومياً يلهو فيه أطفالهم، خاصة في مثل هذه المناسبات.. فالملاهي الموجودة في محافظة الحديدة أصبحت خاصة ولا يستطيع الفقير من ذوي الدخل المحدود دخولها لما لذلك من كلفة مالية كبيرة.. هذا الأمر سرق جزءاً كبيراً من فرحة الأطفال في محافظة الحديدة الذين أصبحوا لا يعرفون إلى أين يتوجهون ليعبروا عن فرحتهم بالعيد.. ساحل كبير ومحدودية في الخدمات طويل هو ساحل مدينة الحديدة إلا أن هذا الطول لم يتم استغلاله من قبل السلطات المعنية في الحكومة أو في المحافظة، فالشريط الساحلي في مدينة الحديدة لا تكاد تجد فيه متنزهات إلا ما كان منها مشاريع، خاصة وهي نادرة وقليلة وغالية التكلفة وما عدا ذلك فإن العديد من الزائرين ونظراً لعدم وجود العشش أو الخيم فإنهم يفضلون شراء الخيم الصغيرة ليفرشونها في أي مكان في الساحل بغض النظر إن كان مهيأ للتنزه و السباحة أو لا.. سواحل تكتض بالسائحين وفي أيام العيد الأولى تكتض محافظة الحديدة وسواحلها بعشرات الآلاف من الزائرين اليها من كل المحافظات الجبلية والذين يستهويهم الساحل الجميل والجو الهادئ وشاطئ الحديدة السالب للعقول والقلوب معنا، ناهيك عن سعة صدر أبناء هذه المحافظة المرحبين بأي زائر لهم.. فبحسب إحصائيات رسمية من مكتب السياحة بالحديدة فإن المحافظة استقبلت خلال الأيام الأولى للعيد ما يزيد عن مائة وخمسون الف زائر قدموا الى المحافظة من (صنعاء – وعمران – المحويت – حجة) والعدد ما يزال في تزايد مستمر.. ومع ما تضفي هذه السياحة من مردودات اقتصادية وتجسيد للوحدة الوطنية إلا أن أبناء المحافظة يقولون إن هذه السياحة تتسبب لهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، خاصة أسعار الأسماك والتي تستهوي القادمين من المحافظات الجبلية.. ازدحام في الشوارع والفنادق كما شهد العيد وكما هو العادة اززدحام كبير في شوارع مدينة الحديدة بعشرات آلاف السيارات لهؤلاء الزائرين من خارج المحافظة، الأمر الذي أدى الى بطء حركة السير وفي الشوارع الرئيسية في المدينة، ناهيك عن ازدحام في الفنادق، الأمر الذي دفع الكثير من الزائرين الى التخييم في الشاطئ أو اللجوء إلى بعض المدارس والوكندات الشعبية.. أو النوم داخل سياراتهم.. ويؤكد العديد من هؤلاء الزائرين أن الدولة والجهات المعنية مقصرة في توفير أماكن سياحية حكومية أو خاصة (استثمارية) يتم من خلالها الاستفادة من هذه المواسم السياحة التي تشكل رافداً حقيقياً لخزينة الدولة..