تواصل عدد من الأسر المهمشة في دمت بمحافظة الضالع اعتصامها في ساحة الحرية وسط المدينة للضغط على السلطات المحلية توفير مساحة أرض يقيمون عليها مساكنهم بعد إخراجهم من الأراضي التي كانوا يسكنون فيها من قبل ملاك الأراضي ونصب المهمشون الخميس الفائت عددا من الخيام في ساحة دمت بعد ما قالوا أنهم وجدوا انفسهم مشردين بلا مأوى في العراء هم وأطفالهم ونسائهم في ظروف بيئية قاسية في ظل اشتداد موجة البرد ، مستخدمين في ذلك إطارات السيارات والطرابيل والحبال والكراتين . الخيام المنصوبة على الساحة علق عليها لافتات وكتابات كتب عليها "مواطنون بلا سكن " ، نطالب بأرض للسكن" ، "نطالب المساواة " ، " أين العدالة". ويتجمع المهمشون نساء ورجال صغار وكبار حول كل من يقوم بزيارتهم غالبيتهم من المتضامنين مع الأسر التي جرى إخراجها ، فما يرفع المعتصمين قصاصات ورقية كتب عليها عبارات تعبر عن مطالبهم ويستقبلون بها السيارات التي تمر بجوارهم ، وقد ألتف حوالينا العشرات منهم أثناء رؤيتهم للكاميرا وقاموا بترديد هتاف: "يا تخطيط يا إسكان .. وأيني حقوق الانسان" . أحد المهمشين وهو رجل مسن تحدث إلينا قائلا :هذ هو حالنا في الشوارع مضيعين إحنا وأطفالنا ونسائنا فنحن لا نملك لا سكن ولا أراضي نبني عليها مساكن أو خيام كما هو الحال هنا في الجولة لعدم قدرتنا في بناء منازل كبقية عباد الله . وتابع : لنا عشرين سنة عايشين في أراضي الناس ، خلاص اليوم الناس احتاجوا حقهم ، فنريد من الدولة تعطينا أرض نسكن فيها احنا وجهالنا ، ونرجوا من الأخ رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة النظر إلينا بعين الرحمة فنحن من الشعب وإلى الشعب وإذا لم يكن لهؤلاء المساكين لا أرض ولا وطن ولا كرامة فعليهم الرحيل إلى الصومال . من جانبه قال"جلال ناصر" أن السلطات المحلية تعاملت معهم بسلبية مطلقة ولم تتجاوب معهم مطالباتهم حيث وهي بكل يوم وعد ولكن بلا فائدة ، محملا حكومة الوفاق الوطني مسئولية معاناة تلك الأسر المشردة . فيما قاطعه آخر بقوله : "مدير الأمن هو الذي جاء وأخرجنا من حوش المؤسسة على أساس انهم سيوفرون لنا أرض ولكنهم أكتفوا فقط بإخراجنا ، والآن نساءنا وأطفالنا مرميين في الشارع ونطالب بمحاسبة من قام بإحراق خيمنا وإطلاق النار علينا في حوش المؤسسة وتقديمهم للعدالة" . ويحاول المهمشون باعتصامهم المفتوح لفت الأنظار تجاه معاناتهم والضغط على السلطات المحلية سرعة توفير مساحة من الأرض التابعة للدولة لقيموا عليها خيامهم ومساكنه التي عادة ما تكون من الصفيح والكراتين والقماش ليضمنوا بذلك عدم ملاحقة ملاك الأراضي لهم وإخراجهم منها بالقوة كما هو الحال في حوى الجسر الأسفل . وهدد عدد من المهمشين الذين قدموا للتضامن مع الأسر المعتصمة في الساحة بتصعيد احتجاجاتهم السلمية خلال الأيام القادمة حيث من المقرر القيام باعتصام مفتوح أمام المجمع الحكومي للمديرية الثلاثاء المقبل . وكان العشرات من المهمشين بدمت قد نفذوا الأحد الفائت وقفة احتجاجية أمام المجمع الحكومي بالمديرية اعقبوها بمسيرة جابت الشارع العام احتجاجا على ما وصفوه بإحراق بعض خيمهم ومحاولة إخراجهم من المخيم بالقوة عبر جرفها بالشيولات. ودعا المهمشين رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني ومنظمات حقوق الانسان الالتفات إلى معاناتهم وأوضاعهم المعيشية الصعبة باعتبارهم يعيشون في العراء يقاسون برد الشتاء وحر الصيف داخل خيمهم . ويطالبوا بوضع حد لتلك المعاناة ولا سيما وأنهم مهددون بالطرد بين الحين والآخر من ملاك الأراضي التي يقيمون عليها مساكنهم المتواضعة والذين قالوا أن البعض منهم ( الملاك ) لا يراعون أي اعتبار لأدميتهم حد قولهم. وتعيش مئات الأسر المهمشة في ضواحي مدينة دمت حياة مهددة بالملاحقة والطرد في عدد من المحاوى التي يقيمون مساكنهم عليها باعتبارها في الأساس أراض تابعة لمواطنين ويمكن أن يحتاجونها في أي وقت من الأوقات الأمر الذي سيعرض تلك الأسر للخطر وهي تجد نفسها بلا مأوى بشكل يضطرهم للتشرد والبهذلة هم وأطفالهم الصغار .