نفذ العشرات من المهمشين في مدينة دمت بمحافظة الضالع يوم أمس الأحد وقفة احتجاجية أمام المجمع الحكومي للديرية وسط المدينة، احتجاجاً على ما وصفوه بإحراق بعض خيمهم ومحاولة إخراجهم من المخيم الواقع شرق المدينة بجوار الجسر، حيث يقوم أحد المواطنين برفع خيمهم لاستخدام أرضيته . وأعقب المشاركون في الوقفة القيام بمسيرة جابت الشارع العام وصولاً إلى جولة جبن ( جولة الحرية ) رددوا خلالها شعارات وهتافات دعت رئيس الجمهورية/عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني ومنظمات حقوق الإنسان الالتفات إلى معاناتهم وأوضاعهم المعيشية الصعبة باعتبارهم يعيشون في العراء يقاسون برد الشتاء وحر الصيف داخل خيمهم . وطالب المحتجون بوضع حد لتلك المعاناة ولا سيما وأنهم مهددون بالطرد بين الحين والآخر من ملاك الأراضي التي يقيمون عليها مساكنهم المتواضعة والذين قالوا أن البعض منهم (الملاك) لا يراعون أي اعتبار لآدميتهم . وعقب انتهاء المسيرة قام المتظاهرون باقتحام حوش يتبع مسئولاً كبيراً في المؤسسة الاقتصادية اليمنية يقع بجوار المحوى في محاولة للسيطرة عليه لإقامة مخيمهم باعتبار ذلكم الحوش ملكاً للدولة التي يحملونها مسئولية إيوائهم وإيجاد بقعة أرض يقيمون عليها مساكنهم حد تعبيرهم . ونقل شهود عيان تعرض المقتحمين لإطلاق نار من قبل حراسة الحوش ولكن دونما حدوث أي إصابات . وتعرضت خيام عدد من الأسر المهمشة بمحوى جسر بناء شرق مدينة دمت للجرف والإحراق من قبل ملاك الأرض الذين يحاولون البناء عليها . وقال عدد من المهمشين إن حراسة أرضية المؤسسة قاموا بإطلاق النار عليهم وإخراجهم بالقوة دون مراعاة لإنسانيتهم وأطفالهم الصغار ونسائهم اللاتي تعرضن للتهديد والشتم. من جانبه قال ( صالح ) وهو مالك للأرض التي تقع عليها عدد من خيام المحوى إنه اشترى الأرض بفلوسه وقد تركها لهم فترة من الزمن وهو اليوم بحاجة إلى بنائها وأن على الهمشين أن يبحثوا لهم عن مكان آخر يقيمون به وليذهبوا للدولة لتعطيهم أرضاً فهي المسئولية وليس المواطن الذي اشترى بملايين الريالات . ويعيش المهمشون الذين يتوزعون بعدد من المحاوى في صفيح المدينة والبنايات المهجورة وضع مأساوي، سيما في أوقات الشتاء واشتداد موجة البرد القارس، حيث يعانون انعدام المتطلبات الحياة الأساسية، ناهيك عن وسائل التدفئة لهم ولأطفالهم الصغار ويزيد من معاناتهم حالة التهميش واللامبالاة التي يلاقونها سواء من الجهات المختصة أو المنظمات الدولة والمحلية المهتمة بحقوق الإنسان والتي يقولون إنهم خارج حساباتها .