فوجئ سكان مدينة الحبيلين كبرى مدن مديريات ردفان الأربع بمحافظة لحج صباح أمس الجمعة بانتشار عسكري غير مسبوق لقوات عسكرية قادمة من محور العند الذي يقوده اللواء محمود الصبيحي وأخرى تابعة للكتيبة العسكرية المرابطة في الملاح بالتزامن مع استحداث مواقع عسكرية بالقرب من مساكن المواطنين من الجهة الغربية للمدينة . وشوهدت أرتال من الدبابات والعربات وعشرات الجنوب يتمركزون بمحاذاة الخط العام (عدن - صنعاء) الممتد من مديرية الملاح حتى أطراف مدينة الحبيلين وهي المنطقة التي يسيطر عليها الحراك الجنوبي منذ عامين بعد معارك ضارية خاضها أنصاره ضد القوات العسكرية سقط خلالها ما لا يقل عن ثلاثين قتيلاً وعشرات الجرحى من الجانبين انتهت بانسحاب القوات العسكرية من جميع المواقع بما فيها الموقع الرئيسي لقوات الجيش المرابطة وسط مدينة الحبيلين والتي انسحبت إلى الجهة الغربية للمدينة كما سيطرت قوات الجيش صباح أمس الجمعة على نقطة كانت اللجان الشعبية تقوم بتأمين الطريق العامة فيها منذ سنوات. قوات الجيش التابعة للواء العسكري (135) الذي يقوده العميد (أبو العوجاء) التابع للفرقة الأولى مدرع سابقاً والتي سبق لها السيطرة على مبنى المجمع الحكومي بمديرية الملاح وتحويله إلى ثكنة عسكرية ومنع العمال والموظفين من مزاولة عملهم في المبنى منذ أربعة أشهر قامت صباح أمس الجمعة بالسيطرة على مبنى المعهد التقني الواقع في أطراف مدينة الحبيلين وتحويله هو الآخر إلى ثكنة عسكرية لها ، كما شوهد عشرات من الجنود والآليات العسكرية ترابط بالقرب من الجبال المحيطة بقرى الرويد والحمراء والجدعاء وعلى مداخل الحبيلين من الناحية الغربية، وقامت بنصب الخيام. وفيما أعلن أبناء ردفان حالة التأهب القصوى وشوهد المئات من المسلحين القبليين يتوافدون إلى مدينة الحبيلين للتصدي لتلك القوات إثر أنباء ترددت بأن تلك القوات تعتزم السيطرة على ردفان وطمس أعلام وشعارات الحراك الجنوبي وملاحقة قيادات ونشطاء الحراك على غِرار ما قامت به القوات العسكرية بمديرية الملاح، وقال مصدر عسكري رفيع في اتصال مع "اليمن اليوم" بأن ذلك الانتشار العسكري ليس لغرض السيطرة على مدينة الحبيلين ولكنه يأتي لتأمين انسحاب كتيبة تابعة للواء 35مدرع المرابط في الضالع والتي سوف يتم استبدالها بكتيبه أخرى تابعة لمحور العند، وأن ذلك الأمر جاء بالتنسيق مع القبائل وقيادات الحراك في المنطقة وهو القول الذي نفته قيادات الحراك الجنوبي جملة وتفصيلا . وقال رئيس مجلس الحراك بمحافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي في اتصال هاتفي مع "اليمن اليوم" بأن قيادات الحراك لم تبرم أي اتفاق مع قيادات الجيش ولم يكن لديها أي علم مسبق بتلك التعزيزات التي قال بأن الغرض منها التصعيد العسكري واستفزاز المواطنين في مديريات ردفان، مشيرا إلى أن أبناء ردفان وقيادات الحراك قد سبق وأن أعلنوا رفضهم القاطع والمطلق لأي تواجد عسكري على أراضيهم وأنهم مستعدون لتقديم قوافل من الشهداء في سبيل عدم تسليم ردفان وخضوعها لسيطرة قوات الجيش.