سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللجنة الأمنية تعتبر جريمة البيضاء حادثاً عرضياً.. برمان: هذه الضربات توجه للشعب وتقوي القاعدة بينما السلطات تبعث ببنادق تحكيم و4 ملايين أجور دفن لأهالي الضحايا..
في أول رد فعل رسمي على الفاجعة - التي شهدتها محافظة البيضاء يوم الأحد المنصرم والتي تمثلت بمقتل أحد عشر مدنياً بينهم نساء وأطفال، وجرح ثلاثة آخرين أبسط جروحهم حروق في جميع أجسادهم- ذهب مصدر في اللجنة الأمنية العليا إلى التعليق على الحادث بالقول إن الحادث كان عرضياً، حيث تزامن تواجد الضحايا بالقرب من إحدى السيارات التابعة لمجموعة من عناصر تنظيم القاعدة في منطقة الحادث. وأوضح المصدر المسؤول – بحسب ما نقلته وكالة سبأ- أوضح أن رئيس الجمهورية قد وجه بتشكيل لجنة مختصة للتحقيق في الحادث وملابساته وسرعة الرفع بنتائج التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وفي هذا السياق علق الناشط الحقوقي المعروف المحامي/ عبدالرحمن برمان على تصريحات المصدر المسؤول في اللجنة الأمنية العليا: بالتأكيد على أن ما حدث كان فاجعة، وأن صدمته أكبر، كونه كان مساء أمس قد زار الثلاثة الجرحى الذين نجوا من الحادثة وكانت أجسادهم محترقة تماماً. وأوضح أنهم أبلغوه – أي الجرحى- أن الطائرة اقتربت جداً من السيارة وأنه كان بإمكان الطيار وبعينه المجردة وليس بالشاشات تمييز وجود نساء وأطفال داخل السيارة، إلا أن الطائرة اقتربت من السيارة وضربت الصاروخ الأول الذي تسبب في تطاير وخروج جميع من في السيارة ليأتي الصاروخ الثاني ليجهز عليهم، مشيراً إلى أن الجرحى أكدوا وجود طائرتين إحداها اقتربت من السيارة وأطلقت الصاروخين وظلت الثانية محلقة على بعد. وقال المحامي برمان – في تصريحه ل"أخبار اليوم"- ما أريد أن أقوله إنه وطبقاً للشرائع والقوانين والمواثيق الدولية لا يجوز القتل بهذه الطريقة حتى لو افترضنا أن من كان على السيارة هم من عناصر القاعدة، لأن هذا يعتبر قتل خارج القانون وخارج النظام، منوهاً بأن أجهزة الدولة يفترض عليها أن تطالب بالأشخاص المطلوبين عبر الأجهزة القضائية وتقدم أدلة للنيابة العامة التي بدورها تصدر أوامر بالقبض عليهم. وأضاف برمان ألاحظ أنه عند المعركة مع أنصار الشريعة لم نتحدث عن شيء لأنها كانت معركة، وكان هناك استيلاء على مناطق من قبل جماعات مسلحة، فأصبح من حق الدولة أن تواجه وتقاوم هذه العناصر بكل الوسائل المتاحة لها. أما ما يحدث اليوم من عمليات وأن تأتي الطائرات وتقتل المواطنين سواء كانت هذه الطائرات يمنية أو أميركية فهذه كارثة كبيرة جداً – حسب تعبير برمان- الذي أكد أن حديث اللجنة الأمنية عن تواجد سيارة الضحايا جوار سيارة تابعة للقاعدة عذر غير مقبول، وأن الحديث عن تشكيل لجنة خاصة أمر لا يعول عليه. وقال: نحن نطالب بتحقيق قضائي وتحقيق برلماني تشرف عليه منظمات حقوق الإنسان ويشرف أيضاً عليه أهالي الضحايا ويطلعون على نتائج كل التحقيقات، مشيراً إلى أن الحوادث السابقة المماثلة كان ينتهي الأمر إبان النظام السابق عند تشكيل لجنة وسطر تقرير مثلما حدث في فاجعة المعجلة، وينتهي كل شيء ولا يتم محاسبة أحد ممن اقترفوا هذه الجرائم أو حتى إيقاف أحد عن عمله ولم يتم أيضاً إطلاع الرأي العام وأهالي وأسر الضحايا عن المتسبب في هذه الأحداث. وأكد برمان أن استخدام الدولة مثل هذه الأساليب يؤدي إلى فوضى وتكون هناك ردود أفعال، مشيراً إلى أن هذه العمليات تزيد من قوة القاعدة. وأضاف: إن هذه الضربات لا توجه للقاعدة وإنما هي ضربات توجه للشعب اليمني وانتهاك لحقوق الإنسان وانتهاك لشريعة الإسلام والمواثيق الدولية، وإن كانت الطائرة أميركية فهناك جريمتان، جريمة قتل مواطنين يمنيين وجريمة انتهاك السيادة اليمنية، وإن كانت الطائرة يمنية فهي كارثة أن يصل الأمر إلى أن يقتل اليمني بسلاح الجيش اليمني مقابل إرضاء الولاياتالمتحدة الأميركية. وأبدى برمان استغرابه من صمت منظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني اليمنية أمام عمليات الطائرات بدون طيار، مطالباً الجميع الانتقال من مرحلة إصدار البيانات إلى مرحلة رد الفعل، منوهاً بأنه كان متواجداً خلال الفترة القليلة الماضية في أميركا ووجد حراكاً كبيراً جداً أكبر بكثير مما هو موجود في اليمن للدفاع عن اليمنيين الذين يسقطون ضحايا في عمليات الطائرات بدون طيار. وقال: في أميركا شاركت في مؤتمر دولي حول عمليات الطائرات بدون طيار، وكنت أشعر بالخجل حين كانوا يجرون مجسمات لهذه الطائرات في الشوارع وإلى الجامعات ليعرفوا الناس بخطورة استخدامها ومدى الأضرار التي تحدثها، ويؤكدون للناس أن هذه الطائرات تولد الكراهية لدى شعوب الشرق والدول الإسلامية ضد أميركا، وأن الأمن القومي الأميركي معرض للخطر بسبب هذه الطائرات، مؤكداً أن الحراك في أميركا ضد هذه الطائرات وعملياتها شديد جداً. واستغرب في الوقت ذاته من عدم قيام اليمنيين بشيء من هذا الحراك ضد هذه الطائرات التي تنتهك السيادة اليمنية وتمارس القتل خارج نطاق القوانين والمواثيق الدولية. تجدر الإشارة إلى أن السلطات قامت بإرسال مجموعة من البنادق وأربعة ملايين ريال كتحكيم وأجور دفن لأهالي الضحايا، حملها إليهم مجموعة من الشخصيات السياسية والاجتماعية وبعض مسؤولي المحافظة.