تسود حالة من التوتر والتوجس كافة رباعيات ردفان بمحافظة لحج منذ يوم الجمعة عقب انتشار عسكري مفاجئ نفذته وحدات من الجيش تابعة لمحور العند العسكري قامت بالانتشار على طول الخط العام الممتد من مديرية الملاح حتى الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة الحبيلين وهي المنطقة التي كان الحراك الجنوبي يسيطر عليها منذ العام 2011م , كما سيطرت قوات الجيش على نقطة تفتيش كان أنصار الحراك يرابطون فيها منذ عامين في منطقة تسمى (البويبين) فيما تمركز عشرات الجنود والآليات العسكرية في مبنى المعهد التقني الواقع في أطراف مدينة الحبيلين وبالقرب من الخط العام المحاذي لمنطقة الجدعاء. وقال مصدر عسكري رفيع في اتصال مع "أخبار اليوم" بأن عملية الانتشار التي نفذتها وحدات من الجيش على طول الطريق العام المؤدي إلى مدينة الحبيلين جاء بالاتفاق مع مشايخ وأعيان وقيادات الحراك في ردفان وذلك بهدف تأمين انسحاب الكتيبة المرابطة في القطاع العسكري الغربي لمدينة الحبيلين والتابعة للواء 35 مدرع المرابط في محافظة الضالع والتي سوف يتم استبدالها بكتيبة أخرى تابعة لمحور العند. وأثار الانتشار العسكري المفاجئ لقوات الجيش مخاوف المواطنين في عموم مديريات ردفان من اعتزام قوات الجيش السيطرة على ردفان مجددا بعد أن فشلت في السيطرة عليها خلال العام 2010م عقب مواجهات دارت رحاها بين مئات المسلحين وتلك القوات والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى ودمرت العديد من المنازل انتهت بانسحاب قوات الجيش من مواقعها وسط المدينة وبعض المواقع المستحدثة. وكان لواءان عسكريان قد حاولا في وقت سابق من العام 2010 وبداية العام 2011م دخول المدينة غير ان هذه المحاولات جوبهت بمقاومة عنيفة سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى بينهم مدنيين في قصف مدفعي طال عدداً من الأحياء السكنية والمنازل. وفيما شوهد المئات من المسلحين يتوافدون إلى مدينة الحبيلين للتصدي لأي عملية اقتحام للمدينة سوف تقدم عليها قوات الجيش.. فقد خرج الآلاف من أبناء ردفان بمحافظة لحج صباح أمس في تظاهرة حاشدة رددوا خلالها الهاتفات الغاضبة المطالبة بسحب القوات العسكرية من محيط المدينة, وجابت التظاهرة شوارع مدينة الحبيلين قبل أن تستقر أمام مبنى السلطة المحلية بالمديرية وهناك وقف الجميع وقفة احتجاج, مطالبين بموقف واضح وصريح من قبل السلطة حول تلك الحملة.. واستمرت التظاهرة والمسيرة في الشارع الخلفي للمدينة حتى وصلت إلى الساحة العامة لمنصة الشهداء وهناك أقيم مهرجان ألقيت فيه كلمات غاضبة من قبل مجلس الحراك بالمديرية للدكتور فضل هماش والذي طالب من قوات الجيش بالرحيل, محذراً من مغبة تداعيات ذلك.. وألقيت العديد من الكلمات من قبل الحركة الشبابية وأنصار الحراك, كما ألقيت قصائد شعرية نالت استحسان الحاضرين.