40 ألف نسمة هم تعداد سكان مديرية المسيمير، ومثلما يعانون من شحة المياه بسبب مشروع مهمل منذ ثلاثة عقود ولم يعد صالحاً لإيصال المياه إلى منازل المواطنين، فهم يعانون أيضاً من غياب تام للخدمات الصحية رغم عدد المراكز الصحية الموجودة كمبانٍ خالية من التجهيز والكادر أو مغلقة وأخرى تعمل بطريقة بدائية وتفتقر للكثير من المستلزمات. في مناطق عهامة وشعثاء وذيل ومكيديم بالمسيمير تتوفر العديد من الوحدات الصحية، لكنها لا تقدم شيئاً، فمنطقة عهامة وحدتها الصحية مغلقة بسبب عدم توفر الكادر الصحي في المنطقة وعهامة هذه واقعة بين أحضان جبال الحواشب، بمعنى أنها منطقة نائية بامتياز وبحاجة ماسة للرعاية الصحية، لا سيما ومناطق المسيمير موبوءة بأمراض وبائية أبرزها الملاريا الذي ينتشر بشكل ملفت النظر في مناطق وقرى وادي تبن المنتشرة على ضفاف الوادي الذي يستوطنه البعوض المسبب الأول في نقل مرض الملاريا للناس. غياب الكادر ومع عدم توفر المعدات الطبية والكادر أيضاً وقلة المواد الدوائية إن لم تكن متوفرة بالجملة في بعض الوحدات المغلقة، كل ذلك من جملة الأسباب التي أدت إلى إغلاق الوحدات الصحية وبعضها وحدات لم تستكمل إلى يومنا، لتنظم بذلك إلى قائمة المشاريع المتعثرة، وللمشاريع المتعثرة داخل مديرية المسيمير بلحج قصة أخرى. أما منطقة مكيديم بالمسيمير يوجد فيها وحدة صحية بكادر صحي واحد، ناهيك عن شحة الأدوية في تلك الوحدة رغم المناطق العديدة التي تغطيها الوحدة الصحية وتقدم خدمات صحية لأهالي مكيديم. مقبل أحمد صالح قال ل"أخبار اليوم": الوحدة الصحية هذه إذا تم توفير الأدوية ستوفر خدمات صحية لمنطقة مكيديم والقرى الأخرى.. وأشار إلى أنه لابد من توفير طاقم طبي وسُرر للمرضى، فالوحدة الصحية لا تزال إلى الآن بدون أسرة ومعدات طبية. لا أثاث ولا علاجات محمد صالح الحوشبي، من أبناء مكيديم، يضيف هو الآخر ل"أخبار اليوم" بأن الوحدة الصحية الموجودة، كانت قد بنيت في العام 2008م، إلا أنها لم تؤثث إلى الآن ولا توجد بها العلاجات للمرضى، فالأسبرين ومطهر الجروح وحده هو المتواجد في أرفف الوحدة. وأشار في حديثه إلى أن الوحدة الصحية عند توفير كل المعدات اللازمة ابتداءً من الكادر مروراً بالمعدات الطبية وصولاً إلى الأدوية التي يحتاجها المرضى، ستكون مقصدا للمرضى من قرى بشرية وجاودون ودجران وعيانه وغيرها من القرى المجاورة، مما تغني المرضى من الذهاب إلى مستشفى المديرية أو إلى مستشفى ابن خلدون بحوطة لحج. تعثر ويقول د/عارف محمد ناجي، نائب مدير مكتب الصحة، إن الوحدة الصحية في مكيديم تم بناؤها من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية على أساس أنها وحدة صحية نموذجية، لكن لم يتم تجهيزها منذ فترة، مشيراً إلى أن مكتب الصحة في المديرية يشكل حالة أفضل مقارنة بالمكاتب الأخرى. وعن تعثر بعض الوحدات الصحية قال عارف إنه ومن ضمن أسباب إغلاق تلك الوحدات أن المجلس المحلي وعد أصحاب الأرضية التي تم البناء عليها بأن يتم إعمالهم على تلك الوحدات كحراس وفي الأخير لم يوفوا بوعودهم، مما جعل أصحاب الأرضية يقومون بإغلاق الوحدات في أكثر من منطقة . همسة: المواطنون يرون في تشغيل تلك الوحدات الصحية في مناطق المسيمير المتباعدة ستحقق خدمات صحية لأهالي المديرية.
