تستحوذ قمَّة مانشستر يونايتد وضيفه آرسنال في المرحلة العاشرة من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت في ملعب الأحلام (اولد ترافورد) على الاهتمام لمعطيات عديدة لعلَّ أبرزها الصراع التقليدي بين التقليدي وموقعيهما حالياً في الترتيب، فيما لن تكون مَهمَّتا تشلسي المتصِّدر ومانشستر سيتي حامل اللقب سهلتين بضيافة سوانسي وويستهام، أما موقعة ليفربول ونيوكاسل غدا الأحد فلن تكون بمنأى عن الاهتمام الإعلامي والجماهيري في إطار سعي الفريقين لتحسين مركزيهما. وتأتي المواجهة بين يونايتد وآرسنال بعد أسبوع حافل للطرفين، إذ تفوَّق الأول على تشلسي ملحقاً به الهزيمة الأولى هذا الموسم (3-2) بعد مباراة عاصفة وعاد ليلاقيه بعد 72 ساعة ويخرج على يده من كأس الرابطة بعد مباراة ماراثونية (4-5) بعد التمديد، فيما فاز آرسنال بشقّ الأنفس على كوينز بارك رينجرز (1-0) في الدوري قبل أن يفوز بمباراة تاريخية على ريدينغ في كأس الرابطة (7-5) في الوقت الإضافي، بعد تأخَّره في أول 37 دقيقة من ذلك اللقاء (0-4). وكان مدرِّبا الفريقين الاسكتلندي أليكس فيرغسون والفرنسي أرسين فينغر وهما الأقدم في الدوري، أراحا صفوة نجومهما استعداداً للمواجهة خاصة المدافعين، وذلك تأهّباً لمعركة هجومية مرتقبة بينهما في ظلّ وفرة صانعي اللعب والهدَّافين. ويعيش "الشياطين الحمر" أفضل حالاتهم في خط المقدِّمة إذ يتألَّق ثلاثي الهجوم الهولندي روبن فان بيرسي وواين روني والمكسيكي خافيير هرنانديز ويساندهم داني ويلبيك، إلى جانب تمويل مميَّز من الإكوادوي أنتونيو فالنسيا وتوم كليفرلي، وسيكون أحد أبرز الغائبين عن الفريق الياباني شينجي كاغاوا المرجّح عودته من الإصابة منتصف الشهر الجاري، فيما تنتظر الحارس الإسباني دافيد دي خيا وخط دفاعه كثير من المتاعب خاصة أن شباك الفريق تلقَّت 13 هدفاً في المباريات التسعة الماضية وهي نسبة غير معتادة. وعلى الجانب الآخر لن تكون الأمور أسهل بالنسبة لدفاع آرسنال الأقوى في الدوري حتى الآن (6 أهداف)، وسيكون الاختبار على ملعب "أولد ترافورد" الأصعب هذا الموسم وبنكهة خاصة أمام نجم آرسنال السابق فان بيرسي الذي انتقل الصيف الفائت إلى مدينة مانشستر في صفقة الموسم محلياً، كما تحمل آخر زيارة لآرسنال إلى الملعب ذكرى كارثية حين خسر (2-8) في ذهاب الموسم الماضي، وسجَّل خلالها واين روني ثلاثية "هاتريك" ليونايتد فيما سجَّل زميله الحالي فان بيرسي هدفاً وأهدر ركلة جزاء. وستكون المباراة فرصة للظهور الأول بقميص آرسنال بالنسبة للثلاثي الهجومي المؤلَّف من الألماني لوكاس بودولسكي والإسباني سانتي كازورلا والفرنسي أوليفيه جيرو أمام جمهور "مسرح الأحلام"، ولن تكون هناك فرصة أفضل لأيّ منهم لترك بصمة مؤثِّرة، فيما سيغيب الإيفواري جيرفينيو أحد أهمّ مفاتيح لعب "المدفعجية" لإصابة في الكاحل تعرَّض لها الخميس وستبعده عن الملاعب ثلاثة أسابيع. يونايتد قلَّص بفوزه الأخير على تشلسي الفارق معه إلى نقطة واحدة فقط رافعاً رصيده إلى 21 نقطة في المركز الثاني بالتساوي مع جاره سيتي، فيما تقدَّم آرسنال إلى المركز السادس برصيد 15 نقطة، وبالتالي تشكِّل المباراة منعطفاً حاسماً بالنسبة للفريق الزائر فإما الدخول جدّياً في سباق المنافسة أو الخروج منه إلى أمد قد يكون غير قصير في حال الخسارة التي ربما تجعل الفارق مع المتصدِّر 10 نقاط. ولم يفلح آرسنال بالفوز في "أولد ترافورد" منذ عام 2006 حين تفوَّق (1-0) في ذهاب موسم 2006-2007، إذ خسر في 7 من أصل 8 زيارات لاحقة، وسجَّل 4 أهداف فقط مقابل 20 هدفاً دخلت مرماه. الصدارة في رحلة محفوفة بالخطر &&&& يشدّ تشلسي المتصدَّر رحاله لملاقاة الفريق الويلزي الوحيد في المسابقة "سوانسي سيتي" على ملعب "ليبرتي ستاديوم"، ويهدف "البلوز" إلى المحافظة على صدارتهم التي باتت مهدَّدة من قطبي مانشستر حامل اللقب ووصيفه. ويأمل فريق المدرِّب الإيطالي روبرتو دي ماتيو تجنُّب عثرة واردة من فريق عنيد كان قد أقصى ليفربول من مسابقة كأس الرابطة بالفوز عليه في عقر داره (3-1)، وتعدّ هذه المباراة الثالثة على التوالي أمام خصم من العيار الثقيل بالنسبة لفريق المدرِّب الدنماركي ميكايل لاودروب الذي خسر أمام سيتي (0-1) في المرحلة التاسعة مطلع الأسبوع الماضي. ويحتلّ سوانسي المركز الحادي عشر في الترتيب حالياً برصيد 11 نقطة. السيتي مهمة صعبة &&&& وسيكون الحال مشابهاً بالنسبة لل "سيتزنز"، إذ يلاقي الفريق السماوي مضيفه ويستهام يونايتد على ملعب "أبتون بارك". ويقدِّم ويستهام موسماً جيِّداً حتى الآن بعد عودته إلى الدوري الممتاز بقيادة أحد اكثر مدرِّبي المسابقة خبرةً "سام ألاردايس"، إذ يحتلّ المركز التاسع (14 نقطة)، وإن كان قد خسر في المرحلة الماضية خارج ملعبه أمام ويغان (1-2). من جانبه لا يقدِّم سيتي عروضاً أخّاذة إلا أنه يُظهر فاعلية وواقعية، فقد جمع 21 نقطة أهَّلته لاحتلال المركز الثالث وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر في المسابقة حتى الآن، لكن اللافت أن أربعة من انتصاراته الست جاءت بفارق هدفٍ واحد. ويأمل الإيطالي روبرتو مانشيني بتعثّر يونايتد وتشلسي معاً علّه يخطف صدارة الترتيب للمرَّة الأولى، لكن عليه أولاً النجاح في تجاوز الفخّ اللندني الصعب.