أعلنت السلطات السعودية أمس الأحد عن إحباط مخططات «إرهابية» في البلاد واعتقال عدد من العناصر الضالعة في تلك المخططات في كل من الرياضوجدة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية قوله: إن هذه المخططات بلغت "مرحلة متقدمة". وقال المتحدث إن "الجهات الأمنية المختصة رصدت على مدى عدة أشهر أنشطة لعناصر مشبوهة لها اتصال بالتنظيم الضال في الخارج"، وهو المصطلح المستخدم في السعودية للدلالة إلى تنظيم القاعدة. وبحسب المصدر، "اتضح من المتابعة قيام هذه العناصر بتشكيل خلية إرهابية في مدينة الرياض عملت على الدعاية للفكر التكفيري الضال وتجنيد عناصر لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف رجال أمن ومواطنين ومقيمين ومنشآت عامة". وذكر أنه تم الكشف عن خلية أخرى مرتبطة بهذه الخلية في مدينة جدة على البحر الأحمر. وبعد متابعة الخلية في الرياض، تبين بلوغ عناصرها "مرحلة متقدمة في السعي لتحقيق أهدافهم بما في ذلك إعداد وتجهيز المتفجرات وتجربتها خارج مدينة الرياض"، ما أسفر بحسب المتحدث عن إصابة أحد أعضاء الخلية بحروق وبتر في أصابعه. وعمل عناصر الخلية على "التواصل مع التنظيم الضال (القاعدة) في الخارج تمهيداً للبدء في عملياتهم الإجرامية النوعية". وتم القبض على زعيم هذه الخلية، وهو سعودي، وأسفرت اعترافاته عن "معلومات تفصيلية" عن عناصر الخلية ومخططاتها والأشخاص الذين كان يتم التواصل معهم في الخارج، فضلاً عن "القبض على ستة من أعضاء هذه الخلية، وجميعهم من الجنسية اليمنية". وتم تفتيش ثلاثة مواقع في الرياض بينها "غرفة ملحقة بأحد المساجد"، وقد عثر في هذه الغرفة على "مواد كيميائية تستخدم لتصنيع المتفجرات وجوالات مشتركة لاستخدامها في التفجير عن بعد ووثائق ومبالغ نقدية تم التحفظ عليها". وفي إطار التحقيقات، تم الكشف عن ارتباطات لهذه الخلية بخلية أخرى في جدة، وهي ثاني أكبر مدينة في السعودية، والقي القبض على أحد عناصرها وهو سعودي بحسب المتحدث الأمني، وقد عمل هذا الرجل على "إعداد مواد كيميائية متفجرة وتجربتها". كما استدعت السلطات الأمنية مواطنين سعوديين قالت إنهما "متواريين عن الأنظار"، وذلك "لإيضاح حقيقة موقفيهما". ودعت وزارة الداخلية "كل من يعرف عنهما أية معلومات المبادرة للإبلاغ عنهما" وحذرت "كل من يؤويهما أو يتعامل معهما". ونجحت السلطات السعودية التي تشن منذ 2003 حملة شرسة ضد القاعدة، في تقويض حضور التنظيم لدرجة كبيرة في المملكة. وفي مطلع 2009، اندمج الفرعان السعودي واليمني للقاعدة في تنظيم واحد هو "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الذي يتحصن في اليمن، ونجح هذا التنظيم في السيطرة على بعض المناطق في جنوب وشرق اليمن كما حاول تنفيذ هجمات في الولاياتالمتحدة، إلا أن عينه ظلت قبل كل شيء على السعودية. وفي آب/أغسطس 2009 حاول عناصر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير/ محمد بن نايف بهجوم انتحاري.