أكدت مصادر محلية بمحافظة الضالع مقتل أحد موظفي مكتب المالية، وإصابة جندي في هجوم شنه مسلحون يتبعون الحراك المسلح -التابع لفصيل "علي سالم البيض" المدعوم من إيران- صباح يوم أمس الأحد على مبنى المجمع الحكومي لمحافظة الضالع عقب الانتهاء من احتفال رسمي نظمته السلطات المحلية احتفاء بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر. وقال شهود عيان ل"أخبار اليوم" إن موظفاً في مكتب المالية يدعى "عبدالله الشيباني " أصيب بطلق ناري في الرأس سقط على إثره مضرجاً بدمائه أثناء تواجده بفناء المجمع الحكومي بجوار البوابة الداخلية نقل على إثره للمستشفى بحالة حرجة جدا ليلفظ بعد ذلك انفاسه الأخيرة، فيما أصيب الجندي "عبدالله علي البليسي" أحد أفراد حراسة المجمع التابعة للواء المرابط في الضالع. وقد جرى نقل المصاب الذبحاني والذي يعمل محاسباً في مكتب المالية بمحافظة الضالع إلى مستشفى محمود التخصصي بسناح لتلقي العلاجات الأولية قبل أن تقوم الطواقم الطبية التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" بنقله إلى مدينة عدن لخطورة حالته. وكان مسلحون يتبعون الحراك المسلح قد نفذوا هجوماً على المجمع الحكومي أثناء الاحتفال الرسمي للسلطة المحلية بالعيد الذهبي لثورة ال26 من سبتمبر وال49 لثورة ال14 من أكتوبر في محاولة لإفشال الاحتفال والحيلولة دون إقامته كما هي عادتها عند كل احتفال. واشتبكت قوات الأمن وحراسة المجمع الحكومي التي تصدت لمنفذي الهجوم واستخدم في الاشتباك الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، غير أن الاحتفال سار بسلام حتى النهاية. وكان مكتب الثقافة في محافظة الضالع، أقام صباح اليوم الأحد حفلاً فنياً وخطابياً في قاعة الفقيد "صالح قاسم الجنيد" بمبنى المجمع الحكومي بمناسبة أعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر. وفي الاحتفال قال محافظ الضالع اللواء "علي قاسم طالب" إن أبناء الضالع مع بناء يمن جديد يسعد على ترابه الطاهر الجميع في نظام ديمقراطي عادل دون تمييز على أساس مناطقي أو مذهبي يسوده النظام والقانون والحفاظ عليهما وبذل الجهود لإقامة الدولة المدنية الحديثة المواكبة للعصر، موضحاً بأن اليمن الحديث هو اليمن الذي يتأسس على مداميك الوحدة الوطنية الوثيقة والسلطة الراسخة في مناخات الحرية والديمقراطية والمحبة الإخاء والتسامح والتأسيس لثقافة شبابية وطنية مستقيمة خالية من الشوائب المستوردة وان اليمن الجديد الذي تكون فيه الحرية هي حجر الزاوية وطن ديمقراطي جديد ويكون فيه الإنسان مصان وطن يتسع للجميع حد قوله. وقال انه يتوجب على القوى الوطنية التوافق على القواسم المشتركة الجامعة ومواصلة السير فوق أفاق رحبة تحقق لنا غاياتنا الوطنية المأمولة في إحداث تحول حضاري جديد وشامل في كافة المجالات. وأضاف محافظ الضالع أن الارهاب لا يعرف ديناً وطناً ولا جغرافياً، داعياً القوى الوطنية إلى الترفع والكف عما وصفها بالممارسات القبيحة ويتوجب علينا جميعاً الابتعاد عن المكايدات وأعمال التخريب كقطع الطريق والكهرباء وأن نعالج مشاكلنا ومطالبنا بالطرق الحضارية السلمية ، مؤكداً بأن الجميع وبلا استثناء مسئولون عن الحفاظ على أمن الوطن واستقراره والدفاع عن منجزاته ومكاسبه الوطنية العظيمة وفي مقدمتها الوحدة اليمنية المباركة. وفي كلمته بالاحتفال الذي أقيم في المجمع الحكومي قال طالب إن احتفالات شعبنا بالعيد الذهبي لثورة سبتمبر والعيد ال49 لثورة 14 أكتوبر يأتي والشعب اليمني أكثر إيماناً بأهداف الثورة وقيمها الإنسانية والتحولات الكبرى التي غيرت وجه اليمن في كل مناحي الحياة. وقال طالب إن الثورة اليمنية ومنذ اندلاعها وانتصارها على قوى التخلف والاستبداد الإمامي والاستعمار البريطاني البغيض ظلت ولا تزال متوهجة بعظمة غايتها ونبل مقاصدها، قد تجسدت في ديمومة وإرادة فعل التغيير والتحديث والتطوير الذي ناضل من أجلها شعبنا وقدم شعبنا في سبيلها التضحيات الغالية والنفيسة في سبيل بلوغها وتحقيق مشروعه الحضاري الشامل الذي بدأت ملامحه اليوم من خلال الإنجاز الوحدوي الذي أنهى عوامل التمزق والتجزئة التي فرضت على هذا الوطن الغالي.