قال سكرتير الاشتراكي في محافظة الضالع ، فضل الجعدي: تأتي الذكرى الخامسة والأربعون للاستقلال الوطني الناجز في الثلاثين من نوفمبر العام 67م في ظل مرحلة حرجة ومعقدة يعيشها الوطن على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى مشارف الدخول في الحوار الوطني الشامل الذي تشرئب أعناق اليمنيين وقلوبهم إليه لإخراج البلد من أتون المشكلات التي تعصف به وتكاد تجره إلى مربعات خطيرة من التشظي والاقتتال،وكان يحدونا الأمل كما كان يراود آبائنا قبلنا أن تأتي اللحظات التي نحتفي بها في مناسباتنا الوطنية ونحن نشعر فعلياً بقيمة الفرح وروعة المسرات غير أنه وللأسف الشديد تأتي مناسباتنا الوطنية ونحن على قارعة الطريق ما زلنا في انتظار جراحات أخرى وإرهاصات كثيرة أعاقت وتعيق تطلعاتنا في الإحساس بتحقق أهداف ثوراتنا القديمة والجديدة ورؤية أحلامنا في دولة مدنية حديثة مزدهرة على ارض الواقع،جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في المهرجان الشبابي للاحتفال الذي أحياه أمس شباب الحزب الاشتراكي اليمني في مديرية مريس محافظة الضالع بالذكرى الخامسة والأربعين للاستقلال الوطني المجيد، أضاف: ما زلنا نعيش الماضي بكل أتراحه وصراعاته ومساوئه غير أننا لم نيئس بعد من حتمية وضرورة التغيير. وقد شكل يوم الثلاثين من نوفمبر محطة تاريخية مشرقة في حياة اليمنيين وبعد نضالات جسورة وكفاح مرير ضد المستعمرة التي كانت لا تغيب عنها الشمس، كفاح أمتد منذ فجر ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة 63م وحتى العام 67م قدم خلالها شعبنا في الجنوب اليمني أبلغ التضحيات وقوافل من الشهداء الأمجاد الذين هبوا من كل مناطق اليمن جنوبه وشماله لإحراز ذلك الانتصار العظيم الذي تكلل بجلاء آخر جندي بريطاني من أرضنا الحبيبة ليتشكل المشهد السياسي بقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تلك الدولة التي قدمت صورة بهية لمعنى الدولة الحقيقي بسيادة النظام والقانون وترسيخ دعائم المواطنة المتساوية والتي شملت حتى المهمشين الذين اندمجوا كأفراد طبيعيين في المجتمع وأصبحوا جزءا منه وأتاحت التعليم المجاني والخدمات الصحية المجانية لكل شرائح المجتمع ووفرت فرص العمل وقضت على الأمية وحررت المرأة وأشركت الناس من جميع أصقاع اليمن بصناعة القرار ومفاصل الدولة،في ترجمة عملية للمشروع الحضاري الذي حمله الحزب الاشتراكي اليمني والذي وبكل مرارة وقهر حاولت القوى التقليدية المتخلفة وسلطة 7 يوليو الأسود القضاء عليه واختطافه حتى اندلاع ثورة الشباب العظيمة التي فكت الحصار عليه،وما عناه الجنوب وأبنائه أبطال شركاء الوحدة من غبن وضيم واستبداد وإقصاء وتهميش ،وما تكبده ناشطو الحراك السلمي الثورة الربيعية الأولى التي ألهمت ثورات الربيع العربي من قمع واعتقالات وقتل، الأمر الذي دفعهم إلى تبني مشاريع سياسية وخيارات أخرى وفي هذا الصدد، فإن على القوى السياسية توجيه رسائل تطمينية لأبناء الجنوب لضمان نجاح مؤتمر الحوار الوطني وعلى القيادة السياسية البدء بتنفيذ النقاط الاثنتي عشرة التي تقدم بها الحزب الاشتراكي اليمني وأقرتها أحزاب اللقاء المشترك واللجنة الفنية للحوار والخاصة بالقضية الجنوبية التي تعتبر حجر الزاوية والمدخل الرئيسي لحل مشاكل الوطن من حوف إلى الجوف . وأكد أن عجلة التاريخ لا يمكن لها أن تتوقف، ذلك أن التاريخ الذي سطره شهداؤنا بدمائهم سيظل خير شاهد على أن حرية الشعوب فوق كل الاعتبارات وان حتمية التغيير ومواصلة المسيرة في درب الشهداء الخالدين ستظل حاجة ملحة حتى تحقيق كل أهداف الثورة ابتداءً بتوحيد الجيش والأمن وانتهاء بكنس كل الفاسدين الذين يقتاتون على دماء الشعب ويتاجرون بخيراته، بما فيهم تجار الحروب ومشعلو الفتن.