قامت عدد من الأسر المهمشة في مدينة دمت بمحافظة الضالع بنصب خيامها في ساحة الحرية ( جولة جبن ) وسط المدينة للضغط على السلطات المحلية توفير مساحة أرض يقيمون عليها مساكنهم بعد أن وجدوا انفسهم في العراء بلا مأوى عقب قيام مواطن بإخراجهم من محوى الجسر شرق المدينة بحجة امتلاكه للأرض وينوي البناء عليها . وأكد شهود عيان ل " أخبار اليوم " قيام الأسر المهمشة بنصب أربع خيام في وسط الجولة في محاولة للفت الأنظار تجاه معاناتهم والضغط على السلطات المحلية سرعة توفير مساحة من الأرض التابعة للدولة لقيموا عليها خيامهم وماكنه التي عادة ما تكون من الصفيح والكراتين والقماش ليضمنوا بذلك عدم ملاحقة ملاك الأراضي لهم وإخراجهم منها بالقوة, كما هو الحال في محوى الجسر الأسفل . وكان العشرات من المهمشين بدمت قد نفذوا الأحد الفائت وقفة احتجاجية أمام المجمع الحكومي بالمديرية اعقبوها بمسيرة جابت الشارع العام احتجاجاً على ما وصفوه بإحراق بعض خيمهم ومحاولة إخراجهم من المخيم بالقوة عبر جرفها بالشيولات. ودعا المهمشون رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني ومنظمات حقوق الإنسان الالتفات إلى معاناتهم وأوضاعهم المعيشية الصعبة باعتبارهم يعيشون في العراء يقاسون برد الشتاء وحر الصيف داخل خيمهم . وطالبوا بوضع حد لتلك المعاناة ولا سيما وأنهم مهددون بالطرد بين الحين والآخر من ملاك الأراضي التي يقيمون عليها مساكنهم المتواضعة والذين قالوا إن البعض منهم ( الملاك ) لا يراعون أي اعتبار لأدميتهم - حد قولهم. وتعيش مئات الأسر المهمشة في ضواحي مدينة دمت حياة مهددة بالملاحقة والطرد في عدد من المحاوى التي يقيمون مساكنهم عليها باعتبارها في الأساسٍ أراض تابعة لمواطنين ويمكن أن يحتاجونها في أي وقت من الأوقات, الأمر الذي سيعرض تلك الأسر للخطر وهي تجد نفسها بلا مأوى بشكل يضطرهم للتشرد والبهذلة هم وأطفالهم الصغار . ويخشى مراقبون أن تتحول مطالب المهمشين العادلة بحقهم في المواطنة المتساوية والعيش الكريم من مطالب حقوقية لا غبار عليها إلى ما وصفوه ب ( حق يراد به باطل ) وذلك من خلال قيام قوى الإرباك ( الفلول ) باستغلال أوضاع المهمشين المتردية في المزايدات السياسية في محاولة للضغط على حكومة وإظهارها في موقف الفشل في هذا الظرف بالذات، سيما وأن أوضاع الهمشين ظلت في الحضيض طوال العقود الماضية وحرموا من نيل حقوقهم في الحصول على أبسط المقومات الأساسية، وهو ما لا يعني أن تظل أوضاع هذه الشريحة كما هي عليه بالضرورة وإنما الضرورة الوطنية تقتضي من الجميع أن يعي صعوبة المرحلة التي تمر بها البلاد بشكل عام وما تعانيه في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها الأمر الذي يتطلب منح الحكومة فرصة للوصول بالبلاد إلى مرفأ الأمان.