أحيا أنصار الحراك في محافظة الضالع صباح يوم أمس الاثنين مهرجاناً جماهيرياً احتفاءً بالذكرى الخامسة لأوائل شهداء الحراك الجنوبي الذين سقطوا منذ انطلاق الفعاليات الاحتجاجية بالجنوب في العام 2007م، وشارك في الاحتفال القيادي في الحراك الجنوبي "حسن باعوم" وسط أحاديث عن خلافات تعصف بفصائل الحراك حول انعقاد المؤتمر الجنوبي المزمع عقده نهاية الشهر الجاري، في وقت يصر فصيل علي سالم البيض بقيادة أحمد الحسني على تأجيله. وفي المهرجان الذي شهده "ملعب نادي الصمود الرياضي" بعاصمة المحافظة ألقى القيادي باعوم كلمة قصيرة حيا خلالها أبناء الضالع على الاستقبال الحار الذي لقيه ومن معه من القادمين من مدينة عدن، مؤكداً الاستمرار في النضال السلمي والثورة حتى النصر.. وحث "باعوم" على وحدة الصف الجنوبي وإنجاح المؤتمر العام للحراك الجنوبي المزمع إقامته في 30 سبتمبر الجاري. كما ألقى القيادي "صلاح الشنفرة" كلمة باسم مجلس الحراك الأعلى الذي أكد على عقد المؤتمر الجنوبي نهاية الشهر الجاري في ال30 سبتمبر، فيما كان قد ألقى نائب رئيس مجلس الحراك بالضالع "محمد فضل" كلمة ترحيبية حيا فيها المشاركين بالفعالية وعلى رأسهم القيادي حسن باعوم وكل القادمين معه من عدن. وجدد المشاركون في المهرجان دعوتهم للاستعجال بعقد المؤتمر الجنوبي لقوى الحراك وذلك بهدف الوصول بثورة الجنوب إلى بر الأمان وتحقيق الأهداف المنشودة. وهتف المشاركون في المهرجان "ﻳﺎ ﺑﺎﻋﻮﻡ ﺳﻴﺮ.. ﺳﻴﺮ.. ﻧﺤﻦ ﺟﻴﺸﻚ للتحرﻳﺮ"، "يا جنوبي صح النوم.. قائدنا حسن باعوم" وحمل المتظاهرون الأعلام الشطرية. وتشير المعلومات إلى أن المهرجان الذي حضره القيادي في الحراك عبده المعطري وصلاح الشنفرة غاب عنه جناح الحراك المسلح في الحراك التابع لعلي سالم البيض والذي يقوده في الضالع " شلال علي شايع" وحاول عناصر هذا التيار إفشال المهرجان واستفزاز المشاركين فيه ومحاولة إثنائهم عن المشاركة. كما جرى قيام عناصر بالتسلل لقطع الصوتيات في محاولة لإرباك المشاركين والحيلولة دون نجاح المهرجان، حيث اضطر مقدم الحفل تأجيل كلمة باعوم لأكثر من مرة وسادت حالة سخط عارمة في أوساط الجماهير لما أسموه بالتهافت على منصة المهرجان وحب الظهور هذا وقد منع عدد من الصحفيين من الصعود لمنصة المهرجان من قبل اللجنة المنظمة ومسلحين مرافقين للقيادات الحراكية. فيما تحدثت مصادر خاصة عن وجود خلافات في أوساط قيادات الحراك في الضالع حول إقامة المهرجان وذلك على خلفية عقد مؤتمر الحراك، إذ ترفض بعض القيادات عزم باعوم عقده في 30سبتمبر وهو ما يفسر حالة الفوضى والخلاف الذي يسود تيارات الحراك ومكوناته وانعكس ذلك على المهرجان يوم أمس في الضالع. وعقب انتهاء المهرجان ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺑﻤﺴﻴﺮة ﺟﺎﺑﺖ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ وهي تردد الهتافات والشعارات التي دأبت عليها جماهير الحراك طوال الفترة الماضية منذ بدء الاحتجاجات. وكان المجلس ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ قد دعا كافة ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ "ﺣﺴﻦ ﺑﺎﻋﻮﻡ" الذي يزور الضالع لحشد التأييد لعقد المؤتمر الجنوبي نهاية الشهر الجاري. وأهاب أهلي الضالع بكل أبناء الضالع الحضور والمشاركة الفاعلة، مؤكداً في الوقت ذاته أن الضالع كانت ولا تزال موئلاً لكل الأحرار ورواد النضال السلمي والكفاح على مر التاريخ وفي تصريح لموقع "عدن بوست" الإخباري قال رئيس المجلس الأهلي الثوري بمحافظة الضالع ﺍﻟﺸﻴﺦ/ "ﻓﻀﻞ ﻗﺮﺩﻉ" إن أبناء الضالع كانوا في طليعة الثوار ضد الظلم والاستبداد وقدموا التضحيات طيلة خمس سنوات وانتصروا للتغيير، رافضين ظلم واستبداد نظام المخلوع علي عبد الله صالح في وقت مبكر. ودعا قردع إلى وحدة الصف الجنوبي وتفويت الفرصة على أصحاب المشاريع الشخصية والأنانية أن يدمروا نضال الشعب وتضحياته وذلك لكونهم يعتبرون أنفسهم أوصياء على الجنوب لا يجوز الدوران إلا في فلكهم وتحت رايتهم ووفق تعليماتهم، حتى وأن كانت مشاريعاً تدميرية تضرب النسيج الاجتماعي في مقتل. وعلى صعيد متصل بالخلافات التي تشهدها مكونات الحراك بسبب الصراع على القيادة والزعامة أتهم السفير قاسم عسكر جبران قيام البعض من أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى وممن قال بأنهم يستغلون الوضع الصحي لباعوم لتمرير قناعاتهم الشخصية وإصدار بيانات وبلاغات وتصريحات باسم اللجنة التحضيرية التي قال أنها لم تجتمع منذ تشكيلها في يوليو الماضي من العام الجاري دون أي مراعاة لما تم الاتفاق عليه بعد تباينات اجتماع 11/7/2012م بالمكلا بإشراف عدد من الأكاديميين و يعقدون اجتماعات ولقاءات وإقرار هيئات ولجان وسكرتارية خلسة ودون علم الهيئات والقيادات واللجنة التحضيرية. ويأتي اتهام السفير عسكر في حين أن القيادي باعوم يحضر جميع فعاليات الحراك وهو بكامل صحته، الأمر الذي يثير علامات الاستفهام حول اتهامات السفير عسكر وعن أي وضع صحي يتحدث، خاصة وهناك من يحاول إشاعة أنباء حول القدرات الذهنية للقيادي في الحراك حسن باعوم. وأكد عسكر في سياق تصريحه لموقع "حياة عدن" بأن أي دعوات تصدر من هُنا وهناك لعقد أي مؤتمر وطني لا تستمد شرعيتها من النظم واللوائح المنظمة لعمل مجلس الحراك الأعلى حسب قوله- وتتعارض مع مشروع البرنامج السياسي المقر للعمل به منذ 2010م فهي دعوات غير شرعية قال بأن شعب الجنوب سوف يرفضها ولن يسمح بتمريرها باعتبارها دعوات لا تمثل إلا أصحابها وتهدف إلى إجهاض عقد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الذي قال بأنه سوف يستوعب جميع القوى والمكونات التي تناضل من أجل التحرير والاستقلال والذي سوف يتم عقده في ال(14) أكتوبر متزامناً مع احتفالات الشعب الجنوبي بهذه المناسبة. وشدد السفير جبران في سياق تصريحه على رفض كل تلك الإجراءات والقرارات الإرتجالية والغير مؤسسية والتي صدرت منذ 11/7/2012م وحتى يومنا هذا، مؤكداً التزام المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي بما تم الاتفاق والتوقيع عليه خلال الفترة من 12- 18 /8/2012م , منوهاً بأن المجلس قام بتشكيل لجنة للتواصل مع تلك الأطراف للعمل من أجل الوصول إلى اتفاق جدي و مسئول يحافظ على وحدة الصف.